انتخابات غرفة تجارة وصناعة عمان التي أجريت أمس، مظهر جديد من مظاهر تأصيل الممارسة الديمقراطيّة في المشهد العماني، وذلك في أعقاب نجاح هذه الممارسة في انتخابات أعضاء مجلس الشورى والمجالس البلديّة.. وكل ذلك ترجمة للرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، وتفعيلا للتوجيهات السامية بتوسيع المشاركة في صنع القرار على كافة المستويات وفي جميع المجالات.
والغرفة ولأنّها تمثل بيت التجّار، ولسان حال القطاع الخاص، يعول عليها كثيرًا في تعميق مشاركة هذا القطاع للحكومة في المسار التنموي الذي تسير فيه بلادنا بخطى ثابتة..
لقد جرت انتخابات الغرفة في أجواء من الشفافيّة، وبيئة صحيّة لتفرز مجالس منتخبة نابعة من إرادة الناخبين من أصحاب وصاحبات الأعمال الذين توافدوا للتصويت بكثافة في مشهد يجسد تنامي الوعي الانتخابي، وتغلغله في كافة الأوساط المجتمعيّة.. حيث تجاوزت نسبة الإقبال على الانتخابات 76 بالمائة من أعداد الناخبين الذين سجلوا وحق لهم الانتخاب وهذه نسبة جيّدة في مقاييس الانتخابات خاصة وأنّ هناك محافظات تجاوزت نسبة حضور المترشحين فيها أكثر من 84 بالمائة .
وسارت العملية الانتخابية بطريقة سلسلة، كما تمّ التغلب على ما واكبها من بعض الصعوبات التقنية نظرا للإقبال الكبير وازدحام الناخبين بمراكز الانتخابات.
وهذه الانتخابات ثمرة تعديل قانون الغرفة الذي أصبح
ينص على أنّ مجلس الإدارة يتألف من خمسة عشر عضوًا، خمسة أعضاء منهم من محافظة مسقط، ينتخبون بالاقتراع السري من أعضاء الغرفة المسجلين في المقر الرئيسي لها، إضافة إلى رؤساء مجالس إدارات الفروع بالمحافظات الأخرى.
وتدخل الغرفة بهذه الانتخابات، عهدًا جديدًا، يؤمل أن تتحقق فيه المزيد من الإنجازات على صعيد المشاركة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص للمزيد من النماء والرخاء والازدهار لبلادنا الغالية.