مسقط- الرؤية
نظمت وزارة الصحة ممثلة بدائرة التثقيف والإعلام الصحي وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حلقة عمل تدريبية حول أنماط الحياة الصحية تحت شعار " التوجه الصحي للحياة أسلوب حياة " للعاملين الصحيين في مجال التوعية الصحية بحضور سعادة الدكتور عبدالله صالح الساعدي ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان.
في بداية الحلقة تحدث سعادة الدكتور عبدالله الصاعدي ممثل منظمة الصحة العالمية عن الأولويات الصحية في السلطنة والمشاكل المتنامية بسبب المتغيرات الكبيرة في أنماط الحياة السائدة وأنواع الغذاء المستهلك وما يرافق ذلك من تغيرات بيئية واقتصادية واجتماعية مختلفة تسهم في زيادة معدلات انتشار الأمراض غير السارية بصورة مضطردة بالرغم من التفاوت الملحوظ في جاهزية النظم الصحية في بلدان الإقليم وبالرغم التفاوت في الحالة الصحية والمؤشرات الصحية بشكل عام، إلا أنّ مشكلة الأمراض غير السارية هي مشكلة عامة في جميع دول إقليمنا بل إنّ بعض هذه الدول تحتل الصدارة عالمياً في حجم بعض هذه الأمراض مثل السكري والسمنة وغيرها. أضف إلى ذلك أن عوامل الاختطار مثل قلة النشاط الحركي ونوعية الغذاء ونمط الحياة لذا فإننا نعتقد أن الأمراض غير السارية ستبقى أولوية قصوى بل إنها ربما تزداد استفحالا ما لم تتخذ كافة الإجراءات الضرورية لمواجهتها.
وأضاف: أن منظمة الصحة العالمية ساهمت في الفترة القصيرة الماضية في تقديم الدعم التقني للدول الأعضاء وسهّلت عمليات التشاور بين مختلف الأطراف من أجل تنفيذ الإعلان السياسي للأمم المتحدة، كما أعدت أمانة المنظمة تقييمات لبعض البلدان باستخدام أداة تقييم شاملة مكنت البلدان الأعضاء من إعداد التقارير والتحقق من صحة المعطيات التي تقدمها حول هذه المعضلة، وساعدت البلدان في بناء قدراتها للتصدي للأمراض غير السارية وفي مقدمة ذلك إدماج هذه الأمراض في الرعاية الصحية الأولية، باستخدام حزمة WHOPEN وقالت الدكتورة خلود المفرجي مديرة دائرة التثقيف والإعلام الصحي في محاضرتها إنّ التقدم والمدنية المعاصرة في جميع ميادين الحياة عامة والصحية خاصة ساهم في تحسين الأوضاع الصحية بسبب الثورة العلمية التي أدت إلى توافر العلاج الشافي للعديد من الأمراض كسبل التحصين المتوفرة للعديد من الأمراض المعدية .إلا أن هذا التمدن كانت له جوانبه السلبية والتي وساهم في تغيير الخارطة الوبائية لمعظم دول العالم وحولها من وطأة الأمراض المعدية إلى زيادة خطر اجتياح الأمراض غير المعدية بسبب العديد من أنماط الحياة غير الصحية التي صاحبت هذه المدنية مثل قلة النشاط البدني ونمط الغذاء غير المتوازن وزيادة السمنة والضغوطات والأعباء النفسية التي تنامت مع وقع الحياة السريع وغيرها من ممارسات الحياة الحديثة .
وأضافت الدكتورة خلود المفرجية: تعزى أسباب حالات الوفاة والمراضة والعجز لهذه الأمراض بما معدله 60% من مجموعة الوفيات و47% من عبء المراضة العالمي ومن المتوقع ارتفاع هذين المعدلين الى 73% و60% على التوالي عام 2020م وقد حرصت السلطنة ومنذ بداية عهد النهضة على توفير أفضل الخدمات الصحية في السلطنة ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية في المجال الصحي والعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات والقطاعات المعنية لتعزيز صحة المجتمع كما ينبغي تغيير بعض العادات الاجتماعية ذات العلاقة بالصحة، فالحرص على تعميم استخدام حزام الأمان في السيارة والتقليل من السرعة مثلاً، يمكن أن يساهم في تخفيض عدد الوفيات والإعاقات الناتجة عن حوادث الطرق تهدف الورشة إلى تدريب نخبة من المثقفات الصحيات والقائمين بأعمال التثقيف الصحي على التوعية بأهمية إتباع أنماط الحياه الصحية وعوامل الخطورة المسببة للأمراض المزمنة وكيفية الوقاية منها كذلك التدريب على الوسائل الحديثة والطرق العلمية في تغيير السلوك حيث تم على هامش الحلقة تدشين الحزمة التثقيفية الخاصة بالأنماط الحياتية وعوامل الخطورة المؤدية لظهور الأمراض غير المعدية والمكونة من ستة كتيبات وهي التغذية الصحية المتوازنة، النشاط البدني، السكري، ضغط الدم، الكولسترول، افحص واطمئن، تقييم المخاطر الصحية للإصابة بالأمراض المزمنة والتي سيتم لاحقا الاستعانة بها في عملية التوعية الصحية في المجتمع .
حيث سيقوم نخبة من الأخصائيين والاستشاريين من مختلف التخصصات بعملية التدريب التي ستتم على مدار ثلاثة أيام متواصلة حول مفاهيم أنماط الحياة الصحية وإعطاء نظرة حول واقع الأمراض المزمنة في السلطنة وعوامل الخطورة المسببة لها كذلك التدريب على مبادئ التسويق الاجتماعي وفهم معمق لتغيير السلوك والتعامل مع ضغوطات الحياة اليومية .