تويت
تحول اليمن إلى دولة اتحادية تضم ستة أقاليم، تطور لافت في مسيرة هذا البلد الشقيق الذي شهد في تاريخه السياسي المعاصر العديد من التحولات، آخرها كان الوحدة التي جمعت بين شطريه الشمالي والجنوبي في كيان واحد ، بعد أن كان كل منهما دولة مستقلة..
وحظي مقترح الدولة الاتحادية التي تتألف من ستة أقاليم بأعلى درجة من التوافق والتقارب، مقابل اقتراح آخر بتقسيم البلاد إلى إقليمين اثنين أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب.
ويرى الكثيرون أن الاتفاق على شكل الدولة اليمنية، يمهد الطريق إلى حزمة من التوافقات الأخرى بشأن الإصلاحات الموسعة المرجوة قبل الانتخابات العامة، إضافة إلى وضع مسودة دستور جديد يشكل الأساس لهذه الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل، والتي تشكل خطوة مفصلية في خطة التحول الديمقراطي لليمن.
ورغم نظرة الكثيرين للاتفاق على أنه خطوة مهمة إلى الأمام تغلق الباب أمام الطموحات الانفصالية للجنوبيين، إلا أنّ ثمة مخاوف من ألا تتمكن الحكومة المركزية في صنعاء من بسط سيطرتها التامة على كل الأراضي اليمنية، إذا ما أخذنا في الحسبان التحديات الماثلة، والاستحقاقات العاجلة التي يتوجب التعامل معها، وفي مقدمتها تحدي المتشددين الإسلاميين من أنصار تنظيم القاعدة ، ومناوشات الحوثيين في الشمال، وإذا أضفنا إلى ذلك طموحات الفصائل الانفصالية في الجنوب، يتبين لنا مدى صعوبة مهمة الحكومة في الإمساك بزمام الأمور وبسط السيطرة على كامل التراب اليمني.
ولكن ، رغم كل هذه التحديات، ثمة عوامل مشجعة يمكن التأسيس عليها في بناء مستقبل أفضل لليمن، ومنها وقوف دول المنطقة والعالم بأجمعه معه في سبيل العبور الآمن صوب الغد المشرق.