"تنمية نفط عُمان" تدشن برنامجاً لتدريب مئات اللحَّامين لأول مرة في المنطقة

[جريدة الرؤية]

الرؤية - نجلاء عبدالعال
تصوير/ نواف المحاربي
رعى سعادة سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، حفل تدشين شركة تنمية نفط عمان لبرنامج "جي 6"، لتدريب المئات من الشباب العُمانيين الباحثين عن عمل، وتأهيلهم بأعلى المستويات الدولية في مجال اللحام.
واعتبر سعادته أن إدخال ما يُقارب الـ240 من العمانيين الباحثين عن عمل من حملة الثانوية العامة في البرنامج، مبادرة ضخمة ومشرفة لشركة تنمية نفط عمان.. مؤكدا أن البرنامج هو الأفضل والأعلى بين برامج اللحام المعترف لها عالميا. وقال إن المشاركين جميعهم من الكوادر العمانية، ومن المقرر تخريجهم خلال عامين؛ بحيث سيكونون مؤهلين للعمل لحَّامين مهرة في مجال لحام خطوط الأنابيب الاستانلس ستيل. وأعرب العوفي عن تمنياته بنجاح هذا البرنامج؛ لأنه يوفر بالفعل المهن التخصصية الفنية البحتة، والتي نادرا ما توجد كوادر وطنية فيها، وأكد أن معظم الشركات العاملة في مجال النفط بالسلطنة تعمل على تدريب كوادر وطنية على المهن التخصصية التي يحتاجها العمل كخطوة في الطريق نحو تعمين المهن المطلوبة بهذا القطاع والتي يتم الاستعانة فيها بعمالة وافدة. وأضاف وكيل وزارة النفط والغاز بأن توطين مهن النفط والغاز مسؤولية الجميع.. مشيرا إلى أنه يندرج تحت برنامج القيمة المحلية المضافة هناك تعاون بين الوزارة والشركات؛ لأن الشركات هي التي توفر الوظائف وهي المستفيد الأول والأخير ودور الوزارة التنسيق والمراقبة وربط الكليات التقنية والمعاهد المعترف بها داخل وخارج السلطنة باحتياجات الشركات من التخصصات الفنية.
ومن المقرر أن يلتحق الشباب بعد تخرجهم للعمل في ثلاثة مشاريع عملاقة من مشاريع النفط والغاز التابعة للشركة، كما سيكتسب المتدربون من خلال هذا البرنامج -الأول من نوعه في المنطقة- من المهارات والكفاءات ما يؤهلهم للعمل في أكثر المشاريع الإنشائية تعقيداً، سواء في السلطنة أو خارجها، ويأتي البرنامج في إطار الجهود الرامية إلى الاهتمام بالموارد البشرية وتطوير أدائها وتحفيز طاقاتها وإمكاناتها وتنويع قدراتها الإبداعية.
وتضم الدفعة الأولى من المتدربين 245 شاباً عمانياً خضعوا لتقييم مهاراتهم في اللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء، إلى جانب الفحوصات الطبية؛ وذلك تمهيداً لقبولهم في هذا البرنامج المهني الفريد. وقد بدأ البرنامج عمليا منذ ثلاثة أشهر فيما اقيمت أمس فعالية احتفالية في فندق مسقط جراند حياة، تحت رعاية سعادة سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز للتدشين الرسمي للبرنامج.
ومن المتوقع أن تلتحق بالبرنامج دفعة ثانية تضم 200 شابٍ في العام 2015، ومن المقرر أن يبدأ العمل في مشروع ضخم تنفذه الشركة هو مشروع "رباب-هرويل" المتكامل كل من يتخرج في البرنامج بنجاح، ويتوقع أن يبدأ المشروع إنتاج النفط في العام 2019، ومن المحتمل أن يساهم مشروع "رباب-هرويل" المتكامل بأكثر من 200 مليون برميل نفط؛ وذلك عن طريق حقن الغاز الخلوط في مكامن النفط السبعة في هرويل، فضلاً عن إنتاج نحو 90 مليون برميل من المكثفات عن طريق إعادة تدوير الغاز الحمضي في حقل رباب، وكذلك تصدير الغاز غير المصاحب إلى الأسواق الخارجية. وسيعمل هؤلاء اللحامون أيضاً في مشروعين ضخمين آخرين من مشاريع الشركة وهما "جبال-خف" و"بدور"، والذي من المخطط أن يبدأ الإنتاج فيهما عام 2020.
ويُذكر أنه تم إعداد هذا البرنامج التدريبي الذي يستمر لسنتين بالتنسيق التام مع وزارة القوى العاملة ويتضمن وضع معايير مشتركة لصناعة، وحزمة رواتب ومزايا وظيفية معززة للاحتفاظ بالموظفين، ويتمثل الهدف من ذلك في جعل هذا البرنامج معياراً لصناعة النفط والغاز في السلطنة.
ويجمع البرنامج بين الجانبين النظري والتطبيقي، لتأهيل المتدربين -الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً- حتى المستوى (6 جي) الأعلى عالمياً، وستعترف بشهاداتهم جهات عالمية منها معهد اللحام وجمعية اللحام الأمريكية.
وفي هذا السياق، قال عبدالله الشعيلي مدير مديرية العمليات والهندسة بالشركة: "هذا البرنامج علامة فارقة في مجال التدريب؛ لأن هذه هي المرة الأولى على مستوى المنطقة التي يستوعب فيها مشروع من مشاريع النفط والغاز طاقماً من اللحامين جميعهم مواطنون في الأنشطة الإنشائية. وفي نهاية المطاف سيساهم هذا البرنامج الرائد في تأهيل 400 لحّام عماني للعمل في قطاع النفط والغاز في أي مكان في العالم". وأضاف الشعيلي بأن "الهدف من هذا البرنامج هو إكساب العمانيين المهارات اللازمة في مجال اللحام للعمل في وظائف مجزية من شأنها تمكينهم اجتماعياً. ومنذ سنوات عديدة والشركة رائدة في دعم تحقيق قيمة محلية مضافة بهدف دعم شركات المجتمع المحلي وزيادة شراء البضائع والخدمات المحلية وتحسين طاقات وقدرات العمانيين والشركات العمانية بغية تأمين فوائد تجارية مستدامة طويلة الأجل للسلطنة. وهذا ما يتفق تماماً والوفاء بهذا الالتزام".
وتابع الشعيلي: "إن الهدف من هذا البرنامج هو إكساب العمانيين المهارات اللازمة في مجال اللحام للعمل في وظائف مجزية وتطوير مسار وظيفي مستدام. كما أنه ينسجم مع هدف الشركة الطموح المتمثل في أن يقوم بعمليات اللحام الاحترافية في المشاريع الضخمة مواطنون من أبناء هذا البلد العزيز".
وأسندت الشركة برنامج التدريب إلى معهد ركن اليقين لتطوير المهارات الذي سيوفر مدربين سيعملون على صقل مهارات المتدربين في المركز التدريبي التابع للمعهد في مسقط. وسيكون ذلك من خلال دروس نظرية وأنشطة عملية تتيح لهم معاينة بيئة العمل كما هي في حقول النفط والغاز. وسيلتحق الذين يتخرجون بنجاح بوظائف بدوام كامل مع الشركات الرئيسية المتعاقدة لتنفيذ الأعمال الإنشائية في المشاريع الضخمة الثلاثة. وسيعملون في أنشطة لحام الأنابيب والخزانات والحاويات والوحدات الميكانيكية الرئيسية، مع تحليهم بالجدارة الفنية للعمل في أكثر المشاريع الإنشائية حيوية.
وقد طوَّر البرنامج فريقٌ مختصٌّ من الشركة، بمن فيهم عبدالوهاب الصباغ رئيس فريق عقود الهندسة والعمليات، وناصر البهلاني رئيس فريق سلامة المواد، وأحمد الغافري مهندس اللحام والاختبارات بدون إحداث أضرار، والمرحوم عبدالله البحري مهندس أول العقود، وحمد الحضرمي مدير مركز التدريب والتطوير، وشريفة عدنان عيديد رئيسة قسم الأهداف الوطنية. وقد دُشِّن البرنامج بنجاح بفضل توجيهات اللجنة التوجيهية التي ترأسها عبدالله الشعيلي.
إلى ذلك، قال روناي بيك الرئيس التنفيذي لمعهد ركن اليقين لتطوير المهارات: "يود معهد ركن اليقين أن يشكر وزارة القوى العاملة على تفانيها في دعم الرؤية السامية لجلالة السلطان الرامية إلى تطوير العمانيين؛ من أجل توظيفهم في قطاع النفط والغاز العماني المتنامي، خصوصاً في المجالات ذات المؤهلات المهنية المعترف بها عالمياً". وأضاف: "نود كذلك أن نعرب عن خالص امتناننا لشركة تنمية نفط عمان على تمويل هذا البرنامج المرموق، والذي يهدف إلى تأهيل كوادر عمانية شابة في مجال اللحام، فضلاً عن إتاحتها الفرصة لمعهد ركن اليقين لتكون جزءاً من هذا البرنامج العالمي. ونشكر الشركة كذلك على دعمها لهذا البرنامج، بما يمكِّن معهد راي من تطوير مهارات فنيي اللحام العالي المستوى بالسلطنة من التحلي بالقدرات التي تؤهله ليصبح من أضخم معاهد اللحام لقطاع النفط والغاز في العالم".