الرؤية - فايزة سويلم الكلبانية-
يُسدل، اليوم، الستار على فعاليات معرض ومؤتمر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة السادس بمركز عمان الدولي للمعارض، فيما تواصلت، أمس، فعاليات المؤتمر؛ من خلال عدة حلقات عمل، إضافة إلى فعاليات وأجنحة المعرض.
وافتتحت فعاليات المؤتمر بورقة عمل قدَّمها عادل الجياش من مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة؛ بعنوان: "الفرص والتحديات.. تجربة مركز الزبير في دعم وإرشاد المؤسسات الصغيرة"؛ حيث قال: إن مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة هي إحدى مبادرة مجموعة الزبير تجاه التنمية المجتمعية.. مضيفاً بأن من أهم المشاكل التي تواجه رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة هي بناء خطة عمل متكاملة، والبحث عن الجديد، وتطوير أفكارهم ومهاراتهم. أما المعيقات التي تواجه هذه المؤسسات فَهْمُهُم لخطة العمل؛ لأن هذه الخطة هي دستور للمؤسسات التي ستسير عليها في المستقبل تكتشف من خلالها المشاكل التي ستواجه المؤسسة في مسيرتها، والحلول الممكنة والمجدية، إضافة إلى دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع وهي جزء من خطة العمل وهي ستحدد استمرار المشروع.
وقال: إن مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة يقدم استشارات على المستويات القانونية والإدارية والمالية والاستراتيجية والتسويقية، وكل هذه الخدمات يتم تقديمها لرواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة، إضافة إلى تقوية العلاقات مع رواد الأعمال على المستوى الإقليمي والخارجي، وعمل البحوث والدراسات.. وتابع بقوله: لدينا شركاء محليون وإقليميون وعالميون، ومحلياً تربطنا علاقات مع مؤسسات عديدة في القطاع الخاص في الشركات الكبيرة لتسهيل التمويل لأصحاب المؤسسات الصغيرة من المنتسبين للمركز.
كما طرح ناثن هيكمان مدير برنامج ريادة الأعمال مع "أمديست" ورقة عمل بعنوان: "تطوير وعرض خطة عملك"، وتطرَّق إلى كيفية عمل خطة عمل للمشروع الذي يرغب أصحاب المؤسسات الصغيرة في عمله، وعرض خلال ورقته العديد من الخيارات لأصحاب المؤسسات الصغيرة في كيفية تطوير خطة العمل.
كما قام بتعريف أصحاب المشاريع بكيفية تقديم المنتج أو الخدمة، ووصف السوق المستهدفة، وأبرز خصائص العملاء، وشرح كيف أنها توفر ميزة تنافسية جديرة بالمتابعة.
ثم قدمت باسمة الراجحية تجربة شركة الإعلام الجديد تطرَّقت خلالها إلى التعريف بشركة الاعلام الجديد، وأهم الأسباب التي دفعتها إلى إعادة تأسيس شركة الإعلام الجديد وأهم الإنجازات التي حققتها الشركة، إلى جانب التحديات التي أدت إلى توقف شركة الإعلام الجديد عن العمل.
فيما استعرض عبدالله الجفيلي في ورقته عوامل الاستدامة في المؤسسات؛ ومن أهمها: خطة عمل المشروع التي تعتبر دستوراً للمؤسسة على المدى البعيد.
تجارب رائدة
وقال علي موسى عبدالرحمن صاحب مشروع بدعم من مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة: إنه أنشأ ورشة إصلاح سيارات تختص بإصلاح وبناء السيارات الرياضية التي من ضمنها سيارات سباق الرالي وبناء محركات إضافية وبرمجة حاسوب السيارات بالمشاركة اثنين من زملائه الشباب وبتعاون ودعم من مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة.. وقال علي: إنه وزملاؤه أسسوا الشركة ويعملون وحدهم في المشروع وليس لديهم عمال؛ حيث بدأوا العمل في الورشة منذ ستة أشهر فقط. مبينا أن فكرة المشروع: جاءت بعد أن عملنا مع متسابقين في الراليات مثل المتسابق حمد الوهيبي، واطلعنا على احتياجاتهم. ومن هنا، جاءت الفكرة وتشجعنا لها أكثر بعد إشهار الجمعية العمانية للسيارات، والتي تقيم عدداً من الأنشطة الرياضية، وبعد لمسنا حب الشباب العماني وحماسهم لرياضات السيارات، وفكرنا جديًّا بالعمل باستخدام آلات ومعدات حديثة، واستخدام أفضل أنظمة السلامة في السيارات وبناءها على أعلى المعايير القياسية التي تمت الموافقة عليها من قبل الاتحاد الدولي للسيارات.
وقال علي موسى: إنه لم تكن لدينا خلفية عن التجارة، وبحثنا عن من يرشدنا ويساندنا من الهيئات التي تدعم المشاريع الصغيرة، ووجدنا مركز الزبير هو الأنسب لذلك؛ لأننا لا نبحث عن الدعم المالي فقط، وإنما الاستشارات المتعلقة بإدارة وتسيير المشروع التجاري والمعلومات المتعلقة بقطع الغيار وكيفية الحصول عليها. وبالفعل، ساعدونا منذ البداية وانخرطنا في ورشات عمل استفدنا منها كثيرا ابتداء من اختيار الاسم التجاري وهو "الحلول لرياضة السيارات" والشعار وأسس إدارة الشركة وبدأنا المشروع فعليا ونتلقى طلبات كثيرة.
وأكد أنهم لا يزالون على اتصال مع مركز الزبير؛ حيث حصلوا على دعم لمدة سنة كاملة فيما يتعلق بالاستشارات بدون مقابل مادي.
ومن جانبه، أوضح عبدالله بن سالم المعمري متدرب في برنامج انطلاقة وصاحب أحد المشاريع الصغيرة، أنه انضم إلى شركة انطلاقه؛ لأنه يريد أن يتفرغ لمشروع منتجات زراعية. وأشار إلى أن والده يملك مزرعة، وأنه يريد أن يتفرغ للعمل بها وفق أسس تجارية وأنه علم عن برنامج انطلاقه عن طريق الصحف واتصل بهم ولما لمسوا منهم الجدية والرغبة ضموه إلى ورش العمل التي يقيمونها وكان ذلك في شهر سبتمبر الماضي.
وبيَّن عبدالله المعمري أنه في الأسبوع المقبل ستنتهي الدورة التي انضم إليها، واستفاد منها كثيرًا حسب قوله، خاصة في مجال التخطيط والتواصل مع الزبائن والتوسع.. مؤكدا أنه سيتفرغ للمشروع بعد انتهاء دورته مباشرة، وأنه سيحصل على قرض لتمويل المشروع.
أما صديقة بنت سعيد العجمية إحدى المتدربات في برنامج "انطلاقة"، فتقول: بدأت دورة عملية في برنامج انطلاقة بعد إطلاعهم على فكرة مشروع إنشاء محل لبيع العبايات التي أصممها مع ست زميلات آخريات من المشاركات في المشروع، ولاشك أن المشروع التجاري مهما كان يحتاج إلى معرفة السوق والإحاطة بكل ما يتعلق بالمشروع من خطة العمل ودراسة الجدوى والمخاطر...وغيرها. وقد استفدت كثيراً من برنامج انطلاقة في كيفية عمل خطط لعمل المشروع، ومعرفة سوق العمل من كل جوانبه، ومن ثم الانطلاقة إلى رحاب المشروع الذي ننوي إنشاءه في المستقبل القريب.
ومن جانبه، يقول ياسر عبدالله آل عبدالله صاحب مشروع "استوديو الذكريات": إن المشروع بدأ العمل في السوق منذ 6 أشهر، وبدأنا بالحصول على بعض العقود من عدد من المؤسسات والشركات؛ حيث إن المشروع مُتخصص في تقديم خدمات التصوير والتصميم وتنظيم المؤتمرات وحفلات الاعراس وعروض الازياء وتصوير الاعلانات. وأضاف قائلا: إن المشاركة في المعرض تأتي إيمانا بأهمية مثل هذه المعارض المنظمة للتعرف على عدد من الزملاء من أصحاب المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى التعرف على عدد من الجمهور الذين قد يصبحون زبائن في المستقبل، هذا فضلا عن التعرف على عدد من المؤسسات التي يُمكن أن تتعرف علينا من خلال هذا المعرض ونستطيع إبرام عقود معها.. وأوضح أن المشروع يأتي تحت مظلة مؤسسة الزبير لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي قامت بتخصيص ركن كبير للمشاريع التي تدعمها.
وأضاف بالقول: إن المشاركة في معرض ومؤتمر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة السادس هي المشاركة الأولى للمشروع، وإقبال الزوار كبير إلى حد ما، لكن كان ينقص المعرض الدعاية والتسويق والترويج الإعلامي والإعلاني في مختلف الوسائل الإعلانية والإعلامية والتي لها دور في نقل مشاريع أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وطموحاتهم إلى الجمهور عامة وأصحاب القرار بصفة خاصة.
وطالب ياسر المؤسسات بتقديم الدعم لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتخصيص حصة من المشاريع السنوية لها؛ بحيث تعود بالفائدة على المؤسسة من ناحية تحقيق الأرباح، ومن ناحية خلق فرص عمل للعمانيين الباحثين عن عمل.
عمار الهنائي صاحب مؤسسة "واو ديزاين"، قال: إن شركة "واو ديزاين" هي شركة تصميم وبناء علامات تجارية عمانية، وقد بدأنا المشروع منذ سنتين، وتأتي مشاركتنا في المعرض من أجل التعريف بالشركة والخدمات التي تقدمها للجمهور وزوار المعرض، ويعتبر وسيلة دعائية للشركة. وأوضح الهنائي أن الدعم المرتقب من الجهات المعنية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هو تقديم التدريب لأصحابها عن طريق الدورات التدريبية وورش العمل لتطوير مهارات أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي تعود بالفائدة على تطوير المؤسسة نفسها، ويطمح الهنائي مستقبلا إلى أن تكون لهم مطبعة خاصة بالمؤسسة لطباعة كافة المنتجات التي يقومون حاليا بطباعتها.
فيما أضاف شريكه في المشروع محمد رضا: إن الشركة تقدم العديد من الخدمات والمنتجات عن طريق أربعة أقسام؛ وهي: تصميم الجرافيكس؛ وذلك بتصميم الشعارات وبطاقات العمل وطباعتها. أما القسم الثاني، فهو التصميم الداخلي والخدمات الإلكترونية وخدمات الإعلام لتقديم خدمات التصوير والإعلانات والأفلام، وحاليا تتوجه الشركة للتخصص في تصوير الأفلام الوثائقية، إضافة إلى قسم الطباعة؛ سواء المطبوعات الورقية أو المطبوعات الرقمية التي تشمل الهدايا الترويجية والتغليف. وتتعاون الشركة حاليًا مع جهات كثيرة ومؤسسات كبيرة حكومية والتابعة للقطاع الخاص أيضًا، ونتمنى أن تزيد مجالات التعاون والدعم من تلك المؤسسات وغيرها من المؤسسات أيضا.
وقالت أميرة الروشدية طالبة بالكلية التقنية صلالة: تعد هذه المشاركة هي الأولى في معرض ومؤتمر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتهدف المشاركة للتعرف على طبيعة المعارض والالتقاء بزوار المعرض، والاستفادة من الأفكار والأطروحات التي يقدمها أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من أوراق العمل المقدمة في المؤتمر، وأضافت: تشارك طالبات تقنية صلالة بمشروع صنع الورق المقوى من مخلفات ساق شجرة الموز، واستخدام الورق المقوى بعد الانتهاء من مراحل تصنيعه في بطاقات الدعوة لمختلف المناسبات، وفي صنع العلب والصناديق، إضافة إلى القبعات والمراوح اليدوية.
وأوضحت الروشدية أن هذا المشروع هو مشروع التخرج الذي تعمل عليه هي ومجموعة من زميلاتها، وتأمل وتطمح أن يتحول هذا المشروع من فكرة إلى مشروع قائم تدعمه الجهات المعنية؛ بحيث يتم الاستفادة من مخلفات الطبيعة وتطويرها واستخدامها في أغراض الديكور والتزيين.
وقالت نوف علي العلوي من مؤسسة شراكة: إن صندوق تنمية مشروعات الشباب "شراكة " يسعى للمساهمة في تنفيذ نظرة السلطنة المستقبلية لعام 2020 بتنويع مصادر الدخل، وتشجيع إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتنمية قدرات رواد الأعمال في السلطنة، وخلق بيئة مستقرة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص عمل للعمانيين. ويقوم الصندوق بتقديم الدعم المالي والتوجيه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمساعدة على بناء القدرات الريادية المحلية والمساهمة في صياغة السياسات الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونشر المزيد من الوعي حول ريادة الأعمال.
وأشارت إلى أن مشاركة صندوق تنمية مشاريع الشباب في معرض ومؤتمر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مهم جدا؛ وذلك للتعريف بالصندوق والخدمات التي يقدمها لرواد الأعمال والاجابة عن استفسارات أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركين في المعرض وأصحاب المبادرات.