الرؤية- خاص
أكّد التقرير الأسبوعي لمجموعة بنك قطر الوطني "QNB" أنّ البنوك القطرية تقود النمو في الأصول والقروض في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال التقرير إنّ نمو القطاع المصرفي لمنطقة مجلس التعاون الخليجي كان قوياً خلال عام 2013 مدفوعاً بمشاريع البنية التحتيّة والاستثمارات الضخمة بقيادة الحكومات، وجاءت دولة قطر في طليعة هذه المسيرة. فمعظم البنوك في المنطقة تتمتع بأوضاع صحيّة من حيث قدراتها التمويلية مع أصول ذات جودة عالية في السنوات الأخيرة. وتتوقع مجموعة QNB أن تساعد هذه الأوضاع على استمرار المنطقة في تحقيق نمو ائتماني صحي يرتكز على السيولة المحلية العالية. ومستقبلاً، تتوقع مجموعة QNB بأن يشهد القطاع المصرفي لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي نمواً ضخماً مع بدء تنفيذ المشاريع الكبرى عبر المنطقة ويدفع بالناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة لأعلى نسبة 4,6% لهذه السنة. وعلى الأرجح، سيحصل القطاع المصرفي على دعم من عوامل القوة التقليدية لمنطقة مجلس التعاون الخليجي والمتمثلة في الأوضاع المالية القوية والفوائض المستمرة في الحساب الجاري. كما أنّ القطاع المصرفي بالمنطقة يتمتع باحتياطيات سيولة كافية تستند إلى مستوى السيولة العالية لقاعدة الودائع المحلية (زادت ودائع العملاء بحوالي نسبة11% في عام 2013).
وفي دولة قطر، أدّت عوامل الإقراض العالي المرتبط بمشاريع البنية التحتيّة الضخمة التي قيد التنفيذ، والتكلفة المتدنية للتمويل، ومشتريات المستثمرين الأجانب إلى دعم النمو في القطاع المصرفي. وبلغ نمو القروض في دولة قطر نسبة 23% في عام 2013. ومع تسارع تنفيذ مشاريع الاستثمار استعداداً لانعقاد منافسات كأس العالم في عام 2022، فمن المتوقع أن تستمر هذه المؤشرات في اتجاهها الصاعد. وفي نفس الوقت، استمر نمو الودائع بخطى سريعة وارتفع بحوالي نسبة 24% في عام 2013، وكان القطاع العام هو المساهم الرئيسي في مجمل هذه المكاسب، وهو ما يعكس الفوائض المالية الضخمة للحكومة. كما أدّى معدل الإقراض المرتفع وانخفاض تكلفة التمويل وتدني متطلبات المخصصات مقابل الديون إلى تعزيز ربحيّة البنوك بصفة عامة، وهو ما رفع العائد على حقوق المساهمين إلى نسبة 16,0% في عام 2014.
في أكبر القطاعات المصرفية بالمنطقة، كان نمو الموجودات في القطاع المصرفي السعودي بنسبة 8,5% في عام 2013 مدفوعاً بصفة أساسيّة بزيادة في الائتمان بنسبة 10,0% مع بدء المملكة في تنفيذ بعض مشاريع النقل الكبرى ومع ارتفاع نمو الطلب المرتبط بالتجارة. ويحظى القطاع المصرفي في المملكة العربية السعودية بقاعدة قوية ومتنامية من الودائع (بلغت نسبة النمو 8,1% في عام 2013)، والتي تأتي بصفة أساسيّة من القطاع العام. وبالنظر إلى البيئة التشغيلية المواتية تحسن مستوى جودة الأصول مع تراجع نسبة القروض غير المنتجة إلى 1,6% في النصف الأول من عام 2013. وحافظت البنوك السعودية على مستوى ربحيّتها بمعدل عائد على حقوق المساهمين بلغ 14,8% في عام 2013 بفضل انخفاض تكلفة التمويل وكفاءة التشغيل.
وظلّ النظام المصرفي في عمان في وضع طيب خلال عام 2013 بما يعكس الأوضاع الاقتصادية المستقرة التي ساعدت على انخفاض نسبة القروض غير المنتجة (بلغت 2,2% في الربع الثالث من عام 2013)، وتحقيق مستويات صحية لرسملة البنوك وقاعدة تمويل مستقرة تعتمد على الودائع. وتظل آفاق المستقبل لنمو الأصول في عمان جيدة على خلفية الزيادة في الإنفاق الحكومي على البنية التحتية- كان نمو الموجودات مقدراً بنسبة 8,2% في عام 2013. علاوة على ذلك، حافظت البنوك العمانية على ربحية قوية بمعدل عائد على حقوق المساهمين بلغ نسبة 13,1% في عام 2013. وإضافة لذلك قاد الارتفاع في الإنفاق الحكومي إلى زيادة الإقراض من قبل البنوك خلال السنوات الأخيرة (ارتفع إلى 5,2% في عام 2013)، كما ستستمر البيئة الاقتصادية المواتية في دعم أوضاع الائتمان وخلق فرص إقراض جديدة مستقبلاً. وبإلقاء نظرة نحو المستقبل، من المتوقع أن تؤدي آفاق النمو الاقتصادي الإيجابيّة، معززة بارتفاع أسعار النفط والغاز، إلى دعم التوسّع المستمر للقطاع المصرفي الإقليمي، مع قيادة دولة قطر لهذا المسار.