- التصفح الإلكتروني السريع لا يشبع شغف الاطلاع
-المطالعة ليست مجرد هواية بل حاجة ملحة لتنمية المدارك وحل المشكلات
الرؤية - محمد قنات
أجمع شباب على أن شبكات التواصل الاجتماعي شغلت الكثيرين عن القراءة والمطالعة بعد أن طغى "التصفح الإلكتروني"السريع بفعل التكنولوجيا وتطور وسائلها المختلفة على "خير جليس" مؤكدين في السياق ذاته أهمية القراءة كونها في نهاية المطاف غذاء للعقل وتنير الروح في آن واحد وتجعل الإنسان متفتح الذهن لما يدور حوله.
وقالوا إن القراءة لا تختلف كثيراً عن بقية المهارات الأخرى ولا يمكن أن يحصل عليها الإنسان في ليلة وضحاها كونها تحتاج الى ممارسة لتنمية القدرات الفردية حتى يصل الإنسان إلى مبتغاه منها.
ورغم أهميتها البالغة إلا أنه في الفترات الأخيرة ابتعد البعض عنها وتمت الاستعاضة عنها بشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تسيطر على عقول العديد من أفراد المجتمع لمزايا حملها في أي مكان والاطلاع على الأخبار السريعة.
"الرؤية" حاورت فئة من الشباب لمعرفة مدى اهتمامهم بالقراءة حيث أكد بعضهم أهمية الكتب مهما تطورت التكنولوجيا فلا يمكن التخلي عنه بأي شكل من الأشكال.
وقال مروان الحجري "القرآن الكريم" و"الحديث الشريف" أحب الكتب إلى قلبي إضافة إلى "شعر المتصوفة" و"القصص والروايات" و"مجلة ماجد" واعتبر قراءتها تجربة راقية تثقف الطفل والشاب العربي لتميز ما تحتويه من مواد وموضوعات.
وأضاف: آخر كتاب قرأته هو القرآن الكريم واطلعت على كتاب الجواهر الخمس كما إنني من المواظبين على قراءة الصحف خاصة جريدة الروية.
وأرجع الحجري أسباب انحسار القراءة والمطالعة عند البعض لتراجع القراءة التقليدية وعجزها عن تقديم نفسها بشكل مغرٍ للقارئ العربي، مشيرًا إلى أن القراءة تراجعت وسط المجتمعات عقب التفاعل الكبير للناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما توفره الهواتف الذكية التي تقدم القراءة بأسلوب مميز إلا أن هذه الخدمة في بعض الأحيان تكون مليئة بالأخطاء الإملائية غير المقصودة فضلا عن ضعف مخرجاتها التعليمية.
ويعد الحجري من المداومين على القراءة الإلكترونية حتى يشبع رغبة المعرفة والاطلاع ممتدحاً الدور الكبير الذى يقوم به "معرض الكتاب".
وقال شهادتي في العرس الثقافي مجروحة كونه كان من أعضاء اللجنة المنظمة لعدة دورات ماضية.
وقال: لن أنسى الأستاذ الكبير خالد الغساني عندما بدأت لأول مرة مشاركا في تنظيم معرض الكتاب 14 حيث التنظيم وطرق التصرف الصحيحة من أهم أسرار نجاح إقامة أية فعالية بحجم معرض الكتاب الذي يمتاز بأسلوبه الأدبي الراقي.
وأضاف: ما يميز المعرض أن الكتاب فيه صار يقدم نفسه بصيغ متعددة وكأنه هو من اختار طوعاً أن يقترب من جمهوره بكافة فئاته ابتداء من الأطفال والبراعم وحتى فئات المتخصصين والباحثين والكتاب والمفكرين مشيرا إلى أن المعرض رقم صعب لا يمكن لعاقل أن يتجاوزه ويعد متنفساً عقليًا وفكريًا بعيدًا عن ضغوط ومشاغل الحياة.
وقال: أعداد المكتبات قليلة وإنه لا بد من أن يشرع الكُتّاب في تحويل كتبهم وإصداراتهم إلى نسخ إلكترونية وأن يطوروا أنفسهم يوماً بعد يوم.
القراءة تصنع التغيير والإصلاح
وقالت أنوار محمد الشبلية: عندما كنّا صغارا كنّا نسأل عن هواياتنا فكان البعض يرد "القراءة أي أن تكون القراءة هواية وليست واجبا يوميا. واليوم أرى أن القراءة يجب أن تكون واجبا وليست هواية لأنّها من أسس الحياة الناجحة والقصور في الجانب القرائي سببه عدم الوعي بأهميته فالقراءة تفتح للإنسان عالما لا حدود له وتشتعل في النفس لهيبا يقود للإنجاز فعندما تبحر في قصص الناجحين تجد إن لهم جلسات مطولة مع القراءة.
وأضافت: القراءة تنقلك إلى عالم مليء بالتجارب والمواقف التي تساعد على مواجهة الحياة بصعوباتها وعثراتها لتصل لأهدافك التي رسمتها في حياتك فعلينا أن نعلم أن الشخص بدون قراءة كالشخص الذي فتحت له جميع مسالك الدنيا للسفر ولم يسافر فكم شخص منّا قد منع نفسه من متعة السفر بين أرجاء هذه العوالم عندما يتغير مفهوم القراءة لديك ستصبح قارئاً يستفيد من قراءته ويطبقها على نفسه.
وأشارت إلى أنها تفضل أن تقرأ كتابا واحدا في الشهر وتطبقه على أن تقرأ عشرين كتاب سريعًا ولا تستفيد منها إلا معلومات ستذهب مع مرور الزمن.
وزادت أن الشخص الذي يريد أن يقرأ عليه أن يضع منذ البداية في نيته أن تكون هذه القراءة خالصة لوجه الله والهدف منها رضا الرحمن ثم يراجع ليتعلم ما الذي يحتاجه للتطور ثم اختيار الكتاب المناسب.
وتابعت إنه خلال القراءة يجب أن تمتزج روح القارئ مع روح الكاتب ليشعر وكأنه يخاطبه ليعيش معه في رحلة مليئة بالإثاره لتخرج من هذه الرحلة وأن تمتلك مفاتيح التغيير.
وقالت أسماء بنت خليفة الحارثية معلمة أولى كيمياء بمحافظة جنوب الباطنة القراءة شيء أساسي في حياتي فبدونها أشعر وكأنني أسير في طريق مظلم فقارئ اليوم قائد الغد والقراءة لدي ليست مجرد هواية فهي حاجة ملحة وبها يستطع الإنسان أن يدرك ما حوله وينمي ذاته ويوسع مداركه ويساهم في تطوير المجتمع وحل مشكلاته.
وتابعت: أقرأ بشكل شبه يومي ولكن ليس لدي وقت محدد للقراءة متى ما كان لدي رغبة في الإطلاع بدأت في قطف ثمار العلم من الكتب مشيرة إلى أن لديها مكتبة بالمنزل وهي تحتوى على عدد من الكتب المتنوعة في شتى ضروب الحياة التي يمكن أن تضيف للإنسان معلومات قيمة وهي – أي المكتبة- تتضمن كتب الدين والتربية والتنمية البشرية والعلوم الطبيعية واعتبرتها من أكثر أنواع الكتب التي نستفيد منها في حياتنا وفي تطوير ذاتنا .
وقالت: الكثيرون في المجتمع لا يستشعرون أهمية القراءة في الحياة ويرون أن متابعة التلفاز بما فيه من برامج متنوعة ثقافية ودينية وأسرية ....إلخ تكفيهم ذلك بالإضافة إلى ما تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في اطلاع الناس على كل ما هو جديد وبشكل أسرع وأبسط من الكتاب الذي قد يصدر بعد مدة طويلة بعد كل إنجاز علمي.
ورأت أن وسائل التواصل المختلفة توصل المعلومة المختصرة وتركزعلى النقاط الأكثر أهمية بمعنى وجود الملخصات يطمع البعض في ترك قراءة الكتاب بكامله.
وتستطرد: أحببت القراءة لأني كنت ومنذ نعومة أظافري مواظبة على القراءة والاطلاع وكنت حينها أطلع على الكتب.
واستدركت قد يكون غيري لم يحصل على فرصة وجود من يشجعه على القراءة
وعن آخر كتاب قرأته تقول هو كتاب العادات العشر لتصبح عالماً لإبراهيم السليماني.
وأعتبر القراءة والإطلاع شغفي الدائم لما استقيه منها من فوائد جمة وهي تعمل على تطوير أدائي العملي كمعلمة كيمياء وتثري مادتي العلمية واستفيد من كتب التنمية البشرية في تطوير الذات وأسلوب التعامل مع الآخرين مشيرة إلى أن الكتب الدينية تقوي العقيدة وتوثق الصلة بالله وتنير الدرب في الالتزام بتعاليم الدين الحنيف واستفيد من كتب التربية في تعلم طرق تربوية مدروسة أطبقها في تربية فلذات كبدي وبناتي الطالبات.
وقالت: ألاحظ في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية على الكتاب وأن ارتباطها بالكتاب زاد وهي مثل غيرها من الشباب العماني متأثرين بالزيارات الدورية لمعرض الكتاب الدولي بمركز عمان الدولي للمعارض مضيفة أنها دائما ما تخرج من المعرض وتكون قد اقتنت عددا كبيرا من الكتب.
وتشير إلى أن أغلب المكتبات في السلطنة تبيع القرطاسيات والمستلزمات المدرسية وتعتبر المكتبات المتخصصة في الكتاب نادرة وحتى أنواع الكتب وأعدادها قليلة لا تُرضي الطموح.
وأواجه بعض الصعوبات في الحصول على كتب معينة وفي كثير من الأحيان نضطر لانتظار افتتاح معرض الكتاب حتى نتمكن من الحصول على بعض الكتب لافتة إلى أن معارض الكتاب لا تقارن من حيث العدد بعدد المعارض الاستهلاكية ونعتبره واقعاً مؤسفاً أن يكون معظم الهم المأكل والمشرب في حين لا نبحث عن الكتاب لنرتوي من معانيه.
وتقول نعيمة المقبالية إنها لا تداوم على القراءة دائماً وتلجأ إلى قراءة الكتب والاطلاع في وقت الاسترخاء أحياناً وقبل الخلود إلى النوم ليلاً ودائماً تفضل قراءة كتب التاريخ والقصص أيضاً وكتب علم النفس والتنمية البشرية.
وعن الأسباب التي جعلت البعض ينشغل عن هواية الاطلاع والقراءة، تقول: إنها تتمثل في وجود بدائل لقراءة الكتب كوسائل التواصل الاجتماعية التي شغلت الكثيرين بها وتغلغلت تدريجياً في نفوسهم إلى أن أصبحت شغلهم الشاغل.
وتشير إلى أن آخر كتاب قامت بقراءته هو كتاب قوة التحكم في الذات للدكتور إبراهيم الفقي واستفادت كثيراً من الاطلاع عليه في حياتها العملية والعلمية والاجتماعية مشيرة إلى أن معرض مسقط للكتاب يمثل دافعاً للشباب لاقتناء الكتاب وهو– أي المعرض- مفيد جداً ويمثل حافزًا كبيرًا لاقتناء الكتب خاصة وأن المكتبات التي تهتم بهذا الجانب ليست بتلك الوفرة المرجوة.
من جانبها أشارت تحية الحضرمية إلى أنها تداوم على قراءة الصحف اليومية وتلجأ إلى القصص البوليسية والأدب الإنجليزي في عطلة نهاية الأسبوع بشكل عام، وأرجعت عزوف البعض عن القراءة إلى انشغالهم بالتكنولوجيا الحديثة تماشياً مع إيقاع الحياة المتسارع.