العوابي – العمانية-
العلياء هي إحدى القرى الجميلة التابعة لولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة وتقع بمحاذاة الجبل الأخضر التابع لولاية نزوى بمحافظة الداخلية وتبعد عن مركز ولاية العوابي حوالي 26 كيلومترا.
وقامت وزارة النقل والاتصالات مؤخرا بطرح مناقصة لشق طريق الطلحات الذي سيربط القرية بنيابة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية حيث سيعمل هذا المشروع بعد الانتهاء منه على تقريب المسافات بين شتى المواقع وتسهيل عملية الانتقال والتواصل بين المواطنين وزيادة الحركة التجارية بين المحافظتين .
وفي الجانب السياحي أشار الشيخ بدر بن هلال بن نبهان البحري مسؤول القرية إلى أن وزارة السياحة قامت مؤخرًا بتنفيذ مشروع سياحي لتطوير القرية وتجميلها وإنشاء عدد من المرافق الخدمية اللازمة التي يحتاجها السياح من أجل الاستمتاع بما تحويه القرية من مقومات سياحية جذابة وبيئة تحتضن طبيعة خلابة ومميزة.
وفيما يتعلق بالجانب الزراعي قال مسؤول القرية إنه نظرا لما تتميز به قرية العلياء من مناخ يساعد على جودة المنتجات الزراعية فإنّ الزراعة بالقرية تجد اهتماما كبيرا من المواطنين الذين يعتنون بها اعتناء خاصًا لأهميتها التي تشكل مصدر دخل لتلك الأسر عند تسويقها في مختلف الأسواق .وأوضح أن الزراعة بالقرية تحظى باهتمام كبير من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية التي تقدم الدعم اللازم للمزارعين بهدف استمرار عملهم في هذا الجانب وزيادة الإنتاج وتقديم التوعية والارشاد والشتلات اللازمة والمبيدات وغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها المزارعون .
وتعتبر قرية العلياء من القرى السياحية ذات الطبيعة الجميلة نظرًا لما تتمتع به من مقومات سياحية رائعة تشد إليها الزوار فجوها معتدل صيفا ويميل إلى البرودة في كثير من الأحيان نتيجة لكثرة هطول الأمطار ونزول الأودية من منبعها المسمى بـ "العد" الذي يساعد كثيرًا في زيادة مناسيب أفلاج وآبار الولاية بشكل عام بالإضافة الى موقعها القريب جدا من الجبل الأخضر، ونتيجة لموقعها المتميز فإنّ قرية العلياء تعد مركزا لعدد آخر من القرى القريبة منها مثل المحصنة والهودنية والمرخ وعين كرفس وصقر وسحكون والدار وغيرها وتشكل جميعها مناطق جذب سياحية مكملة لبعضها البعض، ويوجد بقرية العلياء عين ماء تجري على مدار العام تسمى "العين الباردة" وسميت بهذا الاسم لأن مياهها تكون باردة حتى في فصل الصيف.
وتشتهر قرية العلياء بتنوع المحاصيل الزراعية ذات الجودة العالية نتيجة لتربتها الخصبة ومياهها العذبة وجوها الجميل الذي يساعد كثيرًا على الإنتاج الزراعي الوفير كالسفرجل والمانجو والعنب والرمان والخوخ والمشمش والتين والزيتون وتعتبر هذه المحاصيل من أجود الأنواع على مستوى السلطنة وتجد إقبالا كبيرا من المواطنين لشرائها من قبل المزارعين الذين يبيعونها في سوق الولاية وفي أسواق الولايات المجاورة حيث تعتبر هذه المحاصيل الموسمية مصدر رزق للمزارعين الذين يعتمدون عليها.
وتزخر العلياء بالعديد من الآثار التاريخية الشاهدة على مكانتها من أهمها: بيت الرأس وبيت الخطمة الذي بني على صخرة عتيدة ولايزال قائما وبيت صنعاء الذي يقع على سفح الجبل الشمالي القبال وسبلة العلياء التي تقع في عريش الحيل العمومي وبيت الغافة وبيت الكبير بالإضافة إلى البيوت الأثرية الرائعة المستلهم بناؤها ونقوشها من فن العمارة الإسلامية بالإضافة إلى مزارعها الفريدة من نوعها التي تقع على سفوح الجبال .
وحظيت قرية العلياء بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة بمنجزات عهد النهضة المباركة التي قادها ولا يزال حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – حيث تم إيصال التيار الكهربائي لجميع المناطق والتجمعات السكنية كما تم توفير خدمة الهاتف النقال من خلال تقوية الإرسال لهذه القرية .. وفي مجال الطرق تم رصف الطريق المؤدي إلى القرية من مركز الولاية كما تم رصف عدد من الطرق الداخلية على الرغم من وعورتها بسبب التضاريس الصعبة حتى أصبحت معظم الطرق ممهدة ومرصوفة ويسهل على المواطنين والزائرين التنقل عبرها والوصول إلى مختلف المواقع بالقرية.