موسكو - الرؤية - الوكالات
أحكمت قوات روسية، أمس، قبضتها على القرم، رغم تحذير الولايات المتحدة لموسكو، بأن ضم المنطقة الأوكرانية الجنوبية سيغلق باب الدبلوماسية في مواجهة متأزمة بين الشرق والغرب.
وفي أحدث تحرك مسلح، قال متحدث باسم حرس الحدود الأوكرانية: إن الروس سيطروا على موقع حدودي أوكراني على الطرف الغربي للقرم واحتجزوا نحو 30 جنديا بداخله.. وقال المتحدث أوليه سلوبوديان:إن القوات الروسية تسيطر الآن على 11 موقعا حدوديا في القرم التي كانت تابعة لروسيا والتي يتمركز فيها الأسطول الروسي في البحر الأسود وتعيش بها أغلبية ناطقة بالروسية.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي توني بلينكن: إن الولايات المتحدة لن تعترف بضم القرم إلى روسيا؛ إذا قرر سكان المنطقة في استفتاء يُجرى الأسبوع القادم الانفصال عن أوكرانيا.
وفي سيمفروبول المدينة الرئيسية بالقرم خرجت مسيرات مؤيدة وأخرى مناهضة لروسيا. واحتشد نحو 300 من المعارضين لخطط تدعمها روسيا لانفصال القرم حول نصب تذكاري لبطل قومي ورفعوا بالونات بألوان علم أوكرانيا. وأنشد الحشد النشيد الوطني مرتين وأقام قس أرثوذكسي قداسا للصلاة. بينما احتشد نحو 2000 مؤيد لروسيا في ميدان لينين وقاموا بالتصفيق مرددين أغاني تعود للعهد السوفيتي.
وكانت أسوأ مواجهة مع روسيا منذ الحرب الباردة قد جعلت الغرب يسعى للرد خاصة منذ أن أعلنت القيادة الموالية لموسكو في القرم انضمام المنطقة لروسيا الأسبوع الماضي كما أعلنت 16 مارس موعدا للاستفتاء لتأكيد هذا.
وأمرت سلطات القرم الموالية لموسكو كل القوى الأوكرانية المسلحة المتبقية في المنطقة بإلقاء سلاحها والاستسلام لكن جنودا في مواقع عدة رفضوا. وظل الموقف العسكري محتدما لكن دون إراقة دماء، لكن جنودا من الجانبين أشاروا إلى توتر متصاعد.
إلى ذلك، فقد نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن مصدر بوزارة الدفاع الأوكرانية قولها إنها ستحرك بعض عتادها العسكري لإجراء تدريب مقرر. ولا يمكن لجيش أوكرانيا الذي لا يتعدى قوامه 130 ألف جندي أن يضاهي الجيش الروسي. وأحجمت كييف حتى الآن عن أي عمل قد يستفز موسكو للرد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبلغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بأن الخطوات التي اتخذتها سلطات منطقة القرم الأوكرانية متماشية مع القانون الدولي. وقال الكرملين في بيان مكتوب: "فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين أكد بصفة خاصة على أن الخطوات التي اتخذتها السلطات الشرعية للقرم تستند إلى القانون الدولي وتستهدف ضمان المصالح المشروعة لسكان شبه الجزيرة".
وفي المقابل، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن القائم بأعمال وزير الدفاع الاوكراني إيهور تينيوخ قوله، إن قوات اوكرانية تجري مناورات في قاعدة لكن لا توجد خطط لإرسال قوات إلى منطقة القرم. وقال "ما من تحركات أو عمليات رحيل متوقعة من جانب القوات المسلحة إلى القرم. إنهم يؤدون عملهم المعتاد الذي تقوم بها دوما القوات المسلحة".
ويذكر أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت عقوبات على الأفراد الذين تتهمهم بالتدخل في سلامة أراضي أوكرانيا، لكنها لم تنشر قائمة بأسمائهم بعد. وهددت واشنطن بعمل أوسع لعزل اقتصاد روسيا.. ويبحث الاتحاد الأوروبي أيضا فرض عقوبات، لكنه اتسم بالحذر حتى الان. وسيكون تحرك الاتحاد أصعب بكثير لأن قراراته تتخذ بالاجماع ولأن الكثير من الدول الأعضاء فيه تعتمد على الغاز الطبيعي الروسي.