بيروت – الوكالات  -
وصلت حصيلة الاشتباكات بين منطقتى باب التبانة وجبل محسن، فى مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان، إلى 10 قتلى و50 جريحا، وقال مصدر رسمى لبنانى، أمس، إن طرابلس شهدت ليلة الجمعة/السبت اشتباكات عنيفة على كافة المحاور، استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية من عيار بـ7 وبـ10". وأضاف المصدر بأن حدة المواجهات تراجعت، أمس، مع استمرار سماع الطلقات النارية المتقطعة فضلا عن رصاص القنص الذى يستهدف كل شىء متحرك.وتشهد طرابلس بين الحين والآخر اشتباكات بين منطقتى باب التبانة ذات الأغلبية السنية، الموالية للمعارضة السورية وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية الموالية للحكومة السورية، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.
إلى ذلك، فقد وافقت الحكومة اللبنانية الجديدة، عصر أمس الأول، على بيان لسياسة توافقية، لم يصل إلى حد ضمان دور حزب الله صراحة فى مواجهة إسرائيل، ولكنه يعطى كل المواطنين الحق فى مقاومة الاحتلال أو الهجمات الإسرائيلية.
وجاء الاتفاق على اللغة التوافقية بعد خلاف استمر أسابيع وجعل الحكومة تصل إلى حافة الانهيار ويمهد الآن الطريق أمام رئيس الوزراء تمام سلام لإجراء اقتراع على الثقة فى حكومته.. وقال وزير الإعلام رمزى جريج للصحفيين: إن معظم الوزراء وافقوا على البيان التوافقى الذى يعلن حق المواطنين اللبنانين "فى المقاومة للاحتلال الإسرائيلى ورد اعتداءاته واسترجاع الأرض المحتلة".
وتم التوصل للاتفاق بعد بضع ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلى إطلاق قذائف دبابات ومدفعية على جنوب لبنان، ردًّا على قنبلة استهدفت جنوده الذين يقومون بدوريات على الحدود، ولم تشر الأنباء إلى إصابة أحد من الطرفين.. ويسود عموما الهدوء منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان منذ الحرب غير الحاسمة التى اندلعت بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى فى 2006 ولكن القوات الإسرائيلية مازالت تسيطر على ما لا يقل عن ثلاثة جيوب من الأراضى المحتلة التى يطالب لبنان بالسيادة عليها.
وقال بيان الحكومة: "استنادا لمسؤولية الدولة فى المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه وسلامة أبنائه تؤكد الحكومة أن واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبنانى من الغجر بشتى الوسائل المشروعة مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين فى المقاومة للاحتلال الإسرائيلى ورد اعتداءاته واسترجاع الأرض المحتلة". ويمهد الاتفاق على هذا الإعلان الطريق أمام سلام لطرح حكومته أمام اقتراع على الثقة، وذلك بعد ما يقرب من عام من تكليفه أول مرة بمحاولة تشكيل حكومة بعد استقالة سلفه نجيب ميقاتى.
وعكس هذا الإعلان حلا وسطا بين الائتلاف السياسى الذى يتزعمه حزب الله والذى سعى للحصول على ضمان حق حزب الله فى قتال إسرائيل وتبرير الاحتفاظ بترسانته الضخمة من الأسلحة والمعارضين السياسيين بقيادة السنة والذين سعوا إلى التشديد على دور الدولة فى حمل السلاح.
وعلى صعيد الأحداث، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت قذائف الدبابات والمدفعية على جنوب لبنان؛ ردا على تفجير عبوة ناسفة استهدف جنودا إسرائيليين يقومون بدورية على الحدود.. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات على أي من الجانبين. وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن نيران قواته استهدفت "البنية التحتية الإرهابية لحزب الله في جنوب لبنان". وقال مصدر أمني لبناني إن إسرائيل أطلقت ست قذائف مورتر سقطت على المنطقة.