تدخل الأزمة السورية، اليوم عامها الرابع، دون أن تلوح في الأفق أيّة بادرة لوضع حد لهذه المأساة التي حصدت مئات الألوف من أبناء الشعب السوري، وقذفت بالملايين إلى مخيّمات اللجوء في دول الجوار وغيرها، في واحدة من أفظع المآسي الآنسانية في القرن الحادي والعشرين..
ورغم فداحة الخسائر التي تكبّدتها سوريا الإنسان والموارد، إلا أنّ المساعي الدولية لحل المشكلة لا تزال دون المأمول، ولم تسفر حتى الآن عن أي نتائج ملموسة لجهة تخفيف المعاناة الإنسانيّة للشعب السوري..
حيث أصبحت سوريا تتصدر دول العالم من حيث النزوح القسري وتعرض ما يزيد على تسعة ملايين شخص للنزوح من منازلهم.
ومما يعمّق المأساة أنّ ما لا يقل عن نصف هؤلاء النازحين هم من الأطفال. كما أنّ أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن سوري مسجلون أو في انتظار تسجيلهم كلاجئين في البلدان المجاورة.
ويواكب ذلك عدم وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه توفير الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمتضررين من الأزمة السورية، حيث يقصر الدعم المتوفر كثيرًا عن الاحتياجات.
وفي ظل غياب المخارج السلميّة، يتعقّد المشهد السوري يومًا بعد آخر، خاصة بعد فشل مفاوضات "جنيف2" في تحقيق أي تقدم يذكر في مسار حل الأزمة سلميًا، مما يرشح الساحة السورية إلى تواصل العنف ومسلسل الدمار والقتل الذي لا يوفر أحدًا..
لا يدري أحد متى يسدل الستار على هذه المأساة، رغم أنّ الجميع يتمنى ذلك، ورغم أنّ الكل متفقون على أنّه تكفي الشعب السوري ثلاثة أعوام من الموت والدمار، وأنه يستحق التمتع بحياة كريمة مكفولة الحقوق والحريات، بدلا من الهلاك الذي يرسف تحت وطأته.. والدمار الذي طال كل مقدراته.