الرؤية - محمد قنات
نظم المركز الوطني للإحصاء والمعلومات -وبالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو في الدوحة- أمس، ورشة عمل متخصصة؛ تحت عنوان "التصنيف الدولي الموحد للتعليم-أسكد 2011 وإحصاءات الثقافة"، وتستمر لمدة أربعة أيام، بحضور عدد من المختصين الإحصائيين من مختلف الجهات ذات العلاقة في الحكومة، وسيُخصص اليوم الأول والثاني للتدريب على تصنيف "إسكد 2011" وإحصاءات تمويل التعليم، بينما يُخصَّص اليوم الثالث والرابع للتدريب على إحصاءات الثقافة.
ويُعد التصنيف الدولي الموحد للتعليم "إسكد" أحد التصنيفات الاقتصادية والاجتماعية الدولية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة، والتي تطبق في مجال الإحصاءات التعليمية على الصعيد العالمي، وتهدف إلى جمع وتصنيف وتحليل بيانات قابلة للمقارنة بين البلدان؛ حيث يشكل "إسكد" التصنيف المرجعي لتنظيم البرامج التعليمية والمؤهلات ذات الصلة حسب مستويات التعليم ومجالاته، ويُعتبر نتاج اتفاق دولي بين الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو ومعتمد من قبلهم.
وصُمِّم "إسكد" ليكون بمثابة إطار لتصنيف الأنشطة التعليمية كما هي محددة في البرامج والمؤهلات المكتسبة في فئات دولية متفق عليها؛ بحيث يسهل تطبيقه وتحويل إحصاءات التعليم الوطنية المفصلة والتي تتناول المشاركين في التعليم والجهات التي تقدمه وترعاه والمجمعة على أساس مفاهيم وتعاريف وطنية، إلى مجموعات من الفئات القابلة للمقارنة والتأويل على الصعيد الدولي.
وأوضح حبيب بن جعفر اللواتي المكلف بأعمال مدير عام الاحصاءات الاجتماعية، أن أهمية هذه الورشة تنبع من كونها ستمكن من تدريب المشاركين على كيفية تجاوز الاختلاف الموجود في نُظم التعليم الوطنية بين مختلف الدول، والذي يجعل من الصعب مقارنة أدائها ورصد تطورها باتجاه تحقيق الأهداف الوطنية والعالمية؛ حيث يعمل التصنيف الدولي الموحد للتعليم -إسكد 2011- على فهم مدخلات النظم التعليمية ونتائجها وتفسيرها بشكل صحيح ومن منظور شامل للخروج ببيانات موحدة قابلة للمقارنة.
أما على صعيد إحصاءات الثقافة، فستشمل ورشة العمل تدريب المشاركين على الإطار العام للإحصاءات الثقافية والمفاهيم المرتبطة بها وبنيتها الهيكلية وكيفية قياس البعد الاقتصادي والاجتماعي للثقافة، كما ستلقي ورشة العمل الضوء على وسائل تنفيذ الإحصاءات الثقافية ومصادر البيانات التي تعتمد في ذلك، إضافة إلى تطرقها للوظائف التي يولدها القطاع الثقافي والتصنيفات الدولية المستخدمة على مستوى العالم في تحديد الأنشطة الإنتاجية والسلع والخدمات والتجارة والمهن الثقافية.
وأشار إلى أن ورشة الإحصاءات الثقافية ستساعد المشاركين على تحقيق فهم أوسع لإطارات إحصاءات الثقافة ومفاهيمها وبنيتها الهيكلية، إضافة إلى التصنيفات الدولية المستخدمة في هذا المجال؛ بحيث يُمكن لهؤلاء نقل الخبرات التي اكتسبوها في الورشة إلى الجهات التي يعملون لديها؛ الأمر الذي ينعكس إيجاباً على نوعية النتائج ومدى تطابقها مع مثيلاتها في دول العالم".
ومن جانبه، قال يوسف فلاح إسماعيل المستشار الحصائى لمجلس تعاون الخليج واليمن موظف اليونسكو للاحصاء فى تصريح لـ"الرؤية": إن الورشة خلال هذا الأسبوع ستتناول موضوعين؛ أحداهما عن إحصاءات التعليم، والآخر حول الثقافة، وسيتم التركيز على التصنيف الدولى الموحد للتعليم "إسكيد"، وهو تصنيف يستخدم لبيانات التعليم الوطنية حتي تصبح قابلة للمقانة على مستوي الدولي.. وتابع بأن المحور الثاني فى مجال التعليم يعتمد علي إحصاءات محو الأمية، وهو يُعتبر من المواضيع المهمة فى الإحصاءات التعليمية لتعلقه بقياس الخصائص التعليمية أفراد المجتمع، وليس الذين على مقاعد الدراسة؛ حيث يتم جمع المعلومات للأفراد الذين أعمارهم عشر سنوات فأكثر.
وأوضح أن هنالك عدة تعريفات وطرق لقياس الأمية، وحسب التعريف الكلاسيكي هى معرفة الكتابة والقراءاة بفهم وعبارات بسيطة.. وأضاف بأن هذا التعريف المستخدم من قبل اجهزة الاحصاء فى المؤسسات البحثية العادية.. واستدرك بأن الإحصاء يعمل حالياً علي تطوير منهجية جديدة لقياس الأمية الوظيفية، وقياس مدي قدرة الفرد على توظيف المعارف التي تعلمها خلال مراحله التعليمية وتوظيفها فى الحياة اليومية.. واستدرك: قد يكون هنالك شخص يحمل مؤهل معين، ولكن فى بعض المجالات لا يستطيع إتقان بعض المهارات، وفى هذه الحالة يسمي الشخص أمي وظيفياً فى المجال الذى لا يستطيع القيام به.
وبيَّن أن الورشة ستتطرق إلى موضوع الإحصاء الثقافي فى الدول العربية؛ باعتبارها لم تلق الاهتمام الكبير وهو موضوع رئيسي يركز عليه معهد اليونسكو للإحصاء وهذه الورشة يكون بها تدريب حول إطار الإحصاء الثقافى لعام 2009 الذى أعدَّه معهد اليونسكو للإحصاء. وأعرب عن امله في أن تستطيع الجهات المختصة من توظيف الدليل فى إعداد إحصاءات ثقافية وطنية تكون قابلة للمقارنة على المستوي الدولي.. وتابع بأن الموضوع يحتاج إلى وقت أكثر للتدرب عليه من خلال الممارسة وإجراء التمارين من قبل أجهزة الإحصاء والمختصين فى هذا الجانب. وأضاف بأنه عقب هذه الورشة سيكون المتدربون قادرين علي عرض الإحصاءات الوطنية فى مجال التعليم وفق التصنيف الموحد الجديد.