مسقط - الرؤية
تقع على عاتق إدارة الشركة والفريق الإداري بالمؤسسات العديد من المهام الحيوية التي يبني عليها نجاح الشركة في تنفيذ خطتها التسويقية والإنتاجية والتجارية.
ويأتي في مقدمة هذه المهام الحيوية توفير بيئة العمل التحفيزية التي تشجع أفراد فريق العمل على العمل والابتكار وتخطي حدود الإنتاج والإبداع المتعارف عليها، وزيادة ولائهم ورغبتهم في الاستمرار بالعمل داخل الشركة، وبذل الجهد والعرق لتحقيق نجاح للمنظومة ككل، وليس فقط البحث عن النجاح الفردي بعيدًا عن روح العمل الجماعي.
ولا يمكن تصور أن هناك شركة أو مؤسسة ناجحة لا تعطي الأهمية المطلوبة لموضوع التحفيز، فالشركات والمؤسسات التي تتجاهل هذا العامل المهم والحيوي في نجاح المنظومات، فإنها بهذا تعرض نفسها للوقوع في شباك الفشل ولو كان بطيئًا.
ولكن كيف استطاعت الشركات الناجحة خلق بيئة عمل تحفيزية لموظفيها.
في كتابه القيم بعنوان "The Motivation to Work " حدد المؤلف عالم النفس فريدريك هيرزبيرج ستة عوامل تحفيزية تؤدي إلى خلق الرضا الوظيفي لدى الموظف عن عمله، ما يعني أن هذه العوامل تتناسب مع احتياجات الأشخاص لإشباع الرغبات الذاتية أو تحقيق الذات. وهي:
1- يتحفز الموظف عند شعوره بالإنجاز. أي تحقيق نجاحات معينة مثل إتمام عمل معين، وإيجاد حلول للمشكلات، ورؤية نتائج عمله.
2- يتحفز الموظف عند شعوره بالتميز عن أقرانه. سواء كان التميز مادياً أو معنوياً أي بمكافآت أو بدون.
3- يتحفز الموظف عند شعوره بإمكانية النمو. وذلك عن طريق التطوير المهني أو تسهيل التطوير الذاتي.
4- يتحفز الموظف عند شعوره بالتقدم في العمل.عن طريق زيادة راتبه السنوية أو إعطائه درجة متقدمة في العمل.
5- يتحفز الموظف عند شعوره بمزيد من المسؤولية. مثل إعطائه منصبا إداريا ذا سلطة نتيجة لمجهوده في العمل.
6- يتحفز الموظف عند شعوره بأهمية العمل نفسه الذي يعمله وأنّه عمل مهم وبه مراحل مهمة.
يقول أحد خبراء الموارد البشرية: أعود بالذاكرة إلى ما يقرب من 17 عاماً مضت حين كنت في بداية حياتي المهنية، أعمل في مختبر خاص في إحدى المستشفيات الشهيرة في عمان، وفي شتاء عام 1997 حصل أن استيقظنا ذات صباح لنجد الثلج وقد كسا بردائه الأبيض أرجاء العاصمة عمّان، شعوري بالمسؤولية جعلني أرتدي ثيابي وأهرول مسرعاً إلى عملي رغم صعوبة المشي في الثلج، وأخيراً وصلت إلى عملي ولو متأخراً وقد تفاجأت أن عدد الحاضرين فقط 5 موظفين من 40 موظفاً!! طبعاً بادرنا بتوزيع العمل والقيام بأهم الواجبات.
والحمد لله مضى اليوم على خير، وفي اليوم التالي حضر مدير المختبر وقد أعد شهادات خاصة تقديرية أعطاها لكل من داوم في يوم الثلج، كانت المسألة معنوية أكثر منها مادية ولكنها أثرت فينا حقاً.
والآن بعد أن عرفنا هذه العوامل التي تهم الموظف، يهمنا على الجانب الآخر أن يتمكن المدير من خلق بيئة عمل صحية تحفيزية تساعد الموظف على زيادة الإنتاجية، وهنا نعود إلى جون آدير صاحب كتاب: أعظم مئة فكرة للقيادة الفعالة، حيث يوصي كل مدير يريد إرساء ثقافة التحفيز في بيئة العمل على مراعاة هذه النقاط التسع الأساسية:
1- احذر النمو الخبيث الذي يحدث في المؤسسات المحدودة، حيث تسيطر أخلاقيات العمل السلبية إلى جانب الروح البيروقراطية التي تبالغ في التأكيد على السيطرة.
2- تجنب نقد الأفراد على الملأ.
3- تأكد من سعادة ورضا الموظفين البدنية والنفسية ويجب أن تحتل أولوية كبرى.
4- لا يجب طرح نظم التحكم إلا إذا اقتضت الحاجة، مع جعلها في أضيق حدود.
5- اترك للعاملين مساحة من الحرية لاتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم العملية.
6- اجعل الوحدات (فرق العمل) أو الوحدات الفرعية صغيرة قدر المستطاع، لأن الوحدات الكبيرة تميل إلى تثبيط العزيمة.
7- انتبه إلى تصميم العمل، وتجنب العمل المتكرر، واعمل على التغيير.
8- امنح الناس قدراً من الاستقلالية وعملاً له (منتج) يشعر الفرد بأنّه من صنع يديه.
9- احرص على أن يفهم كل فرد الهدف من عمله فيما يتعلق بالعمل ككل، وهو ما يشجع أيضاً على الأفكار المبتكرة.