تتعاظم الحاجة في المرحلة الراهنة إلى تنقية الأجواء العربية؛ في ظلِّ ما يكتنف أفقها من غيوم تزداد تلبداً وسماكة يومًا بعد آخر.
وتمثل قمَّة الكويت -التي من المُقرر أن تلتئم نهاية الشهر الجاري في الكويت- فرصة سانحة ومناسبة مواتية لتبديد تلك الغيوم، على سطح حوار دافئ مُتسم بالشفافية وإعلاء المصالح العليا للأمة العربيَّة التي يزداد كيانها ضعفاً مع الأيام؛ في الوقت الذي تتعاظم فيها قوة الأمم الأخرى في العالم، ويشتد نفوذها.
فالواجب يُحتم استثمار قمَّة الكويت في دعم العمل العربي الجماعي، وتنقية الأجواء العربية، رغم انعقادها في ظروف بالغة التعقيد. ورغم سخونة الملفات المُضمَّنة في جدول أعمالها، إلا أنه يُنتظر الكثير من هذه القمة، على صعيد تطوير الجامعة العربيَّة؛ من خلال تعديل الميثاق، وتدعيم آليات عمل الجامعة والنظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى ملفات لبنان وليبيا واليمن، وعملية السلام في الشرق الأوسط؛ حيث إن القمة سانحة للتعبير عن الدعم للقيادة الفلسطينية؛ في مسعى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتأكيد الرفض المُطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، والإعلان عن أنه لن يكون هناك سلام دون اعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
ويأتي تصريح معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، وما حمله من أمنيات وتطلعات لنجاح أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين بالكويت، مُعبرًا عن آمال السواد الأعظم من أبناء هذه الأمة من المحيط إلى الخليج، ومترجمًا لمواقف السلطنة الداعمة للعمل العربي المشترك، وتأكيد مساندتها ودعمها التام لكافة القرارات والتوصيات التي ستخرج بها القمة، والتي من شأنها أن تعود بالخير والنفع على الأمة العربية جمعاء.