إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ميونغ باك لي: سر النهضة الكورية يكمن في التعليم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميونغ باك لي: سر النهضة الكورية يكمن في التعليم


    ركز ميونغ باك لي الرئيس الكوري السابق في الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لأعمال منتدى عمان الاقتصادي الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة ومجموعة الاقتصاد والأعمال بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة لسوق المال وسوق مسقط للأوراق المالية والبنك المركزي العماني وغرفة تجارة وصناعة عمان، في كلمته على التعليم ودوره في تغيير المستقبل وتحسين الوضع الاقتصادي ليس فقط للدولة لكن لكل أفرادها، مستشهدًا في هذا الصدد بالنِعم التي وفرها التعليم له شخصيًا ولبلاده وشعبها بشكل عام جعلته يرتقي من عامل باليومية إلى رئيس دولة، وجعلت كوريا الجنوبية تنتقل خلال خمسين عامًا من دولة تعيش على المعونات إلى دولة تقدم المساعدات وتتفوق على اليابان في حجم التبادل التجاري.
    واستهل الرئيس الكوري الجنوبي السابق ميونغ باك لي كلمته مذكرًا بمتانة العلاقات بين الدولتين وقال "في حقيقة الأمر تعتبر سلطنة عمان دولة ذات مكانه خاصة لدى الشعب الكوري خاصة بعد الحادثة التي وقعت في يناير في عام 2011، عندما اختطف قراصنة سفينة كورية بمدخل الخليج العربي، حيث تعرض قبطانها وطاقمها إلى طلقات نارية وأصيب القبطان بالتحديد بإصابات خطيرة وتلقى حينها عمليات جراحية طارئة بمستشفى السلطان قابوس بصلالة مما أنقذ حياته من الموت، وقمت بعدها بإرسال رسالة شكر نيابة عن الشعب الكوري إلى جلالة السلطان قابوس أشكره فيها على الجهود التي بذلتها الحكومة العمانية مع طاقم السفينة المختطفة، والآن عندما يسمع الشعب الكوري الجنوبي كلمة عمان يتذكر دائمًا السلطنة ووقفتها النبيلة مع تلك الحادثة.
    وأضاف "التقيت بالأمس طلاب وطالبات جامعة السلطان قابوس واندهشت من ذكاء وفطانة الطلاب والطالبات من خلال مناقشاتهم وتداخلاتهم المثرية، وأعتبر السلطنة من أكثر الدول تطورًا خلال العقود الأربع الأخيرة ودلالة على ذلك تطور دخل الفرد فيها وحرص جلالة السلطان على توفير الحياة الكريمة لأبناء شعبه".
    وتطرّق بعد ذلك إلى الحديث عن التاريخ الشخصي والعام له ولدولة كوريا الجنوبية قائلا "أود أنا أحكي لكم التجربة الكورية في مجال التنمية خلال العقود الماضية، فعندما ولدت في عام 1941 كانت حينها كوريا دولة مستعمرة ومن أفقر الدول بالعالم، ثمّ حققت الاستقلال من الاحتلال الياباني في عام 1945 ولكن بعدها بخمس سنوات اندلعت الحرب الكورية مما أدى إلى وفاة الملايين وتدمير شامل لبلادي، وانقسمت بعدها كوريا إلى شمال وجنوب ولا تزال منقسمة إلى الآن وهي تعتبر الدولة الوحيدة المنقسمة في عالمنا الحالي، ويعتبر توحيد الوطن هو أكبر أمنية للشعب الكوري" .
    واستطرد إنّه "في عام 1953 عند نهاية الحرب كان دخل الفرد لا يزيد عن 40 دولارا حيث اسفرت الحرب عن تدمير كل شيء وكان حينها لا مفر من الاعتماد على المساعدات من المجتمع الدولي في كل ما نأكل ونلبس، والفقر كما يعلم الكل يدمر روح الإنسان، وحينما أدركت أنا وجميع أفراد الشعب الكوري تلك الحقيقة المرة والحياة المؤلمة حينها توحدت أمنية صادقة وجادة لدى الشعب بالخروج من تلك الظروف وثقل الفقر ولكن لم يكن لدينا حينها الموارد الطبيعية أو الخبرات أو التقنية أو رأس المال، بل لم يكن من الأساس توجد هناك شركة بمسمى حقيقي للشركة، وبالرغم من ذلك لم يترك الشعب الكوري الأمل ووصل الأمر في طريق الكفاح إلى قيام أمهاتنا وأخواتنا بقص شعورهن لصنع الباروكات وتصديرها، وانخرط كثير من شبابنا بالسفر إلى دول ما وراء البحار ومنها الوطن العربي، وسعى شبابنا من هجرتهم إلى جلب الاستثمار الأجنبي واستيراد التكنولوجيا من الدول المتقدمة ودرسوا مختلف العلوم بالخارج وعادوا متعلمين ومثقفين إلى وطنهم.
    أمّا عن بدايتي فعندما تخرجت من الجامعة اشتغلت في شركة صغيرة اسمها هايونداي للمقاولات والتي كان يعمل بها أقل من 100 موظف وكنت اعمل باجتهاد وذهبت إلى معظم دول العالم وتوسّعت بعدها شركة هايونداي في مجال أعمالها إلى صنع السيارات وبناء السفن وعندما خرجت من شركة هايونداي كانت قد أصبحت من أكبر الشركات العالمية ويعمل بها أكثر من 160 ألف موظف، كان حلمي بطفولتي أن أحصل على عمل لكي أبقى فقط على قيد الحياة، ولكنني وصلت من خلال التعليم إلى منصب استطيع من خلاله أن أوفر فرص عمل للآخرين، وفي عام 2009 عندما توليت رئاسة جمهورية كوريا الجنوبية تبرّعت بكل ما أملك من ثروة إلى المجتمع لكي تستخدم للرفاهية بالتحديد إلى الطبقات المهمشة ولتوفير بعثات دراسية للطلبة.
    وأصبحت كوريا الجنوبية دولة صناعية وديموقراطية بنفس الوقت ووصل دخل الفرد إلى 24 ألف دولار بزيادة 600 مرة مقارنة بما كان عليه دخل الفرد قبل 60 سنة، وأصبحت كوريا الجنوبية ثاني دولة عالميًا من حيث التصدير في عام 2010، وفي عام 2011 تجاوز حجم التبادل التجاري 1 تريليون دولار وكانت كوريا حينها أكبر دولة تجارية وتليها إيطاليا.
    وفي عام 2011 أصبحت كوريا من ضمن الدول السبع الكبار، وتجاوز فيها عدد السكان 50 مليون نسمة وتخطى فيها دخل الفرد 60 ألف دولار في السنة، ومؤخرًا فازت كوريا بعقد بناء مفاعلات نووية بدولة الإمارات العربية المتحدة متنافسة مع فرنسا واليابان، فأصبحت سادس دولة بالعالم تصدر المفاعل النووي ولديها أعلى درجة من العلوم التكنولوجية عالميا، وبينما تمثل مساحة كوريا 0.07% من مساحة الكرة الأرضية استطاعت أن توسع مساحتها الاقتصادية إلى 63% من العالم من خلال اتفاقيات التجارة الحرة مع أمريكا وأوروبا وآسيا وغيرها، كما أنّها تغلبت على الأزمتين الماليتين اللتين اجتاحتا العالم.
    وفي عام 2010 استضافت كوريا الجنوبية قمّة مجموعة دول الإقليم المتمثلة بأكبر مؤتمر قمة في المجال الاقتصادي في قارة آسيا، وفي عام 2011 نظمت أكبر قمة في الأمن النووي في سيئول وكانت ثاني دولة تنظم هذه القمة بعد واشنطن بحضور أكثر من 50 زعيما ورئيس دولة وتم تنظيم القمة بكل نجاح.
    وقال ميونج لي "ترغب كوريا الآن في أن تتقاسم تجربتها التنموية مع معظم الدولة النامية والمحتاجة إلى التطوير، ولتساهم بالوقوف معها لكي تعتمد على نفسها بقادم الوقت، حيث لدينا قناعة بأهميّة تقديم المساعدات وعدم التأخر بمد يد المساعدة لمن يحتاج إلى ذلك".
    وأضاف "يسألني الكثير من الزعماء والرؤساء بالعالم عن أسرار النمو الاقتصادي الكوري مع عدم وجود أية موارد طبيعية فتكون دائمًا إجابتي "التعليم"، فمعظم الآباء الكوريين اهتموا بتعليم أبنائهم بالرغم معاناتهم من الفقر والعيش بوسط مخلفات الحرب المدمرة، والعلم والتعليم هو السبب الذي أوجد الوضع الحالي لكوريا الجنوبية الآن.
    وقال "آبائي وفّروا كل ما يملكون لتعليمنا حتى المرحلة الجامعية، وبالحقيقة كانت معظم الأسر فقيرة حينها ولكن أسرتي ربما كانت الأفقر، وعندما أنهيت مرحلتي الابتدائية وانتقلت إلى المرحلة الثانوية بحثت عن مدرسة ثانوية مسائية لكي تسنح لي الفرصة بالعمل بالنهار وبعد تخرجي أصبحت عاملا باليوميّة يكفي أجري لتوفير أكل يوم واحد فقط.
    وأكد أنّه حتى الآن لا يبخل الآباء الكوريون في الاستثمار في آبنائهم من خلال التعليم، لأنّ التعليم هو القوى العظيمة التي تغير حياة الإنسان، وسلطنة عمان كانت ولا زالت تسعى إلى تعليم أبنائها وتتباهى هذه الأيام بأعداد المقبولين بجامعاتها وكليّاتها، وشدد على أنّه يرى أنّ التعليم ساهم في إحداث تطورات باهرة في السلطنة مشيرًا إلى أنّ الرؤية 2020 تركز على تطوير الموارد البشريّة وتعزيزها.
    وأوضح أنّ هناك عاملا آخر للنجاح الاقتصادي الكوري وهو توجيه السياسة لمساندة الاقتصاد، كما أنّ الحكومة الكورية توجهت إلى الخصخصة، إلى أن أصبحت كل الشركات تتباهى بمشاريع البنى التحتية التي تنفذها وغدت شركات مرموقة على مستوى العالم.
    كما أنّ استراتيجية التنمية نحو الخارج كانت فاعلة ومعظم الدول النامية في تلك الفترة كانت تعظّم القومية والعصبيّة بينما كانت كوريا الجنوبية تختلف، بالقيام بجهود جبارة بالبحث خارجيا لجلب الاستثمارات للبلد.
يعمل...
X