عواصم - الرؤية – الوكالات -
مع دخول عملية البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة، اليوم الأربعاء، يومها الحادي عشر، دون العثور على أي أثر لها، بدأت السلطات في مراجعة السجلات التاريخية والخلفيات السياسية لجميع من كانوا على متنها؛ سواء من أفراد الطاقم أو الركاب. ووسط الغموض الذي يخيِّم على مصير طائرة الرحلة 370، التي اختفت فجر الثامن من مارس الجاري، إلا أن الحقيقة القاسية التي أسفرت عنها عملية البحث حتى اللحظة، أن جميع ركاب الطائرة، البالغ عددهم 239 شخصاً، إما ضحايا محتملون، أو مشتبهون محتملون، إلى أن يثبت العكس.
وذكرت تقارير إعلامية أن المحققين يبحثون في إمكانية أن تكون الطائرة قد توجهت إلى منطقة تسيطر عليها حركة "طالبان"، في أفغانستان أو باكستان، وينتظرون أن تسمح لهم السلطات الباكستانية والأفغانية بالتحقيق، وأن تساعد في عملية البحث عن الطائرة الماليزية.
وفي أعقاب ظهور تقارير عن احتمال عبور الطائرة أجواء بعد الدول بآسيا الوسطى، أعلنت السلطات في قرغيزستان عن استعدادها للمساعدة في عمليات البحث، بحسب ما جاء في بيان نشر على الموقع الرسمي لرئيس الجمهورية السوفيتية السابقة، ألماز بيك أتامباييف. وأشار البيان إلى أن رئيس الحكومة الماليزية طلب من الرئيس القرغيزي، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الاثنين، تقديم أي معلومات يمكن أن تساعد في تحديد مسار الطائرة المفقودة، في حالة إذا ما كان قد تم رصدها داخل أجوائها، أثناء مرورها إلى دولة أخرى.
إلى ذلك، قالت الصين، أمس، إنها نشرت 21 قمرا صناعيا للبحث عن الطائرة الماليزية المفقودة التي كانت تقل 239 شخصا. وقالت وسائل إعلام حكومية لدى بكين إن الصين بدأت البحث عن الطائرة المفقودة في تلك الاجزاء من أراضيها التي يغطيها ممر شمالي ربما حلقت فيه الطائرة. ولم يعثر على أثر للطائرة بعد أكثر من أسبوع من اختفائها، لكن محققين يعتقدون أنه جرى تغيير مسار الطائرة بواسطة شخص له معرفة عميقة بالطائرة والملاحة التجارية.
وأعلنت ماليزيا، أن عدد الدول المشاركة في عمليات البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة تضاعف تقريباً ليصل إلى 25 مع بدء عملية بحث جديدة في ممرّ واسع. وقال هشام الدين حسين وزير النقل والدفاع الماليزي: إن "عدد الدول المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ ارتفع من 14 إلى 25". وأضاف: "هذا الأمر ينطوي على تحديات جديدة في مجالات التنسيق والدبلوماسية لجهود الإغاثة".
وقال دبلوماسيون إن ماليزيا طلبت المساعدة والتنسيق الدولي في بحث عن طائرة الركاب الماليزية المفقودة يمتد عبر مسارين من بحر قزوين إلى جنوب المحيط الهندي.
واطلع مسؤولون ماليزيون مبعوثين من حوالي 20 دولة على التقدم في التحقيق بعد وقف بحث في بحر الصين الجنوبي عن الطائرة التي اختفت من على شاشات الرادار قبل أكثر من أسبوع وهي تقل 239 شخصاً.
وتنسق الدول جهودها بصورة منفصلة، لكن الطلب الرسمي العام يمثل مرحلة دبلوماسية جديدة في عملية بحث يعتقد أنها ستعتمد على الأرجح على تبادل مواد حساسة مثل بيانات الرادار العسكرية.. وقال تي.اس تيرومورتي سفير الهند لدى ماليزيا: "كان اللقاء لكي نعرف بالضبط ما يحدث ونوع المساعدة التي يحتاجونها. يرجع إليهم بدرجة أكبر أن يقولوا لنا (من فضلكم ساهموا بكل مواردكم)".
وقال دبلوماسي إن المبادرة الدبلوماسية يمكن أن تصبح مهمة مع بحث الدول فيما إن كانت ستتبادل أي معلومات عسكرية عن مصير الطائرة البوينج 777 وتملأ فراغاً تركه فشل دول جنوب شرق آسيا في العمل ككتلة بشأن الأزمة.
وفي الأثناء، رفضت ماليزيا، أمس، اتهام مسئولين في الحكومة الأمريكية بعدم تعاونها الكامل في تبادل المعلومات مع الحكومات الأجنبية بشأن اختفاء طائرة ركاب منذ أكثر من أسبوع.. وصرح مسئولا أمن أمريكيان، بأن ماليزيا لم تطلب من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) إرسال فريق إلى كوالالمبور للمساعدة في التحقيق في اختفاء طائرة الركاب الماليزية في الرحلة "إم. إتش 370".
وقال وزير الدفاع والقائم بأعمال وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين حول ما إذا كانت بلاده طلبت مساعدة مكتب التحقيقات الأمريكي: "أنا أعمل معهم.. مكتب التحقيقات هو الذي عليه أن يقول ما إذا كان يحتاج إلى مزيد من الخبراء ليقدموا المساعدة لأننا لا نعرف ما لديهم".
ورغم أن الفرع الخاص في الشرطة الماليزية يقدم بعض المعلومات لوكالات المخابرات ووكالات إنفاذ القانون الأمريكية، إلا أن مصادر أمريكية قالت إن "الإف.بي.آي" يتعاون مع السلطات الماليزية فقط من خلال "الملحق القانوني" في السفارة الأمريكية في كوالالمبور.