موسكو، كييف – الوكالات -
وصفت الخارجية الروسية، أمس، عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على 12 روسيًّا وأوكرانيا بسبب القرم، بأنه "انفصال عن الواقع".. وأضاف متحدث باسم الوزارة -في بيان- "من المؤسف أن يتخذ المجلس الأوروبي قرارا منفصلا عن الواقع".
وفي بيان آخر، قالت الوزارة إن موسكو تأمل أن يُساعد قرار إرسال بعثة مراقبة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا في حل ما وصفها البيان "بأزمة داخلية أوكرانية".
وعلى صعيد ذي صلة، قال أوليج بودوفالوف مساعد قائد قاعدة جوية أوكرانية في بلبيك قرب سيفاستوبول، إن قوات روسية طوَّقت القاعدة في القرم، ووجهت تحذيرا للقوات بالداخل مطالبة إياها بالاستسلام.. وأضاف بأن "القوات الروسية في قاعدتنا منحتنا ساعة للاستسلام وإلا ستبدأ في الاقتحام. لن نذهب إلى أي مكان لنرى ما هذا الاقتحام".
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن هناك قلقا واسعا داخل الإدارة الأمريكية حيال تحركات القوات الروسية على الحدود الجنوبية الشرقية من أوكرانيا، مما يلقى بمزيد من المخاوف حيال عدم توقف العدوان الروسى عند شبه جزيرة القرم. وقالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى، إن الولايات المتحدة لا تثق فى تأكيدات روسيا بأن تحركات قواتها ليست سوى مناورات عسكرية. مضيفة: "نظرا إلى ممارساتها السابقة والفجوة بين ما قالوه وما فعلوه، فإننا نراقب ذلك بشك". وقال مسئولون بارزون من وزارة الدفاع الأمريكية، إنهم يرصدون تحركات المشاة الروسية وقوات الدفاع الجوى، وغيرها من التعزيزات على الحدود مع أوكرانيا، بمزيد من الحذر وعدم التأكد من طموحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وقال مسئول من البنتاجون: "روسيا تجرى تعزيز وحشد قواتها على طول الحدود الأوكرانية الشرقية. من وجهة نظرنا فإنهم يبقون جميع الخيارات، بما فى ذلك المضى نحو المزيد من العدوان. وإذا اختاروا القيام بذلك، فلن يكون هناك وقتا للتحذير".
ويخشى المسئولون الأمريكيون من وقوع اشتباكات بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية، حيث أعرب مسئولون أوكرانيون لنظرائهم فى الولايات المتحدة عن قلقهم من استخدام موسكو مثل هذه الاشتباكات كذريعة للتحرك.
إلى ذلك، فقد نُقل أمس عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، أعدت بعناية في محاولة لاستهداف الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين؛ وذلك دون استفزاز موسكو ودفعها للانتقام من شركات أمريكية.
وقال مسؤول كبير -طلب عدم نشر اسمه- إن المخاوف من احتمال حدوث رد انتقامي من جانب روسيا: "ساهمت في بلورة المناقشات الخاصة بالعقوبات المناسبة" داخل البيت الأبيض و"ثمة إدراك بانه حتى العقوبات الموجهة قد يكون لها تأثير واسع".
ويذكر أنه يوم الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجميد أرصدة وحظر ابرام أي صفقات مع 20 روسيا ومصرفا روسيا ردا على ضم الرئيس بوتين القرم لبلاده. وجاءت العقوبات أكثر شدة من تلك التي أعلنها أوباما قبل ثلاثة أيام وأدت إلى خسائر حادة في البورصة الروسية. وقالت وزارة المالية الروسية إنها قد تضطر لإلغاء خطة الاقتراص من الخارج للعام الحالي.
ولم يتضح إن كانت العقوبات ستثني بوتين عن التدخل بدرجة أكبر في اوكرانيا أو عدوله عن ضم أوكرانيا او دفعه للجلوس الى طاولة التفاوض وهو أمر أقل احتمالا.
وتواجه الولايات المتحدة صعوبة أكبر في الحفاظ على التوازن الدقيق بين معاقبة روسيا وحماية الشركات الامريكية والاقتصاد العالمي في آن واحد؛ إذا رأت الإدارة الامريكية ضرورة لفرض المزيد من العقوبات.
وقللت موسكو من شأن الموجة الأولى من العقوبات التي شملت تجميد أصول سبعة مسؤولين من روسيا وأربعة من أوكرانيا فضلا عن حظر السفر. وقال مسؤولون إن العقوبات استهدفت بنك روسيا لتنبيه بوتين الى أن القطاع المالي في روسيا ليس محصنا من العقوبات.
وفيما عدا البنك الذي ذكرت وزارة الخزانة أن كبار المسؤولين الروس يتعاملون معه ويساهم فيه بعض من أعضاء الدائرة المقربة من بوتين استهدفت جميع العقوبات الأمريكية أفرادا وليس شركات.