تبدأ اليوم بالكويت أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين العادية، والتي تلتئم في ظروف صعبة وحرجة، وتحديات جسيمة تواجه الأمة، وتحيط بدولها من المحيط إلى الخليج، ومن ذلك ما تعيشه من انقسامات، وما تعانيه بعضها من الإرهاب، هذا عدا عن القضايا الكبيرة والمصيرية والتي أضحت ضيفًا دائمًا على أجندة القمم العربية، وفي مقدمتها قضية العرب المركزية القضيّة الفلسطينية، وغيرها من القضايا المستجدة خلال السنوات الأخيرة ومنها الأزمة السورية..
إنّ العنوان المتفائل للقمة والموسوم "قمة للتضامن من أجل مستقبل أفضل" تعبير عن أمنيات، أكثر من كونه عاكسًا لواقع حال الأمة الذي يئن بالأزمات، ويطفح بالصعوبات والتحديات..
ملفات ساخنة، أمام القمة التي تستضيفها دولة الكويت للمرة الأولى، وقد بذلت جهودًا جبارة في سبيل التمهيد لإنجاح القمة من خلال محاولات رأب الصدع العربي، وتحقيق التقارب بين الدول العربية..
أمام القمة العديد من الملفات العالقة منها السياسية والأمنية والاقتصادية إضافة إلى ملف مستجد يتعلق بتطوير منظومة جامعة الدول العربية، والذي يعد من أهم الموضوعات باعتباره مطلباً ملحاً للجامعة وكافة الشعوب العربية؛ لأنّ الجامعة وبوضعها الحالي أصبحت في كثير من الأحيان غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها، أو تحقيق التطلعات المعقودة عليها.
ومن الموضوعات البارزة على أجندة القمة تنقية الأجواء العربية، باعتبارها الأساس الذي تبنى عليه بقية البنود، ويعول عليه في خلق مناخ صحي يتيح الالتقاء على أرضية فهم مشترك يكفل تحقيق الأهداف المرجوة.
ويقع على عاتق الكويت - البلد المضيف -للقمة واجب إضافي في تقريب وجهات النظر، وإذابة جليد الخلافات على سطح العلاقات العربية وترميم الصف العربي، ووحدة الصف الخليجي في ظل التطورات الأخيرة على الصعيد الخليجي، والمتمثلة في سحب سفراء الإمارات والسعودية والبحرين من قطر، وهو شرخ يجب أن تكرس جهود كبيرة بغيّة ترميمه وتلافي توسعه .
ورغم كل هذه المعطيات الصعبة، إلا أنّ الأمل يظل باقيًا في أن تتمكن قمّة الكويت من تحقيق شيء ملموس على صعيد رأب الصدع وتحقيق التضامن العربي.