بتول بنت موسى بن باقر *
أهميَّة وُجود معلومات عن الباحثين عن عمل لا تقتصر على توافر أعدادهم وفقاً لنوعهم، وبناءً على مؤهلاتهم، بل لابد من تحديد الميول المهنيَّة والقدرات والاستعدادات والمهارات لتلبية حاجات سوق العمل؛ فالعديد من الدراسات التخصصيَّة تُوصي بأخذ الكفايات والميول المهنيَّة بعين الاعتبار عند التوظيف.
فعلى سبيل المثال؛ هُناك نظريَّات علميَّة تربط المهارات والسِّمات الشخصيَّة بالمهن؛ بحيث نجد أنَّ المهن ذات الطابع الاجتماعي "كالتعليم، والرعاية الاجتماعيَّة، تتطلب مهارات التواصل الاجتماعي". بينما مهارات المُلاحظة والدقة في القيام بالمهام ذات العلاقة بالحساب "كالمحاسبة" تتطلَّب مهارات القدرة على الاستدلال الحسابي.
أما المهارات ذات الطابع الفني "كالرسم أو التمثيل الدرامي المسرحي أو التأليف القصصي"، فتتطلب مهارات التعامل مع الأفكار, والتخيُّل, والتفكير الإبداعي، وتتفاوت المهارات وتتباين بين الافراد من حيث القدرة على إتقان تلك المهارة أو المهارات المختلفة.
وفي الجانب الآخر، هناك السِّمات الشخصيَّة، والتي تلعب دوراً كبيراً في اتجاهات الميل المهني والتفضيلات المهنيَّة، وقد لا تتوافق هذه الميول مع التخصص الأكاديمي والمجال العملي؛ فقد يتفوَّق شخص في مجال العمليَّات الحسابيَّة، إلا أن ميله للحركة والتواصل الاجتماعي يجعلانه أكثر إنتاجيَّة في العمل الذي يتطلَّب التعامل مع الآخرين والعكس صحيح.
وعليه؛ يجب على جهات التشغيل النظر بعين الاعتبار إلى السِّمات الشخصيَّة والميول المهنيَّة، وعدم الاعتماد على التخصُّص الأكاديمي فقط؛ فهناك تخصُّصات أكاديميَّة كثيرة تكسب مهارات وكفايات ومعرفة قد تكون قريبة من تخصُّصات أخرى؛ تعاني الأولى من نقص الطلب في التوظيف، وتعاني الثانية من شحٍّ في أعداد المختصِّين فيها.
* مُديرة دائرة التوجيه والاستشارة المهنيَّة بوزارة التربية والتعليم، والمنتدبة بالهيئة العامَّة لسجل القوى العاملة