مسقط - رياض السيابي
استعرضت وزارة التنمية الاجتماعية تفاصيل وأهداف مشروع الإرشاد الزواجي "مودة"؛ وذلك في حلقة عمل تدريبية، ضمن جهود التعريف بموضوعات هذا المشروع للعاملين في الوزارة من المقبلين على الزواج وحديثي الزواج؛ وذلك بمقر مركز رعاية الطفولة بالخوض.
وتواصل الوزارة -ممثلة في دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية- تنفيذ برنامجها الوطني حول المشروع الذي يستهدف كلا من الشباب والشابات المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا، وذلك من خلال تنظيم الدورات والندوات والمحاضرات التي تتناول موضوعات مهمة كأساسيات الزواج، وحسن اختيار الشريك، والاحتياجات الرئيسية للرجل والمرأة، والاتصال بين أفراد الأسرة، وأيضا فهم النفسيات، وطرق حل المشكلات، وتعريفهم بالجهات والقوانين ذات العلاقة بالأسرة في السلطنة.
ويعمل البرنامج كذلك على تقديم المشورة المتخصصة المجانية لكافة الشباب المقبلين على الزواج من الجنسين في المجالات الاجتماعية والنفسية والتربوية والشرعية والقانونية والاقتصادية؛ سواء عند حضورهم للدائرة أو من خلال خدمة الاستشارات الهاتفية أو من خلال التقائهم بالمثقفين المدربين في هذا المجال، وإعداد دليل تثقيفي في مجال الإرشاد الزواجي.
وتضمَّنت الحلقة التي قدمتها نقاء بنت جمعة اللواتية إخصائية برامج توعوية بالوزارة العديد من الموضوعات النظرية وإجراء التدريبات العملية عليها ومشاهدة عروض مرئية هادفة، ومن ذلك الحديث عن أهداف الزواج، والمتمثلة في امتثال أمر النبي، وتكثير نسل الأمة، وإشباع الرغبة الفطرية للإنسان المتمثلة في استمرار وجوده وامتداد أثره في عقب يخلفه وذرية تخلد ذكره، وأيضا إشباع الحاجات الجسمية المتمثلة في مجموعة من الغرائز والشهوات التي لا يمكن إنكارها ولا حرمان النفس منها، وغرس روح المسؤولية والاستعداد لتحملها عند أفراد المجتمع الذين يفترض فيهم جميعا تحمل جزء من تكاليف المجتمع، والمحافظة على المجتمع سليماً من الأمراض والآفات الخلقية والنفسية، والحرص عليه من الوقوع في الفوضى الجنسية وانتشار جريمة الزنا التي اصبحت تهدد الكيان الإنساني في وجوده، وتهدده بالدمار إن لم يتدارك أمره ويستجيب للفطرة الصحيحة.
وتناولت الحلقة الحديث عن صفات الزوجة، ومن ذلك أن تكون ذات دين وهو الجمال المعنوي وكمال الدين والخلق، فكلما كانت المرأة متدينة ومكتملة الخُلق كانت أحب إلى النفس وأسلم من عاقبة، والمرأة ذات الدين قائمة بأمر الله حافظة لحقوق زوجها وأولاده وماله، ومعينه له على طاعة الله، إن نسي ذكرته وأن تثاقل نشطته وإن غضب أرضته، والمرأة الأديبة تتودد إلى زوجها وتحترمه ولا تتأخر عن شيء يحب أن تتقدم فيه ولا تتقدم في شيء يحب أن تتأخر فيه، وأن تكون بكرًا وهي التي لم تتزوج من قبل، فالبكر افضل؛ لأنها لم تطمح إلى رجال سابقين ولم يتعلق قلبها بأحد قبله، ولأن أول من يباشرها من الرجال هذا الرجل فتتعلق به، وأن تكون ولودًا أي كثيرة الولادة، ويمكن معرفة ذلك بمعرفة قريباتها، فإذا كانت من نساء عرفن بكثرة الولادة فالغالب أن تكون مثلهن فيختار المرأة التي عرفت قريباتها بكثرة الولادة.
شروط الرؤية
وبعدها انتقلت مقدمة الحلقة مع المشاركين إلى ما يجب على الولي مراعاته في الخاطب ومنها أن يتخير لها من يتوسم فيه الصلاح، فإن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يهنها، وأن يأخذ رأي موليته في ذلك، ويأثم إن أرغمها، وكذلك شروط رؤية الخاطب لمخطوبته كأن يكون بلا خلوة، وأن يكون بلا شهوة، فإن قصد بالنظر الشهوة فإنه يحرم لأن المقصود بالنظر الاستعلام لا الاستمتاع، وأن يغلب على ظنه الإجابة، وأن ينظر إلى ما يظهر، وأن يكون عازماً على الخطبة بمعنى أن يكون نظره نتيجة لعزمه على أن يتقدم لهؤلاء بخطبة ابنتهم، إلى جانب ألا تظهر متطيبة أو مكتحلة أو ما أشبه ذلك من التجميل؛ لأنها أجنبية منه، ثم في ظهورها هكذا مفسدة عليها؛ لأنه إن تزوجها ووجدها على غير البهاء الذي كان عهده -ربما- رغب عنها وتغيرت نظرته إليها.
وفيما يتعلق بالأخطاء التي تقع في فترة الخطبة، فقد عددت اللواتية هذه الأخطاء كالخلوة بالمخطوبة أو الخروج معها، ومسّ المخطوبة، واستخدام وسائل الاتصال في الحديث مع الخطيبة؛ حيث إن مكالمة الخطيب لخطيبته عبر الهاتف لا بأس بها إذا كانت بعد الاستجابة له، وكان الكلام من أجل المفاهمة وبقدر الحاجة وليس فيه فتنة ولا مانع من مراسلة المخطوبة على أمور الزواج ولا فرق بين أن تكون هذه المراسلة عن طريق البريد الإلكتروني أو العادي، وأيضا طول فترة الخطوبة حيث إن الإسلام لا يبيح للخاطب إلا النظر والحديث إلى مخطوبته وبحضور محرم، أما الظهور أمام الناس بمظهر الزوجية من الخلو بها أو الخروج معها دون محرم فلم يكن متصورا، لكن عندما بعُد الناس عن التمسك بتعاليم الإسلام وتبدلت العادات الاجتماعية بعد أن تأثرت بالمفاهيم الغربية سمحوا للخاطب أن يخرج مع مخطوبته وسموها فترة التعارف وطالت فترة الخطبة لغير مبرر مما قد يسبب نفرة أحد الزوجين عن الآخر، وقد تقع بينهما أمور لا تحمد عقباها، وأضرار تلحق بالمرأة خصوصا عندما يعدل الخاطب عن الزواج.
أخطاء فترة الملكة
وبعد ذلك تطرق مشاركو الحلقة للتعرف على الأخطاء الشائعة في فترة الملكة، كضياع الوقت وإهداره في الجلوس معها والسهر الطويل المفرط أو عبر الهاتف، والإسراف وضياع الأموال في سبيل التقرب منها، وشراء ما يزيد على الحاجة في سبيل كسب ثنائها من هدايا وغيرها وربما أثقل كاهله بالديونمنذ البداية، وبعضهم تصل إليه فاتورة الهاتف وفيه آلاف الريالات، وتجاهل المسؤولية والبعد عن أداء الحقوق الواجبة للنفس والوالدين وصلة الرحم. كما تتضمن هذه الأخطاء كثرة التفكير وما يصاحبه من هموم وإخفاق في جوانب عديدة في الحياة -لا سيما- في مجال الدراسة والمعاملة مع الناس، وربما يتبع ذلك ضعف البنية وقد يحدث أمراضا نفسية وعصبية وعضوية -وبالأخص- إذا تخلل هذه الأيام بعض الصدمات غير المتوقعة أو مشاكل أسرية، وكذلك ذهاب الوقار والهيبة أو شيئا منها في سبيل هذه اللذة والوقوع في إحراجات ومغالطات أو مهاترات كان الأولى تجنبها، كما لا ينتبه بعض الشباب إلى كثرة المجيء إليها في بيت أهلها وتكرار الاتصال هاتفيا وفي أوقات غير مناسبة يضايق أهلها شعر بذلك أم لم يشعر، وقد يطلع على عورات البيت واسرار المنزل في تكرار المجيء، إلى جانب حصول التساهل والضعف أمام المرأة وطاعتها في كل ما تريد طاعة عمياء، ويقصد بذلك أنه يضيع ما في عقله من اتزان، وما في يده من أموال، وما في نفسه من أعمال، وقد تحصل المجاملة على حساب الدين والرضا بما تفعله المرأة، أو ما يحصل من مخالفات تصدر منها أو منه باسم الحب، ويرى كل منهما أنه واقع بين نارين فيفضل الوقوع في أحدهما، ويكون أخطأ التصرف على نفسه أو على الآخر، وهذا من منافذ الشيطان.
وعرَّجت الحلقة إلى الأمور التي يستحسن أن يحاول الزوجان معرفتهما ويتحدثا عنها خلال فترة الملكة، ومن ذلك ألا تكون تلك الفترة لتبادل الأحاسيس والعبارات الرومانسية والأحلام الوردية فقط بعيدا عن الواقع، ومليئة بالمجاملات ويبدي كل طرف محاسنه ويخفي عيوبه، بل يجب على الزوجين أن يتعارفا ويتفهما بعضهما البعض من خلال التعرف على الأهل وعاداتهم فلكل بيت ثقافة وطباع ولكل أسرة نمط وطريقة، والتعرف أيضا على العلاقات الاجتماعية، والعبادة والأخلاق والدراسة، والهدف من الحياة ومفهوم الزواج ووضع أهداف مشتركة، وكذلك الوظيفة وطبيعتها، والرأي في تدخل الأهل في حياتهما، ومعرفة بعض العيوب الجسدية (حرق، شيب، عملية، فقر دم، سك)، إلى جانب معرفة كل من الزوجين نفسية صاحبه؛ حيث إن دوام العشرة وهناءة العيش لا تحصل على أتم وجوهها إلا عندما يدرك كل من الزوجين نفسية صاحبه ومزاجه، ويمكن الاستدلال والتعرف عليها من خلال معرفة ما يحبه ويكرهه، وما يرضيه ويسخطه، وما يقبله ويرفضه، وما يحبه ويكرهه في شريك حياته .
مواضيع محذورة
وحذرت الحلقة المشاركين من طرح بعض المواضيع ومنها الاعتراف بالتجارب السابقة؛ حيث ينصح الطرفان خاصة الفتاة بعدم سرد التجارب السابقة السلبية، حيث إن التحدث عنها لشريك الحياة يفتح وابلًا من التساؤلات التي لا تنتهي من قبل الطرف الآخر، فعلى الرجل أن يتحرى سلوك الفتاة التي يريد خطبتها من معارفها وأقاربها وتحري سمعة أهلها، وليس له أن يسألها عن ماضيها، وعليها ألا تصارحه بأي ذنب ارتكبته بحق نفسها ما دام لم يعلم به إلا ربها، وما يتوجب على الفتاة يتوجب على الشاب، والخطوة الشائعة في حياة الكثيرين والكثيرات هي مصارحة الشريك بما ستره الله تعالى، وهذا خطأ شرعي ونفسي واجتماعي يتحمل فاعله مسؤولية رعونته، والنتائج التي تترتب على هذه المصارحة تكون ثمناً لضعف الفقه، أو قلة الحيلة، أو غياب الفهم، وعجز النفس عن كتمان السر. كما ينبغي تجنب الحديث في الجنس؛ لأن الكلام في الجنس لا يتوقف عند مستوى الحديث بل يتدرج إلى الفعل، كما يمكن أن تحدث بينهما مشاكل بسبب الجنس تؤدي إلى إفشال الزواج، وقد يشك الزوج في زوجته بسبب تجاوبها معه حتى وإن كان هو الملح على فتح هذه الموضوعات، والخطورة الحقيقية أن الانشغال في الأحاديث الجنسية تشغل الطرفين عن التعرف على شخصية كل منهما؛ لأن الرغبة الجنسية تطغي عليهما ليتجاهلا اكتشاف بعضهما البعض.
وأوضحت أنه على الفتاة التي على مشاكل مع أهلها تجنب إفشاء أسرار أسرتها، فكثير من الفتيات بمجرد الخطبة يحدثن الطرف الآخر عن هذه الخلفيات الأسرية؛ لأنها قد وجدت أخيرا من يسمع لها، فالأفضل أن تمسك لسانها، وتستر هذه الخلفيات؛ حتى لا تدفع بعد الزواج ثمن هذه الاعترافات الأسرية، فهناك من الأزواج من يستغلون هذه المعلومات في إحراج الزوجة وكسر شكيمتها، وكذلك بالنسبة للزوج يجب عليه عدم التحدث عن مشكلات أهله أو مشكلات إخوته مع زوجاتهم، كما يجب عدم نقل آراء أهله في زوجته، فكل ذلك يؤدي إلى مشكلات مستقبلية هم في غنى عنها.
ويذكر أن مشروع الإرشاد الزواجي "مودة" والذي أطلقته وزارة التنمية الاجتماعية يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف؛ منها: التعريف بالزواج وأهميته وأبعاده الاجتماعية والنفسية والشرعية والقانونية، وإعداد الشباب المقبلين على الزواج من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة تحديات ومتطلبات العلاقة الزوجية بنجاح، وأيضا توعية الشباب والفتيات حول أهمية مراعاة الأسس السليمة والضوابط الشرعية في اختيار الشريك ومردود ذلك على الاستقرار الأسري بعد الزواج، وحماية الأخلاق الفردية والاجتماعية من الشذوذ والانحراف، والارتقاء بالوعي الأسري والصحي لدى الراغبين في الزواج، وزيادة الوعي بأهمية الكشف الطبي وإجراء الفحوص اللازمة للمقبلين على الزواج، والتوعية بحقوق وواجبات كلا الزوجين، إلى جانب التوعية بالقوانين المتعلقة بالأسرة.أكثر، وقد يختار الإنسا، وأن تكون ولوو و