# الرئيس التنفيذي للهيئة: نعمل على استغلال مورد الطيف الترددي بالشكل الأمثل لمنع التداخلات الضارة
# البلوشي: نعمل بأحدث الأنظمة المتكاملة لضمان سرعة وكفاءة إصدار التراخيص الراديوية
مسقط – الرؤية -
دشنت هيئة تنظيم الاتصالات النظام الإلكتروني المتقدم لإدارة الطيف الترددي بفندق الانتركونتننتال، مساء أمس الأول، بحضور عدد من المسؤولين والمعنيين بقطاع الاتصالات، وخبراء من شركة ( آل آس تيلكوم) المشرفة على تنفيذ المشروع.
وبدأ الحفل بكلمة لسعادة الدكتور حمد بن سالم الرواحي الرئيس التنفيذي للهيئة، قال فيها: يعتبر الطيف الترددي موردًا طبيعياً يتّسم بأهميّة اقتصاديّة واجتماعية وثقافية كبيرة ما يتطلب توزيع نطاقاته بما يعزز المكانة والقدرات التنافسيّة للسلطنة في قطاع الاتصالات وفقًا للوائح  الراديو الدولية والتوجهات العالمية لضمان استمراريته. وأضاف سعادته: تبذل الهيئة ممثلة في وحدة الطيف الترددي جهودًا كبيرة في إدارة وتنسيق استخدام الترددات على المستويين الوطني والدولي، وذلك لاستغلاله بالشكل الأمثل ومنع حدوث التداخلات الضارة الناتجة عن تنامي الطلب على هذا المورد الطبيعي الهام الذي تتقاسمه جميع دول العالم بصورة عادلة وفقًا لتوصيات الاتحاد الدولي للاتصالات.
وقال سعادته: أعدت هيئة تنظيم الاتصالات أول خطة وطنية للترددات اعتمدت من قبل لجنة توزيع الطيف الترددي في عام 2006 وقد صاحبت هذه الخطة، خطة أخرى لترحيل استخدامات الجهات الحكومية غير المتوافقة مع الخطة الوطنية وتمّ اعتمادها من قبل لجنة توزيع الطيف الترددي حيث بلغت تكلفة تنفيذ هذه الخطة خمسين مليون ريال عماني بهدف دعم وتطوير قطاع الاتصالات في كافة محافظات السلطنة، وقد قطعت الهيئة شوطًا في ترحيل معظم الترددات الواردة بالخطة وهي الآن في مراحلها النهائية.
وأشار سعادته: في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة في سبيل إيجاد الحلول الفنية المناسبة للطلب المتزايد من قبل مشغلي الهاتف النقّال لتخصيص قنوات إضافية في نطاقات الجيل الثالث والرابع قامت الهيئة بمبادرة بالتعاون مع المشغلين (عمانتل والنورس) لإعادة تخطيط النطاقات الترددية 900 و1800 ميجاهيرتز وفق مبدأ حيادية التغطية لشبكات المشغلين ونتيجة لهذه المبادرة تم الاتفاق مع المشغلين على إنشاء أكثر من 200 محطة جديدة لتغطية 250 قرية على مستوى كافة المحافظات في السلطنة.
وتابع سعادته: ولمواصلة جهود الهيئة في الرقي بمستوى  الخدمات الإلكترونية لمستخدمي الطيف الترددي في السلطنة وتماشيًا مع سياسة الحكومة الإلكترونية وقعت الهيئة مع شركة آل آس تيلكوم، إحدى كبرى الشركات العالمية في مجال برمجيات إدارة الطيف الترددي لتنفيذ النظام الآلي المتقدم لإدارة الطيف الترددي.
من جانبه، أوضح المهندس يوسف بن عبدالله البلوشي المدير التنفيذي لوحدة إدارة الطيف الترددي أنّ الزيادة والتطور في استعمال المجتمعات للتقنيات الحديثة التي تستخدم الترددات الراديوية أبرزت أهمية الترددات الراديوية وسبل تطوير عملية إدارتها كمورد هام باعتباره الأساس في تطوير البنية الأساسية للاتصالات، مبينًا أنّ المجتمعات الحديثة تعتمد على الاتصالات السريعة مثل الاتصالات المتنقلة والبحرية والجوية والاتصالات الساتلية وخدمات النطاق العريض والخدمات الإذاعيّة وغيرها، ما يتطلب النفاذ إلى المعلومات في أي وقت وفي أي مكان الأمر الذي نتجت عنه زيادة في الضغط على الجهات التنظيمية المسؤولة عن إدارة الطيف الترددي لضمان السرعة والكفاءة في عمليات إصدار التراخيص الراديوية واتباع نهج السوق في سرعة إنجازها حيث لا يمكن تلبية هذه التحديات الجديدة إلا بواسطة الأنظمة الحديثة والمتكاملة والآلية لإدارة الطيف الترددي والتي تقدم الخدمات إلكترونيا، مضيفا أنّ الهيئة سعت منذ إنشائها على العمل المخلص والجاد لتقديم أفضل الخدمات للمرخص لهم وكافة مستخدمي الطيف الترددي سواء من القطاع العام أو الخاص وفق أفضل المقاييس الدولية المتعارف عليها وما حصول الهيئة ممثلة في وحدة إدارة الطيف الترددي على شهادة الأيزو في الجودة (الأيزو 9001:2008) وشهادة الأيزو في سرية المعلومات (الأيزو 27001:2005) كأول جهاز حكومي في السلطنة يحصل على هاتين الشهادتين إلا خير دليل على نهج تقديم أفضل الخدمات.
وأشار البلوشي إلى أنّ حصول الهيئة على النظام الجديد والمتطور لإدارة الطيف يعتبر خطوة مهمة ستساهم بشكل كبير في الارتقاء بأعمال الهيئة والتي تقدمها وحدة إدارة الطيف الترددي عن طريق تقديم خدمات ترخيص الطيف الترددي إلكترونيًا من خلال شبكة المعلومات العالمية (الانترنت)، مما يعتبر إسهاماً كبيراً في تحقيق الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية ولتلبية الحاجة المتزايدة لإدارة مورد الطيف الترددي بطريقة فاعلة واستغلاله بأمثل الطرق والأساليب.
وأكد المدير التنفيذي لوحدة إدارة الطيف الترددي أن حصول الهيئة على هذا النظام سيلبي حاجات مستخدمي الترددات في السلطنة من سرعة إصدار التراخيص وتقديمها وإنجازها إلكترونيًا خصوصًا وصلات الميكرويف لمشغلي خدمات الاتصالات وإصدار تراخيص الطيران والسفن حيث سيمكن النظام الحصول على الترخيص الراديوي آليًا خلال ساعات معدودة مما يعتبر إنجازًا على مستوى المنطقة بأكملها وسيؤدي إلى فتح آفاق جديدة لإدارة الطيف بكفاءة عالية في السلطنة حيث سيتمكن مستخدمو الترددات من إنهاء معظم معاملاتهم إلكترونيًا ومن مواقعهم دون الحاجة إلى مراجعة الهيئة والحضور الشخصي مثل إصدار وتجديد وإلغاء وتعديل التراخيص الراديوية، وطباعة الوثائق الخاصة بالتراخيص والتعديلات الفنية والاحتساب المسبق للرسوم وإصدار الفواتير ومعلومات الفوترة والدفع والمتابعة الإلكترونية لعملية إصدار التراخيص. وحول الأهداف التي سيحققها هذا النظام أفاد المهندس يوسف بن عبدالله البلوشي أنّ هذا النظام الأكثر تطوراً في إدارة الطيف الترددي على مستوى العالم سيسهل المهام والاجراءات التنظيمية والفنيّة في إدارة الطيف الترددي وضمان الاستخدام الفعّال والاقتصادي للطيف الترددي وفقاً للخطة الوطنية لتوزيع نطاقات الطيف الترددي واللوائح الوطنية والدولية وضمان مستوى عال من الأمن لقاعدة البيانات الخاصة بنظام إدارة الطيف الترددي بطريقة آلية متقدمة وسرعة إنهاء المعاملات وتقليل الأخطاء البشرية من خلال إجراءات آلية وفورية للتحقق من صحة البيانات والتحليل الفني الآلي لتنسيق الطيف عبر الحدود الدولية، كما سيساعد وحدة إدارة الطيف الترددي بالهيئة في القيام بمهامها المتصلة بإدارة الطيف مثل المساعدة في إدارة تدفق العمل اليومي وعمليات المعالجة الخاصة بتخصيص وتخطيط وتوزيع الترددات وهندسة الطيف والتنبؤ بالتغطية والتحليلات الكهرومغناطيسية وحساب نسبة الموجة الحاملة إلى التداخل وإدارة الشكاوي وجدولة عمليات التفتيش والتحكم في الطيف وإيجاد سطح بيني بين إدارة الطيف وأنظمة مراقبة الطيف إضافة إلى توفير نظام معلومات جغرافيّة لمعرفة المواقع الجغرافيّة للترددات.
وألقى الدكتور جورج عضو مجلس إدارة شركة آل اس تيلكوم الألمانية كلمة، قال فيها: خلال 22 سنة الماضية أصبحت شركة آل آس تيلكوم (LS telcom) تتصدر السوق العالمية في توفير الأنظمة التي تقدم الدعم للمؤسسات الحكومية في مجالات الترخيص والتحكم في مورد "الطيف الترددي" وتوزيعه بفعالية باستخدام برمجيات فائقة الجودة. وأضاف: كان التحدي الماثل أمامنا في مشروع هذا النظام الذي طلبته هيئة تنظيم الاتصالات هو أنّ النظام يجب أن يهتم بجميع الحالات الممكنة وكذلك غير المعتادة، فقد كان الأمر يتطلب تكييف حوالي 60 عملية تجارية مختلفة ومعقدة من قبل النظام بالإضافة إلى قدر هائل من عمليات التحليل الفنّي التي لم يحددها الاتحاد الدولي للاتصالات بجنيف فحسب، بل إنّه لم يضعها في برمجيات بصورة مناسبة، فالنظام يجب أن يكون مزوداً بإمكانية الربط مع الشبكة العالمية بحيث يقوم بكافة العمليات آليا. وبعد مرحلة تعريف مكثفة تهدف لمواءمة مجموعة المتطلبات مع الخيارات والإمكانيات بصورة مناسبة، بدأ تنفيذ العمل، وكما كان متوقعاً فقد كان ذلك تحدياً حقيقياً نظراً لأن النظام كان لابد أن يكون مبرمجاً على مستويين جزئي وكلي ليوفر جميع القدرات الجديدة التي تطلبها الهيئة، وجرى توفير خادم مؤقت للسماح للهيئة باختبار الوضع الحالي للتنفيذ في كل الأوقات، وتمّ إنشاء غرفة خوادم جديدة بواسطة الهيئة وتم تجهيزها بخوادم للحلول النهائية بواسطة شركائنا شركة عمان القابضة (OHI)، وتم تسليم البرمجيات على مرحلتين: المرحلة الأولى استبدل فيها النظام القائم والمرحلة ثانية تمّ فيها إدخال إمكانيات آلية إضافية وقدرات الشبكة العالمية علاوة على وصلة قريبة مع نظام الهيئة المتعددة الاستعمالات للمراقبة والتفتيش.
وقال الدكتور جورج "أصبحت هيئة تنظيم الاتصالات بسلطنة عمان، ومنذ شهور، تستخدم هذا النظام بكثافة حيث تمّ العمل به آلياً باتباع القواعد التي حددها خبراء الهيئة ووفقاً لما تم الاتفاق عليه محلياً أو عالمياً، ومع ذلك، وحسب ما تتطلبه الحاجة، فإنّ الهيئة لا تزال تحكم سيطرتها على العمليات وهي قادرة على اتخاذ كافة القرارات الحرجة بنفسها، وبالرغم من الدرجة العالية من قدرة التشغيل الآلية، فإنّ المعرفة التي يتحلى بها خبراء الهيئة لا تزال مهمة وثمينة لتحديد القواعد التي يجب أن يتبعها النظام، وهذا من شأنه أن يضمن أن موضوعاً شائكاً ومعقداً كإدارة الطيف الترددي يبقى في النهاية أمراً إنسانياً في التفاعل معه وإيصاله إلى عملاء الهيئة، علماً بأنّ سرعة تمرير الطلبات زادت بصورة ملموسة بينما تضاءلت احتمالات ارتكاب الأخطاء بشكل واضح.
وأشار الدكتور جورج إلى أنّه من الممكن الآن استخدام الطيف الترددي بكفاءة أكثر حتى في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل محافظة مسقط، كما أنّ الوصلة القريبة وعمليات التحليل فائقة التعقيد في المراقبة تؤكد ضرورة تحديد الطيف الترددي غير المستخدم في حين أنّ سوء الاستخدام والقرصنة الراديوية يمكن التعرف عليهما في أقصر وقت ممكن. ومن وجهة نظر الاستثمار على المدى البعيد، فإنّ النظام يستخدم أحدث تقنيات الويندوز والشبكات العالمية بناءً على المعايير العالمية المعتمدة، وهو قابل للتوسع ليتفاعل مع النمو المستقبلي، ويمكن برمجته كلياً بواسطة خبراء الهيئة ليلبي المتطلبات القادمة كلما دعت الحاجة لذلك.