تويت
العوفي: العقود بها ما يكفي من شروط الأمن والسلامة.. ونحتاج لمزيد من رقابة الأداء
ريسوتشي: نحاول تمديد العمر الافتراضي للحقول التي بلغت مرحلة النضج الاستكشافي
الرؤية - نجلاء عبد العال-
افتتحت أمس بفندق جراند حياة مسقط، أعمال المؤتمر السنوي التاسع لسلامة الأصول في قطاع النفط والغاز والمعرض المصاحب له، وتستضيف المؤتمر شركة تنمية نفط عمان تحت رعاية وزارة النفط والغاز، وبتنظيم من المركز الدولي للجودة والإنتاجية والشركة العالمية للمعارض والمؤتمرات، ويمثل المؤتمر تجمعاً للخبراء الإقليميين والدوليين في مجال النفط والغاز، ويضم نقاشات وورش عمل حول أفضل الطرق التي يمكن من خلالها حماية النّاس والمنشآت ضمن حقول العمل وفي المصانع وأماكن العمل المرتبطة بالنفط والغاز والتي تتسم بشدة خطورتها.
ورعى حفل انطلاق فعاليات المؤتمر سعادة سالم بن ناصر بن سعيد العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، كما افتتح سعادته المعرض المصاحب واستعرض أحدث التقنيات التي تقدمها الشركات في هذا المجال.
وعقب الافتتاح أكد سعادته على أهمية المؤتمر مشيرًا إلى أنه يعنى بصفة أساسية بسلامة الموجودات والتي غالباً ما لا تلقى نفس الاهتمام الذي يقابل الاهتمام بالإنتاج في شركات النفط، وفي نفس الوقت فإنّ معظم المشكلات التي تقابل العمال في مواقع العمل فإنّه غالبا ما تتعلق بمشكلات في سلامة الموجودات، وأكد أن المؤتمر يتطرق إلى الخطوات التي يجب على الشركات أن تتبعها عبر كل المراحل لضمان سلامة الموجودات بدءًا من تصاميم المشاريع الجديدة، وعمليات بدء الإنتاج ومن ثم أثناء التشغيل، وكذلك آليات وتقنيات عمليات التفتيش والصيانة، والمراقبة الدورية لمعظم المجسات الموجودة في المحطات من أجل التأكد من أنّ الموجودات سليمة وتعمل حسب المعايير المُتفق عليها.
وأضاف أنّ الشركات المشاركة في المؤتمر سوف تعرض أمثلة للمشاكل التي واجهتها في الماضي والخطوات والبرامج التي يقومون بتنفيذها حالياً وكذلك برامج التدريب والصيانة، إضافة إلى استعراض التقنيات الحديثة في مجال برامجها وأجهزتها الحديثة في الكشف عن أية مشاكل قد تكون موجودة وهو ما يساعد في ضمان سلامة الموجودات.
وفيما يتعلق بما إذا كانت هناك حاجة لإدخال أيّ تعديلات أو شروط إضافية على عقود السلطنة القائمة مع شركات الإنتاج في المجال النفطي لضمان سلامة الأصول، أكد سعادة المهندس سالم العوفي وكيل وزارة النفط والغاز أنّ العقود الحالية لا تحتاج أي تعديلات لأنّ بها جميع الشروط والضوابط التي تشمل جميع مراحل العمل، كما إنّه لا توجد حاجة لآليات جديدة بقدر ما أن الحاجة الفعلية هي لتفعيل الشركات لآليات المراقبة والالتزام بشروط العمل داخل الشركات نفسها، وهذه المراقبة الذاتية تعود بالنفع في المقام الأول على الشركات المنتجة؛ حيث إنّ عدم الحفاظ على سلامة الموجودات يمكن أن يؤدي إلى توقف العمل أو الإنتاج لفترة وهو ما يمثل أكبر عقوبة للشركات غير الملتزمة، وهو ما يدفعها للبحث عن سبل المحافظة على الموجودات وتحديثها بشكل مستمر.
وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى راؤول ريسوتشي المتحدث الرئيسي في المؤتمر والمدير العام لشركة تنمية نفط عمان كلمة قال فيها إنّ سلامة الموجودات تتصدر قائمة اهتمام صناعة النفط والغاز، وأن شركة تنمية نفط عمان ليست استثناءً من ذلك وبالتالي فإنها اعتمدت برامج عمل تُعد الأكثر صرامة، حرصًا على سلامة الموجودات التي تشمل الحقل والمعدات وغيرها، وعلى صحة وأمن وسلامة العاملين والسكان في المناطق المحيطة ببيئة العمل.
وأضاف: " نحاول تمديد العمر الافتراضي لحقولنا التي بلغت مرحلة النضج الاستكشافي، كما إننا ندخل مراحل تشغيلية تكتنفها الكثير من التحديات. ومع توسع البحث عن الهايدروكربونات لتشمل مكامن عميقة وذات ضغوط عالية ودرجات حرارة مرتفعة وحمضية وفي أوقات تتم فيها معالجة هذه المنتتجات في مرافق متقادمة، فإننا بحاجة إلى بذل جهود جبارة في مجال سلامة موجودات النفط والغاز وأن تتصدر قائمة اهتماماتنا.
وحول التحديات في هذا المجال أوضح ريسوتشي أن مساحة منطقة امتياز شركة تنمية نفط عمان تبلغ 91 ألف كيلومتر مربع وتتكون من أكثر من 7500 بئر، وخطوط أنابيب/تدفق يصل طولها الإجمالي إلى نحو 20 ألف كيلو متر، إلى جانب 52 محطة وحقول يعود تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي، وأن هناك مهمة كبيرة تقع على عاتق الشركة لضمان أن مثل هذه البنية الأساسية المترامية الأطراف ليست آمنة فحسب، بل وكذلك تتوافق مع الغرض المستهدف منها.
وركز مدير عام الشركة على أن سلامة مرافق النفط والغاز ليست ولن تكون أبداً حلاً سريعاً، وأنها تتطلب تفويضاً من قمة الهرم إلى أسفله وفي نفس الوقت شعورا بالمساهمة في ملكية هذه المرافق من أسفل الهرم إلى قمته، وتتطلب كذلك التزاما مستمرا في جميع أنحاء الشركة؛ بدءًا من القيادات التي تسعى باستمرار للاطمئنان على جودة الأداء وسلامة الأصول وفي نفس الوقت تكون مستعدة لأي مفاجآت غير سارة، مع السعى المتواصل لفهم نقاط الضعف في العملية الإنتاجية وكيفية تخفيف المخاطر، وفي نفس الوقت على القيادات والإدارة أن تعمل على إيجاد مناخ يعمل على استباق الحدث والوقاية منه، مضيفاً: "يتعين علينا التأكد من أن أساسيات تمامية الموجودات- إدارة سلامة مرافق النفط والغاز- صحيحة عبر نقاط ومحاور محددة تشمل وضع إجراءات ومسؤوليات واضحة، وعدم المجازفة، وضمان كفاءة الموظفين والشركات المتعاقدة التي تنفذ أعمالا مهمة من نواحي الصحة والسلامة والبيئة، وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك التزام طويل الأجل وقناعة تامة من فريق الإدارة العليا لاستدامة الاهتمام بالشروط والضوابط النظرية والدفع المتواصل لضمان التطبيق العملي لهذه الشروط، فيجب أن يصدق قولنا العمل".
وشرح أن سلامة الموجودات تعني فيما تعنيه؛ رفاه القوى العاملة، وصون البيئة، والحفاظ على البنية الأساسية، وهي حجر الأساس لإنتاج الشركة ولاستدامة سمعة الشركة، وبذلك فإنّ سلامة الموجودات على درجة كبيرة من الأهمية بحيث لا يمكن إهمالها، وأن مؤتمر قمة سلامة الأصول يعد منصة وفرصة لا تقدر بثمن أولا لزيادة الوعي، وثانيا لدفع أفضل الممارسات قدماً وكذلك تبادل الدروس المستفادة من نجاحات الشركات العاملة بمجال النفط والغاز وكذلك من إخفاقاتها.
واختتم راؤول ريسوتشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان بالقول إنّ شركة تنمية نفط عمان تسعى مع انتقال إنتاج النفط والغاز إلى مرحلة الإنتاج الصعب للتكيف مع الواقع وفي نفس الوقت الحرص على سلامة الأصول والموجودات .
وقدم ديفيد كامبل، نائب رئيس العمليات في شركة بي بي عمان في كلمته إطار عمل للموازنة بين السلامة والإنتاجية قائلاً: "يجب أن تكون السلامة على رأس أولوياتنا في مجال صناعة النفط والغاز وهو ما نقوم به دون أدنى شك في شركة بي بي حيث نركز على كل من السلامة الفردية وسلامة العمليات وهو ما يقودنا إلى التغلب على العيوب والهدر مما يساعدنا على تقديم الجودة والمسؤولية والكفاءة وبالتوازي تحقيق نتائج الأعمال".
ويشكل المؤتمر الذي يستمر 3 أيام منصة انطلاق لتحسين أداء الأصول من خلال تقديم ندوات موضوعية حيث ركز في اليوم الأول على استراتيجيات الإدارة الفعالة، وشمل عروضا لمتحدثين من أنحاء العالم قدموا نتائج بعض الدراسات والحالات العملية، إضافة إلى جلسات النقاش حول دمج مفاهيم الاستدامة في ممارسات الإدارة وتشمل هذه الجلسات عروضاً تقديمية من شركة بي بي عمان وشركة شل وشركة إي أن أي اس بي أي بإشراف الدكتور راش خان الحائز على 35 براءة اختراع، وسيركز اليوم الثاني على الأطر التي تدمج الناس والعمليات والتكنولوجيا سعياً للوصول إلى السلامة وفي اليوم الثالث والأخير سيعالج التأكسد والمراقبة المتقدمة.
سبق المؤتمر ثلاث ورش عمل تفاعلية وتدريبات عملية قام بتنظيمها المركز الدولي للجودة والإنتاجية والشركة العالمية للمعارض والمؤتمرات، وتتضمن الاعتبارات العملية لمعايير الحماية الكاتودية الميدانية، وأفضل الممارسات الخاصة بسلامة الأنابيب، ونظام الوقاية الكاتودية، وينعقد المؤتمر برعاية شركتي الطاقة الرائدتين شركة دوسان بابكوك وشركة دي إن في جي ال.
