مسقط – الرؤية-
نظمت الجمعية العمانية لحماية المستهلك، أمس، وبالتعاون مع بلدية مسقط، ندوة "أثر متبقيات المبيدات على المنتجات الزراعية"؛ وذلك تزامناً مع أسبوع "سلامة الغذاء"، الذي تنظمه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه خلال الفترة من 20-24 أبريل الجاري.
ورعى حفل الافتتاح سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة، بمشاركة من الاتحاد العربي للمستهلك، وبحضور أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة من كل من: بلدية مسقط ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، ووزارة الإعلام، ووزارة الصحة، والمديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة، وزوزارة البيئة والشؤون المناخية، والهيئة العامة لحماية المستهلك، وجمعية المزارعين العمانية، والشركات الزراعية العاملة في مجال بيع المبيدات الحشرية، وشركات الغذاء والدواء.
وهدفت الندوة إلى بيان أضرار وسلبيات الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية للمنتجات النباتية؛ وذلك من خلال تقديم حالات أو نماذج أو أمثلة حول الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية للمنتجات النباتية وتقديم توصيات محددة للجهات الرقابية حول كيفية التعامل مع الأثر المتبقي للمبيدات من خلال طرح حلول عملية للتخفيف أو إزالة الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية للمنتجات الحيوانية كونها تضر بصحة وسلامة المستهلكين وكذلك اقتراح برنامج علمي وعملي من قبل الخبراء لمعالجة مشكلة الأثر المتبقي للمبيدات.
وقال الدكتور محمد عبيدات رئيس الاتحاد العربي للمستهلك: إن عقد مثل هذه الندوات أمر بالغ الأهمية، نظرا لما لها من دور في تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الطرف الآخر في مختلف المجالات التي تهم المستهلك العربي.. لافتا إلى أنَّ اختيار موضوع الندوة هذا العام حول الآثار السلبية للمبيدات على المنتجات الزراعية يعكس الخطر المتزايد من هذه المبيدات على سلامة الغذاء.
ومن جهته، قال الشيخ سعيد بن ناصر الخصيبي رئيس الجمعية العمانية لحماية المستهلك: إن أهمية الندوة تكمن فيما تتناوله من موضوعات تسلط الضوء على سلبيات الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية للمنتجات النباتية وكيفية التعامل معه، من خلال طرح حلول عملية للتخفيف أو إزالة الأثر المتبقي للمبيدات في المنتجات الزراعية والحيوانية كونها تضر، وتؤذي صحة الإنسان. وحول خطر المبيدات الزراعية، يقول رئيس الجمعية العمانية لحماية المستهلك: "إننا ندرك تماماً أن سلامة الغذاء ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأجواء وظروف زراعة المواد الأولية وطريقة انتاجها وأساليب حمايتها، ولأن حياتنا اليوم ليست كحياتنا بالأمس، فإن الأخطار المحدقة بزراعتنا هي التحدي الأكبر في تاريخ الأرض، لا سيما وأن الآفات والتلوث والكوارث لا تترك لنا فرصة للتباطؤ والتأمل خصوصاً وأن ملوثات بيئتنا الزراعية ليست بمعزل عن ملوثات بيئتنا الصناعية". وأضاف الخصيبي: "لقد تنامت في العقود الأخيرة ظاهرة الآثار المتبقية لأنشطة المبيدات وقدرتها على اتلاف المحاصيل الزراعية أو التقليل من جودتها واستئصال نكهتها والإخلال بلونها وطعمها، وهذه الظاهرة لا تنحصر في سوء الاستخدام فقط، بل في التركيبة المخبرية لهذه المبيدات". وتحدث الخصيبي -في كلمته- عن عمليات الغش التي تزيد من خطورة المبيدات بقوله: "إن المبيدات ليست معطراً للهواء أو روائح زكية تنعش أجواء الحياة، ولكنها سموم هدفها القضاء على كائنات حية غير بشرية، ومع اختلاف هذه السموم وتصنيفها ودرجات تكوينها وموادها التنفسية والمعدية والجلدية، فإنها ستبقى هاجساً مقلقاً للمزارع والمستهلك لأن تأثيراتها لا تظهر بشكل مباشر، بل تأخذ زمناً يكون فيه المرض قد استشرى وتوغل في جسم الإنسان، وبالتالي تكون كلفة علاجه أضعاف كلفة حمايته.
وفيما يتعلق بأهمية وجود تشريعات رادعة للتقليل من أضرار الغش في المبيدات، يقول الخصيبي: "إننا نشير إلى أنه لا يكفي اصدار التشريعات واللوائح والقوانين المنظمة لإنتاج وتسويق واستخدام المبيدات، أو الاكتفاء بتحديد المقاييس والضوابط ودرجات المواد ونسبتها في تكوين وتصنيع هذه المبيدات، ولكننا بحاجة ماسة لاجراء المزيد من التجارب والبحوث العلمية والعملية لتقنين استخدام هذه المبيدات في الوقت الذي يجب أن يبحث فيه العالم بخبرائه وعلمائه عن إيجاد وسائل أفضل أو أقل ضرراً للتربة من المواد الكيميائية، وبمعنى آخر، أن نركز على بحوث الوقاية أكثر من تجارب الحماية".
وبدأت الندوة بكلمة للاتحاد العربي للمستهلك قدمها الدكتور محمد عبيدات رئيس الاتحاد، وتحدث فيها عن للآثار المدمرة للمبيدات على المنتجات الزراعية و آثارها الضارة على صحة الإنسان. بعدها بدأت الجلسة الاولى والتي اشتملت على 4 أوراق عمل؛ حيث بدأت بورقة عمل بعنوان "متبقيات المبيدات في المحاصيل والاغذية.. أساسيات وتحديات ورؤية مستقبلية"، قدمها الدكتور أحمد عبد السلام فودة استشاري كيمياء المبيدات ومكافحة الآفات في بلدية مسقط، بعدها تحدث المهند س محمود بن محمد النبهاني رئيس قسم إدارة المبيدات بدائرة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة والثروة السمكية عن القوانين والتشريعات المتعلقة بإدارة المبيدات في السلطنة بمختلف أنواعها. بعد ذلك القى المهندس هيثم جوينات الامين العام المساعد في الاتحاد العربي للمستهلك ورقة عمل بعنوان: "الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية"، واختتمت الجلسة الأولى بورقة بعنوان "المبيدات الزراعية فوائدها ومخاطرها" قدمتها المهندسة نادية بنت سيف الصبحية رئيسة قسم بحوث متبقيات وجودة المبيدات بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية. وشهدت الجلسة الثانية تقديم 4 أوراق عمل، بدأت بورقة عمل حول "الأثر السلبي للمبيدات الزراعية على الأنسان والأرض"، قدمتها الدكتورة واجد الحيصة مسؤولة الغذاء والدواء بالجمعية الوطنية لحماية المستهلك في المملكة الأردنية الهاشمية. وبعدها قدم المهندس صالح بن محمود الزدجالي عضو الجمعية العمانية لحماية المستهلك ومدير دائرة المقاييس والرقابة على المعادن الثمينة بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة ورقة عمل بعنوان "الحق في الأمان من التلوث بالمبيدات والآفات". بعد ذلك ألقى الدكتور فريد تالوكادر أستاذ مساعد في كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان "بقايا المبيدات الزراعية وصحة المستهلك". وفي ورقة العمل الأخيرة تحدث الدكتور سعد بساطه استشاري أعمال من الجمهورية العربية السورية عن الحقائق التي يجب أن يعرفها المستهلك عن بقايا المبيدات وأفضل البدائل.