الحوسنية: السلطنة دشنت برنامج رعاية كبار السن للاهتمام بهذه الشريحة-
الرؤية- خالد بن علي الخوالدي-
احتفلت دائرة الخدمات الصحية بولاية الخابورة باختتام فعاليات التعريف برعاية المسنين، تحت رعاية سعادة الشيخ سيف بن مهنا الهنائي والي الخابورة، بحضور ممثلي المجلس البلدي بالولاية ومديري ورؤساء الدوائر الحكومية والمشايخ والرشداء.
وقدم طلاب مدرسة الاعتصام في بداية الحفل نشيدًا ترحيبيًا، ثمّ قدمت الدكتورة عزيزة بنت حمود الحوسني كلمة قالت فيها "للمسن مكانته المتميزة في المجتمع، فهو يتعامل معه بكل توقير واحترام، ويظهر ذلك في العديد من الممارسات العملية في حياة المجتمع، وجميع هذه الممارسات لها أصل شرعي، بل فيها حث وتوجيه نبوي فضلاً عن ممارساته صلى الله عليه وسلم مع المسنين وتوجيه أصحابه نحو العناية بالمسنين، وتوقيرهم واحترامهم وتقديمهم في أمور كثيرة".
وأضافت الدكتورة عزيزة الحوسني أن الإحصائيات العالمية تتوقع أن يبلغ عدد المسنين عام 2050م، ضعف عدد الأطفال في الدول المتطورة، أما في الدول النامية الفقيرة فيتوقع أن يزيد العدد بنسبة الضعف ما سيكون له تأثير صعب على الدول من جهة وعلى العائلات من جهة أخرى، وتعرف معظم الدول المتطور الشيخوخة بأنّها عمر 65 سنة فما فوق أمّا الجمعية العامة للأمم المتحدة فتعرف الشيخوخة بعمر فوق 60 سنة، وقد طرأ تغيير جذري على التركيبة السكانية في العالم في العقود الأخيرة. ففي الفترة ما بين عامي 1950 و2010 ارتفع العمر المتوقع من 46 عامًا إلى 68 عامًا ويتوقع أن يترفع إلى 81 عامًا بحلول نهاية القرن، بفضل جهود منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية والاجتماعية المحلية، وهنالك حاليًا نحو 700 مليون نسمة تزيد أعمارهم عن 60 عاماً وبحلول عام 2050 يقدر أن يبلغ العدد بليوني نسمة وستكون الزيادة الملحوظة والأسرع في الدول النامية ويتوقع أن تصبح قارة آسيا المنطقة التي ستضم أكبر عدد من المسنين.
وأوضحت الحوسنية "تأسيساً على ذلك، يلزم إيلاء المزيد من الاهتمام للاحتياجات والتحديات الخاصة التي يواجهها العديد من المسنين . إضافة إلى إفساح المجال للمسنين للمساهمة التطوعية والاستفادة من خبراتهم في تطوير المجتمع، واعترافاً من المجتمع الدولي فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 106/ 45 في 14 ديسمبر 1990 الأول من أكتوبر من كل سنة يوما دوليا للمسنين ويكون موضوع الاحتفال تحت شعار محدد لتسليط الضوء على احتياجات المسنين ودورهم بالمجتمع. وقد اعتمدت الجمعية في عام 2002 خطة عمل مدريد الدولية المتعلقة بالشيخوخة للاستجابة للفرص والتحديات في ما يتصل بالشيخوخة في القرن الحادي والعشرين وتعزيز تنمية المجتمع لكل فئات العمرية".
وأشارت الحوسنية إلى أنّ الدول العربية ليست بمنأى عن هذه التوجهات الأممية للجمعية فقد وُضعت استراتيجيات إقليمية عدة بدأت منذ أواسط الثمانيات من القرن الماضي وحتى عام 2001 وإعلان الكويت لحقوق المسنين الذي صدر في المؤتمر الدولي لحقوق المسنين من منظور إسلامي والذي عقد في دولة الكويت ثم إصدار التوصيات في مجال الخدمات الصحية للمسنين في عام 2003 في بيروت هي إحدى ثمار هذه التوجهات، وبدأت سلطنة عمان  في تقديم  هذه الخدمات لهذه الفئة كمشروع تجريبي في الداخلية – نزوى بين عامي 2003 و2006 ثمّ تمّ تعميم التجربة على مستوى السلطنة وفي 30 من أكتوبر عام 2011 تم  تدشين البرنامج رسميًا، ومن أهم أهداف البرنامج: التوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن وتعزيز الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض وتوفير التكنولوجيا الملائمة والتأهيل وتدريب الموظفين في مجال رعاية المسنين وتوفير المرافق اللازمة لتلبية احتياجات كبار السن وحث المنظمات غير الحكومية والأسر لتقديم الدعم للمسنين لإتباع أسلوب صحي جيّد والتعاون بين المؤسسات الحكومية والأسر والأفراد لتوفير بيئة جيّدة لصحة ورفاهية المسنين، وإن كل ما يريده المسن العربي من مجتمعه هو أن يمنحه الحب والاحترام والتقدير والكرامة وتوفير الرعاية الصحية السليمة له, إذ يعتبر طول العمر إنجازًا من إنجازات الصحة العامة وليس مسؤولية اجتماعية واقتصادية فقط ومن خلال هذا البرنامج رعاية المسنين نتعهد جميعًا سواء كنّا أفرادا في وزارة الصحة أو وزارة التنمية أو أفراد في مجتمع أو في منظمات غير حكومية بضمان رفاهية المسنين والاستفادة من مشاركاتهم الهادفة في تنمية المجتمع كي نتمكن جميعًا من الاستفادة من معارفهم وخبراتهم.
وشهد الحفل تقديم عبد الله البريكي قصيدة شعرية، كما قدمت الدكتورة سلوى البلوشية المشرفة على البرنامج في المحافظة نبذة عن رعاية المسنين والخدمات المقدمة وقدم طلاب مدرسة الحواري بن مالك مسرحية عن المسنين وقدمت مجموعة الحاسوب عرضًا مرئيًا عن البرنامج، ثم افتتح سعادة الشيخ سيف بن مهنا الهنائي والي الخابورة المعرض المصاحب للفعالية.