مسقط - بثينة عبدالله الفورية-
تستعد "القرية الهندسيَّة" لفتح باب التسجيل في دورتها الصفيَّة التي تركز على الجانب التطبيقي في مجال الإلكترونيات والبرمجة.. ووجَّهت الدعوة إلى أولياء الأمور لاستثمار أوقات أبنائهم من خلال تسجيلهم في مختلف البرامج الصفيَّة. ويؤكد الفريق القائم على إدارة القرية الهندسية أنَّ للمسابقات العلمية دورًا كبيرًا في سدِّ الفجوة بين النظرية والتطبيق، وهي فرصة لتشجيع الطلاب على صقل مهاراتهم العلمية من خلال إحياء روح المنافسة بينهم.
... "القرية الهندسية" هي مشروع تشكَّل كمؤسسة تعمل شأنها شأن باقي المؤسسات التعليمية الأخرى، لكنه يُركز على تقديم الجانب العملي من المناهج العلمية، وهي مؤسسة عُمانية رائدة في مجال الإلكترونيات التطبيقية والبرمجة والحلول الهندسية، جاءت لتجسِّد حُلم شبابٍ واعد طموح يسعى لأن تصبح مؤسستهم الأكثر خبرة في مجال تقديم الخدمات المتعلقة بالإلكترونيات التطبيقية والبرمجة والحلول الهندسية مع نهاية العام الثالث من تأسيسها.
ومنذ عامها الأول، تخطو المؤسسة في سبيل تقديم خدمات ذات جودة عالية لعملائها؛ من خلال تقديم كافة وسائل الدعم كمستلزمات إلكترونية وتعليمية ودورات مختلفة، كما تفتح أجنحتها المعطاءة لتخدم الطلاب والطالبات من مختلف المؤسسات التعليمية كالمدارس والكليات والجامعات، وتخدم المبتكرين وهواة الربط بين الجانب العلمي النظري والجانب التطبيقي؛ لأنَّ هدفها خلق جيل قادر على إخراج منتجات مبتكرة ليست معتمدة فقط على ترديد المعلومات وتحليلها.
ولكلِّ فئة عمرية ،تقدم "القرية الهندسية" برامج خاصة، ويعمل فريق مؤسسة "القرية الهندسية" على دراسة الآليات والطرق التي تساهم في دعم فئة المبتكرين العُمانيين، ونشر ثقافة الابتكار لدى النشء العُماني، والدعوة لحب الاستكشاف من خلال الممارسات والتجارب.
ونفَّذت المؤسسة مؤخرًا النسخة الثانية من برنامج "خيركم من تعلم العلم وعلمه"؛ بهدف تنمية مهارات الشباب المبدعين، والوقوف إلى جانبهم لصقل مهاراتهم عن طريق اشتراكهم في الدورات التدريبية، وتوفير البيئة الخصبة من أدوات وقطع إلكترونية وورش عمل متكاملة.
وعن البرنامج، يقول أسامة البرام (أحد المنتسبين للقرية الهندسية، تخرَّج في نوفمبر الماضي): هو برنامج علمي رائع وممتع، أضاف إلى رصيدي المعرفي الكثير في مجال الإلكترونيات والبرمجة؛ حتى أصبحتُ قادرا على إدارة الوقت بشكل أفضل.
ويضيف أنور الجهوري: هذا البرنامج غيَّر أشياء كثيرة في داخلي، وعلمني الصبر على التعلم، وأعطاني قدرة أكثر على التحكم بالوقت والقدرة على تقديم الخدمات باحترافية.
ويمتدُّ هذا البرنامج لأربعة أِشهر ليتخرَّج بعدها المنتسب عضوًا في فريق "القرية الهندسية" في حال حصوله على نتائج متقدمة من قبل لجنة تخضع لعدة تقييمات. ويهدف البرنامج إلى تخريج شباب قادرين على تحويل المادة العلمية ونقلها إلى غيرهم بما يُساير رسالة القرية الهندسية وأهدافها. ومن المنتظر تخرُّج الدفعة الحالية من "برنامج خيركم من تعلم العلم وعلمه" في يونيو المقبل.
وأجرت "القرية الهندسية" مُؤخرًا دراسة لقياس مدى رضا الطلاب عن التدريب والتطبيق في مؤسساتهم الحكومية، وظهرت النتائج كالتالي: 83 بالمائة نسبة عدم رضاهم عن الجانب العلمي وأنهم يحتاجون إلى تكثيفه؛ فالجانب العملي يُساهم في ترسيخ المعلومة وتثبيتها عكس النظري، وإن وجد التطبيق والنظري معاً سيؤدي إلى رفع كفاءة الطلاب وزيادة مهاراتهم بما يتناسب مع سوق العمل، وجعلهم قادرين على خوض كافة مجالات الحياة. وطبِّقت الدراسة على 69 طالبا و56 خريجا من تسع كليات هندسية مختلفة في السلطنة.
ويسعى القائمون على إدارة القرية الهندسية إلى سدِّ الفجوات التي تحول دون استيعاب الطالب في المدرسة لما يُشرح في القاعات الدراسية؛ لذلك قام الفريق بإحياء فكرة تنظيم زيارة للمدارس ومنها مدرسة أم الخير بولاية إزكي ومدرسة أم هاني بولاية سمائل تعرفت الطالبات من خلالها على القرية الهندسية، وعقدت جلسات نقاشية حول الابتكار العلمي وفائدته للمجتمع وتشجيع الطلاب على الخوض في مجال الابتكار ويتخلل الزيارات بعض المسابقات والأنشطة العلمية المختلفة.
وتقدِّم "القرية الهندسية" من خلال موقعها الإلكتروني (www.ev-center.com) تسهيلات من خلال تنظيم حجز مواعيد رحلات وزيارات خاصة للمدارس والنوادي العلمية؛ بهدف تسهيل عملية التواصل. وتشجع "القرية الهندسية" مبادرات المدارس في الجانب التطبيقي؛ حيث تسعى بعض المدارس إلى سد الثغرة الحاصلة من خلال تزويد المدارس بمختبرات مهيئة وأدوات ووسائل لدعم الابتكارات والمبدعين، فإنَّ توافر الأدوات والبيئة المناسبة يُمكن الطلاب من الاستيعاب الجيد وتطور الابتكارات.
وتستعد القرية الهندسية لفتح باب التسجيل في دوراتها الصفية التي ستركز على الجانب التطبيقي، ودعت أولياء الأمور إلى استثمار أوقات أبنائهم في تسجيلهم في مختلف البرامج الصيفية، لا سيما وأن الإجازة الصيفية هي إحدى الفرص العظيمة للعمل على سد الفجوة ولها دور كبير في إبراز مواهب الطلاب واستغلال أوقات فراغهم، كما أنَّ الفريق سعيد بالإقبال المتزايد على القرية الهندسية والبرامج المقدمة بها.
ويؤكد الفريق القائم على إدارة "القرية الهندسية" أنَّ للمسابقات العلمية دورًا كبيرًا في سد الفجوة الحاصلة بين النظرية والتطبيق وهي فرصة لتشجيع الطلاب على صقل مهاراتهم العلمية من خلال إحياء روح المنافسة بينهم. وهذا يعني أن التدريب وصقل المهارة يأتي في الترتيب قبل العمل على تنفيذ المشروع؛ لذا فمن الضروري أن ينتبه المشرف وولي الأمر إلى أن تشجيع الطالب على الابتكار هو أمر غير منطقي في ظل غياب المهارات المطلوبة لتنفيذ المشروع. ويبادر الفريق بنصح المعلمين وأولياء الأمور للعمل على تطوير المهارات بأي طريقة كانت حتى يتمكن الطلاب من الإبداع والابتكار.