مسقط – الرؤية -
تجري الشركة العمانية لخدمات الصرف الصحي "حيا للمياه" دراسة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس لبحث إمكانية استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في مختلف المجالات الحيوية واستحداث أساليب وخيارات صديقة للبيئة.
وتعالج (حيا للمياه) نحو 20 مليون جالون يومياً من مياه الصرف الصحي، التي تعد بعد معالجتها مصدرا من المصادر الحيوية للمياه البديلة الواجب الاعتناء بها واستثمارها واستغلالها الاستغلال الأمثل.
وتعد بلدية مسقط أحد أهم المستفيدين من هذه المياه المعالجة في ري الحدائق والمنتزهات وتشجير الشوارع في محافظة مسقط، كما تستفيد ملاعب الجولف في المحافظة من هذه المياه في ري الملاعب وتعشيبها، حيث تسعى حيا للمياه إلى توسيع مجال استغلال هذه المياه وتوثيق خطواتها بالبحث العلمي.
وتشمل الدراسة عدة مجالات قابلة لإعادة استخدام المياه تمثلت في المجال الزراعي والحضري، والصناعي، والحقن الجوفي، وإنتاج الطاقة، إضافة إلى الاستعمال المنزلي المباشر وغير المباشر.
ويعد الهدف الرئيسي من الدراسة هو ضمان جودة المياه المعالجة المنتجة ومطابقتها لمعايير الجودة العمانية (القرار الوزاري 145/93) والعالمية (USEPA) اللازمة لإعادة استخدامها في أيٍ من المجالات، فضلا عن دفع عجلة النمو الاقتصادي الوطني عن طريق توفير بدائل للمياه التي تمت تحليتها وتوفير الأخيرة من أجل الاستخدام البشري والاستخدامات المنزلية المتعددة.
وأسفرت الدراسة عن نتائج مشجعة؛ حيث أكدت جودة المياه المعالجة وأنها وجدت صالحة للاستخدام الزراعي الحقلي بشكل خاص نظراً لمطابقتها لمستويات الجودة للمعايير العالمية ((USEPA في المجال الزراعي.
وتماشيا مع نتائج هذه الدراسة، قامت جامعة السلطان قابوس باختبار خمسة أنواع من المحاصيل التي تمّ ريِها بتلك المياه المعالجة ومنها: الرمان، والمانجو، والليمون، والتين، والتوت أو ما يدعى محليا بــ (الفرصاد). وعلى ضوء ذلك، تم فحص عينات من أوراق هذه المحاصيل إضافةً إلى فاكهتها، حيث كشفت تلك النتائج عن إمكانية استخدام المياه المعالجة في المجال الزراعي مع المراقبة المستمرة لجودة المياه وجودة الناتج من المحاصيل.
وفيما يتعلق بالمجال الصناعي، فقد أشارت النتائج عامة أن هذه المياه المعالجة يمكنها أن تكون بديلا مناسبا لاستخدامها في عمليات التبريد المركزي وتثبيت التربة وصناعة الأنسجة والأوراق وغيرها، فضلا على إمكانية استخدامها في عملية الحقن الجوفي على ساحل الباطنة للمساهمة في الحد من الملوحة وتداخل مياه البحر بالمياه الجوفية.
وقامت الجامعة بمحاكاة عملية الحقن الجوفي باستخدام برنامج محاكاة لحركة المياه الجوفية تدعى تقنيا باسم ((GMS/ MODFLOW حيث تبين من نتائج هذه العملية أن عملية الحقن الجوفي باستخدام المياه المعالجة يعد خياراً صائباً لتخفيف تغلغل المياه المالحة وتلوث المياه وإعادة استصلاح الكثير من الأراضي الزراعية المهجورة، حيث يساهم ذلك في الحد من نسبة الملوحة في ساحل الباطنة بعدما وصلت إلى مستويات عالية جدا بالإضافة إلى تلوث المياه الجوفية نتيجة لما يتسرب إليها من مياه الصرف الصحي من المنازل أدت إلى هجر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وموت المحاصيل وحتى أشجار النخيل لكثرة الطلب على مياه الري وشح العائد إليها من مياه الأمطار التي تغذي الخزانات الجوفية.