الزيارة التي يقوم بها حاليًا للسلطنة جلالة الملك خوان كارلوس الأول ملك مملكة إسبانيا، تأتي تتويجاً لعلاقات الصداقة الوطيدة القائمة بين البلدين، وترجمةً لحرص قيادتي البلدين على الارتقاء بمستوى التعاون القائم بينهما، إلى آفاق أرحب؛ بما يُحقق المزيد من المصالح المشتركة للشعبين العُماني والإسباني الصديقين.
ومنذ فجر النهضة المُباركة، يُولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- اهتماماً عظيماً بتعزيز وتدعيم علاقات السلطنة مع مختلف دول العالم، في إطار نهج حكيم، يقوم على ضرورة إرساء قيم التعاون في العلاقات الدولية لخدمة مصالح الشعوب، وسيادة الأمن والسلام ربوع العالم. ولقد أثمرتْ هذه السياسة الخارجية الحكيمة عن العديد من الثمار اليانعة، وحقَّقت نتائج طيِّبة، وبوَّأت السلطنة مكانة مرموقة في أسرتها الدولية.
وتكتسب زيارة ملك إسبانيا للسلطنة -التي تأتي تلبية لدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه- أهميَّة استثنائية، وتمهِّد للمزيد من التعزيز للعلاقات القائمة بين البلدين، والارتقاء بمستوى التعاون القائم بين البلدين إلى آفاق أرحب، بما يُكافئ تطلعات قيادتي البلدين، ويُحقق المصالح المشتركة لشعبيهما الصديقين.
... إنَّ قنوات التعاون بين السلطنة وإسبانيا لا تنحصر في مجال محدد، بل تتسع لتشمل عدة قطاعات؛ منها: التجارة، والاستثمار، والسياحة، والتعليم، والصناعات المختلفة...وغيرها من القطاعات الحيوية؛ مما يجعل إسبانيا شريكًا استراتيجيًّا وسوقًا مُستهدفة للمصدِّر العماني.
ويتمتَّع البلدان بإمكانات تؤهلهما للتعاون في العديد من المجالات، خاصة الجانب الاقتصادي والعلاقات التجارية والشراكات الاستراتيجية والفرص الاستثمارية، خاصة في قطاعات الصناعة والسياحة وتقنية المعلومات، إضافة إلى توظيف المشاريع القائمة والمناطق الاستثمارية الواعدة في السلطنة بما يخدم البلدين. كما أنَّ المجال مُتاح لتحقيق مزيد من المبادلات التجارية؛ من خلال تفعيل دور غرفتي التجارة والصناعة في البلدين، وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال، إضافة إلى تشجيع المشاركة في المعارض التجارية الدولية وتبادل المعلومات الاقتصادية. ومُحصِّلة كل ذلك فتح آفاق واسعة للمزيد من النمو والازدهار للعلاقات العمانية-الإسبانية.