في ظل توافر العديد من الأندية والصالات الرياضية بالسلطنة لخدمة الأصحاء من الذكور والإناث، يتدرَّبون بها ويمارسون هواياتهم ويطوِّرون مواهبهم الرياضية، بينما لا نسمع عن نوادٍ رياضية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي ملاحظة طرحها أكرم بن سيف المعولي عضو باللجنة الخليجية للإعاقة، في سؤال عبر "تويتر": هل تؤيد إنشاء نادٍ رياضي لذوي الإعاقة في السلطنة؟.. و"الرؤية" بدورها تعيد طرح السؤال "الأمنية" على نطاق أوسع.. أملا في توصيل هذا المطلب إلى من يهمه الأمر.
مسقط - بثينة عبدالله الفورية
"الإنسان لا تمنعه الإعاقة عن الوصول إلى أهدافه أبدا".. يقولها السيد هلال بن بدر البوسعيدي (طالب ماجستير هندسة علوم المواد بجامعة ليفربول)، ردًّا على سؤال "الرؤية".. ويضيف: "كم من شخص معاق سجل له التاريخ اختراعًا واكتشافًا وخير مثال معزوفات بيتهوفن، وغيرها من النماذج التي تحدَّت الإعاقة؛ لذلك فإن إنشاء نادٍ رياضي لذوي الإعاقة قد يبرز لنا مواهب مدفونة، فمقولة: العقل السليم في الجسم السليم، ليست مطلقة، وإنما لكل شخص ميول وهوايات والنادي سيكون مصدر إلهام لصقل هذه المواهب وتبنيها.
ويضيف: النادي سيوفر فرص عمل للباحثين عن عمل من ذوي الإعاقة، بدءا من مرحلة التدريب وحتى العمل على تطوير الميول؛ فبعض الوظائف لا تحتاج إلى حركة كثيرة وحيث إنَّ النادي بيئة مناسبة لعمل ذوى الإعاقة، فسيزيد ذلك من إنتاجيته ومن أداء عمله بشكل أفضل؛ حاله كحال أي شخص صحيح؛ فالعمل ليس حكرا على فئة دون فئة أخرى، وجاء تحديد نسبة من العمل لذوي الإعاقة لدعمهم وتشجيع انخراطهم في سوق العمل وقد يتطور ويبدأ بتكوين مؤسسته بنفسه فيما بعد.
المساواة في الحقوق
ويقول أكرم بن سيف المعولي (عضو بالجمعية الخليجية لذوي الإعاقة): إن أهمية هذه النوادي تكمن في ضمان المساواة في الحقوق بين الجميع برعاية الدولة؛ حيث إن الأفراد من ذوي الإعاقة لديهم طاقات وإمكانيات ورغبات حالهم كحال الآخرين، والأندية بشكل عام تلعب دورا مهمًّا في إبراز المبدعين في مجالات مختلفة من الرياضات وتنمي القدرات البدنية والذهنية لهم.
ويضيف المعولي: تتطور أنشطة النوادي الرياضية لتشمل أنشطة ثقافية؛ من شأنها أن تستثمر أفكار هذه الفئة من المجتمع في مجالات متعددة؛ مثل: الإدارة والأعمال, وبإمكان هذا النادي أن يساهم في دمج هذه الفئة بالمجتمع من خلال الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
متنفس للرياضيين
وردًّا على السؤال نفسه، يقول سالم بن عبدالله الكندي (واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة): النادي سيكون متنفسًا للرياضيين؛ ففيه صقل للمهارات، وبوجوده تظهر إبداعات المعاقين، ويتم التركيز عليها بشكل أكثر. وعلى سبيل المثال، فإن وجود مجمع السلطان قابوس-ببوشر، ساعد على إبراز مهارات اللاعب المتميز ولو خُصص لنا نادٍ متخصص يشمل الألعاب بأنواعها كملعب الترتان للجري بالكراسي المتحركة، وصالات مغلقة لكرة السلة، ورفع الأثقال والمبارزة بالسيف، وكرة السلة بالكراسي المتحركة، والجري بالكراسي وملاعب خارجية لرياضات الجُلة والرمح، إضافة إلى صالات مخصصة للمسابقات الثقافية وألعاب الشطرنج والسباحة والصالات الخدمية الأخرى، فإن من شأن كل ذلك أن يعمل على استخراج مواهب وطاقات شبابية قادرة على المنافسة.
وأكد الكندي على أهمية وجود مشرف متخصص لمساعدة ذوي الإعاقة وتدريبهم على الرياضات التي يرغبون بها، إلى جانب وجود طبيب خاص لمعاينة حالتهم مبدئياً والإشراف عليهم وقت التمارين والسفر معهم عند المشاركات الخارجية والداخلية. ويتابع الكندي: "ناد واحد كبير ومتخصص في السلطنة كفيل بتخريج آلاف من المواهب وتنميتها، وفي حال تزايد أعداد المشاركين والموهوبين، فلا مانع من زيادة عدد هذه النوادي، طالما أن المواهب سترفع اسم السلطنة عاليا في المحافل الدولية والإقليمية".
تأمين سلامة ذوي الإعاقة
أما ماجدة بنت صابر البلوشية (واحدة من ذوي الإعاقة)، فتقول: "نطمح أن يكون لذوي الإعاقة نادٍ رياضي مهيَّأ يمارسون فيه مواهبهم الرياضية ويساعد على تنمية القدرات البدنية والحركية، وله الأثر الإيجابي في الصحة النفسية. وهذا النادي يمكن أن يخلق تفاعلا كبيرا بين ذوي الإعاقة وغيرهم من الأصحاء، وإذا توافر هذا النادي فإنني أقترح كوني مرأة أن يكون هناك قسم خاص للنساء من ذوي الإعاقة حتى تسهل عليهن ممارسة أنشطتهن براحة، وأتمنى توفير كافة سبل الراحة لنا كي نبدع ونمارس مواهبنا بسهولة".
وعن أهمية المدرب المختص تقول البلوشية: من المهم أن يشرف علينا مشرفون مختصون ومدربون مؤهلون عند تأدية مواهبنا الرياضية، فوجود المختصين سيؤمن سلامة الأشخاص ذوي الإعاقات أثناء ممارسة التمارين". وتضيف: ناد واحد غير كاف؛ وذلك لعدة أسباب؛ أولها: مدى صعوبة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة وصعوبة تنقلهم من مكان إقامتهم إلى مكان النادي، وكلنا يعلم البعد الجغرافي لطبيعة سلطنة عمان حيث يصعب على الشخص المعاق التنقل، لذلك من الضروري وجود أندية رياضية مهيأة ومعدة جيدا في مختلف ولايات السلطنة لإتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الاعاقة لممارسة هواية الرياضة، وليس من الضروري أن يكون هناك نادٍ خاص ومستقل لذوي الإعاقة، ولكن يمكن تهيئة الأندية الرياضية الحالية في مناطق السلطنة لتسهيل استخدام الأشخاص ذوي الإعاقة لهذه الأندية".
تحقيق مراكز متقدمة
وتقول هدى محمد عيسى البلوشية (معلمة علوم فيزياء بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين): سأكون سعيدة جدا إذا تم إنشاء أندية رياضية مختصة بذوي الإعاقة، بحسب معايشتي للمكفوفين فهم يحققون مراكز متقدمة في مشاركاتهم الخارجية دون وجود نوادٍ لهم، فكيف أن سنحت لهم الفرصة وأصبحوا تحت مظلة واحدة يمارسون مواهبهم".
وتضيف: "بالرغم من وجود أندية كنادي الأمل بمسقط، إلا أن ذوي الإعاقة بحاجة إلى ناد كبير ومتخصص يضم هذه الفئة التي يعول عليها في تحقيق إنجازات هائلة.
وعن نادي الأمل بمسقط، يقول عدنان بن مبارك العويدي (مدرس رياضة): تم الانتهاء من إنشائه، ومن المنتظر أن يضم جميع الإعاقات ويسهل لهم ممارسة الأنشطة والفعاليات الرياضة وسوف يرى النور قريبا؛ لأن الرياضة بالنسبة للمعاقين تعتبر متنفسا مهما، مما يجعلهم ينظرون إلى المجتمع المحيط نظرة إيجابية فضلا عن دعم الجانب النفسي والبدني، كما توجد لجنة بارالمبية بالسلطنة تعنى بذوي الإعاقة الحركية والبصرية والمصابين بالشلل الدماغي ولهم اتحادات دولية ومشاركات إقليمية مختلفة ومتعددة.
فرص عمل خاصة
ويقول أكرم بن سيف المعولي: كل منشأة تُعنى بذوي الإعاقة سوف تتطلب كوادر بشرية مختصة في مجال واحتياجات الافراد من ذوي الإعاقة، وحيث إن من هذه الفئة من هم أكثر دراية ووعيًا بما يحتاجونه في كل منشأة تعني بشؤونهم؛ سواء كانت رياضية أو غيرها؛ فإن إنشاء نادٍ رياضي لذوي الإعاقة سوف يوفر العديد من الوظائف الدائمة أو الموسمية لهم.