أبوجا - الوكالات
على الرغم من تأكيد وزيرة المالية النيجيرية نجوزي اكونجو اويلا استعداد بلادها لتأمين المنتدى الاقتصادي العالمي حول إفريقيا، المقرر عقده الأربعاء المقبل في أبوجا، والذي يهدف إلى بحث تعزيز النمو الاقتصادي لإفريقيا، تبقى المخاوف من تأثير انهيار الوضع الأمني في نيجيريا على أعمال المنتدى، مشروعة ومبررة باستمرار سيل الدماء في شوارع أبوجا.
وهي المخاوف التي تفسر إعلان السلطات النيجيرية، أمس الأول، إغلاق كل المدارس والمكاتب الحكومية في العاصمة النيجيرية "أبوجا"، خلال انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي حول إفريقيا الأربعاء المقبل، وفقاً لأوامر رئاسية أعقبت الهجمات الأخيرة التي وقعت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في "أبوجا" وتسببت بمقتل نحو مئة شخص واختطاف مئات الفتيات. وجاء في بيان للرئاسة النيجيرية: إنه تم اتخاذ هذا الإجراء لتخفيف الضغط عن العاصمة وتسهيل حركة المرور خلال المنتدى الذي سيعقد في "أبوجا" مدة ثلاثة أيام.
وقالت الحكومة النيجيرية: إنها ستنشر ستة آلاف جندي لتوفير الأمن خلال انعقاد المنتدى، بينما أكد الرئيس النيجيري "جودلاك جوناثان" جاهزية القوات الأمنية لحماية المشاركين في المنتدى.. وتكافح نيجيريا العنف المتزايد من المتشددين الإسلاميين الذي تسبَّب في مقتل آلاف على مدى الأعوام الخمسة الماضية. وكان مسلحون من جماعة بوكو حرام المتشددة اقتحموا في 14 من أبريل مدرسة ثانوية للفتيات في قرية شيهوك بولاية بورنو النيجيرية وحملوا الفتيات في شاحنات واختفوا في منطقة نائية على الحدود مع الكاميرون. وأثار هجومان بقنابل على مشارف العاصمة أبوجا مخاوف أمنية قبل انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي لإفريقيا الذي سيقام بين 7 و 9 مايو الجاري.
ولا يزال نشاط جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة، التي تسعى لإقامة دولة إسلامية في نيجيريا، محصورا في شمال شرق البلاد رغم أنها نفذت هجمات في الشمال وفي العاصمة وفي وسط البلاد. ولم يسبق أن هاجمت الجماعة لاجوس التي يسكنها 21 مليون نسمة رغم أن زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو هدد بتنفيذ ذلك.
وكانت وزيرة المالية النيجيرية قد أكدت في تصريح السبت الماضي، تعليقًا على الانفجار الذي هز منطقة (نيانيا) بالعاصمة، واختطاف عشرات الفتيات من مدرسة بولاية بورنو منذ أكثر من أسبوعين، إن الرئيس جودلاك جوناثان أكد جاهزية القوات الأمنية لحماية المشاركين في المنتدى.
ومن جانبها، أبلغت الحكومة النيجيرية، السفراء الأجانب المعتمدين بأبوجا، استعدادتها لتأمين المنتدى الاقتصادي العالمي حول إفريقيا؛ وذلك خلال اجتماع عقده السفير مارتين اموبهي وكيل وزراة الخارجية ، مع السفراء بالعاصمة أبوجا بحضور رئيس هيئة الدفاع المارشال اليكس باديه والمفتش العام للشرطة محمد أبو بكر، إضافة إلى مدير العمليات بالمخابرات. وقال السفير مارتين اموبيهي -في تصريحات بعد الاجتماع- إن الدعوة وجهت إلى رؤساء 25 دولة إفريقية، إضافة إلى رؤساء تركيا والبرازيل واندونيسيا وعدد من الشخصيات من دول مختلفة.
ومن ناحية أخرى، حذرت السفارة الأمريكية بأبوجا من هجوم إرهابي محتمل على فندق شيراتون فى مدينة لاجوس العاصمة الاقتصادية للبلاد ، وذكر بيان للسفارة الليلة الماضية أن هناك احتمالا بأن يقوم إرهابيون بالاعتداء على الفندق.
وكان الخميس الماضي، قد شهد انفجار ما يشتبه بأنه سيارة ملغومة على مشارف العاصمة النيجيرية أبوجا، أسفرت عن مقتل 15 شخصا على الأقل. ووقع الانفجار في بلدة نيانيا إحدى ضواحي أبوجا بالقرب من موقع هجوم بقنبلة على محطة حافلات في ساعة الذروة الصباحية قتل فيه 75 شخصا على الأقل الشهر الماضي. وأعلنت جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة مسؤوليتها عن هجوم 14 من أبريل. وتشن الجماعة حملة تمرد على حكومة الرئيس جوناثان جودلاك.
وأضاءت ألسنة اللهب المنطقة المحيطة بالانفجار التي تناثرت فيها الدماء والجثث وانطلقت صافرات الإنذار. وقال شاهد إنه أحصى ما لا يقل عن 15 جثة في مسرح الانفجار الذي هز الأرض بالقرب منه.
وقالت متحدث باسم المصلحة الوطنية لإدارة الطوارئ مانزو إيزيكييل إنه تم نقل تسع جثث على الأقل و11 مصابا بإصابات خطيرة إلى المستشفى. وعولج مصابون آخرون في موقع الحادث. وكانت جماعة بوكو حرام التي تسعى إلى إقامة جيب إسلامي في نيجيريا أكبر منتج للنفط في إفريقيا قد هددت بمزيد من الهجمات بعد تفجير 14 من أبريل.
ويسبب أحدث هجوم إحراجا لحكومة الرئيس جوناثان جودلاك التي كانت قد أعلنت عن اجراءات أمنية واسعة لحماية المنتدى الاقتصادي العالمي لإفريقيا المقرر إقامته في الفترة من السابع إلى التاسع من مايو في أبوجا. ويحضر المنتدى لفيف من زعماء العالم وكبار رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الخيرية.
وكانت الولايات المتحدة قد حذَّرت رعاياها من خطة لمهاجمة أحد فندقي شيراتون قرب لاجوس المركز التجاري الرئيسي في نيجيريا التي تجتذب الكثير من رجال الأعمال الأجانب ولم تشهد حتى الآن أعمال العنف التي ينفذها إسلاميون متشددون في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية -في بيان على موقعها الإلكتروني- إن من يقف وراء هذا المخطط هم "جماعات ذات صلة بالإرهاب". وأوضحت الوزارة في بيانها "منذ أواخر أبريل تخطط جماعات ذات صلة بالإرهاب لشن هجوم غير محدد ضد فندق شيراتون في نيجيريا قرب مدينة لاجوس." وأضافت: "لا تتوافر معلومات حول أي من فندقي شيراتون في لاجوس سيكون هدفا محتملا للهجوم.. لا توجد معلومات أخرى تتعلق بتوقيت الهجوم أو طريقة تنفيذه".
وعرضت الولايات المتحدة مساعدة نيجيريا وهي واحدة من حلفاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين التي تحارب جماعة بوكو حرام التي ذكرها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاسم في كلمة أمام منتدى في أديس أبابا. ووصف مسؤول أمريكي كبير يرافق كيري ذلك الدعم لنيجيريا بأنه واسع وقال إنه يشمل مساعدة الحكومة على تحسين التنسيق بين قطاعات الأمن.
وأضاف المسؤول بأنه من المقرر أن يزور فريق أمريكي يضم مسؤولين من وزارة الخارجية والقيادة المعنية بإفريقيا في الجيش الأمريكي نيجيريا "لإجراء مباحثات معهم حول الطريقة التي يمكن أن نساعد بها "في محاربة هذه الجماعة".