تويت
مسقط - إبراهيم الفارسي
توصلت دراسة علمية للدكتور عبيد الشقصي رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس إلى أن شباب دول الخليج يعتمدون في أوقات الأزمات على القنوات الفضائية أكثر من الوسائل الأخرى، إلى جانب بروز "الواتساب" كأحد أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها الشباب أثناء الأزمات.
وشملت الدراسة التي حملت عنوان "مدى اعتماد الشباب الخليجي على وسائل الاتصال التقليدية والحديثة أثناء الأزمات" خمس دول خليجية وهي سلطنة عمان، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، والكويت وقطر. وأظهرت النتائج إن أكثر الأزمات التي تشكل تهديدا للفرد والمجتمع هي أزمات الصراعات والحروب، والأزمات الصحية وأزمات الفساد المالي والإداري.
ويرى العمانيون أكثر من غيرهم أن الأزمات الطبيعية المتمثلة في الأعاصير والفيضانات تشكل تهديدًا كبيرًا، كما أظهرت النتائج أن دوافع الفهم والتوجيه تتصدر بقية الدوافع وقد ارتبطت التأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية لدى الشباب بهذين الدافعين. ووجد صاحب الدراسة أن وسائل الاتصال تحقق دوافع مختلفة بناء على نوعية الوسيلة، بينما ارتبطت القنوات الفضائية بتحقيق دافع الفهم، وارتبط الراديو بتحقيق دافع التوجيه والتسلية. وأوضحت نتائج الدراسة أن الشباب الخليجي يعتمد على الوسائل التي تتميز بالموضوعية والمهنية أكثر من غيرها، لكن على الرغم من أن القنوات الفضائية تمثل الوسيلة الأبرز التي يعتمد عليها الشباب أثناء الأزمات، إلا أنها ارتبطت بالسرعة في تقديم المعلومة والتفاعلية وليس بالموضوعية والمهنية، بينما ارتبطت الصحف والراديو بالموضوعية والمهنية، وارتبط "فيس بوك وتويتر" بالخصوصية وعدم الرقابة، و"الواتساب" بالتفاعلية والسرعة وعدم التحيز والانتماء لجهة معينة. وأثبتت النتائج صحة الفرضيات التي تبنتها الدراسة، إذ أكدت على وجود علاقة موجبة بين التهديد الذي تشكله الأزمة والاعتماد على وسائل الاتصال بين تهديد الأزمة والرغبة في تحقيق دوافع الفهم والتوجيه من خلال الاعتماد على وسائل الاتصال.
وأكدت النتائج أيضا ارتباط التأثيرات المعرفية والسلوكية والوجدانية بدافعي الفهم والتوجيه. وتوصي الدراسة بأن تركز دراسات الاعتماد اللاحقة على دراسة دور المضامين في تحقيق الدوافع والتأثير على الجمهور.
وهدفت الدراسة المسحية إلى التعرف على مدى اعتماد الشباب في المجتمعات الخليجية على وسائل الاتصال المختلفة أثناء الأزمات ودوافع اعتمادهم عليها والتأثيرات المترتبة على هذا الاعتماد، مع الوضع فى الاعتبار وجود فروق في درجة اعتماد الشباب على وسائل الاتصال المختلفة بناء على جنسيتهم، وجنسهم، وأعمارهم، ومستوى الدخل، وعضويتهم من عدمه في جمعيات واتحادات.
يشار إلى أن الدراسة أجريت على عينة مكونة من 793 طالبا وطالبة جامعيون في الخمس دول الخليجية، وتم جمع البيانات بواسطة استمارة استبيان تضمنت عددا من المتغيرات أبرزها متغير وسائل الاتصال التي يعتمد عليها الجمهور، والتهديد الذي تشكله الأزمات المختلفة، ودوافع الاعتماد على وسائل الاتصال، والتأثير الناجم عن الاعتماد إضافة إلى الخصائص التي تتميز بها الوسائل التي يعتمد عليها الشباب.