يستذكر العالم هذه الأيام ذكرى النكبة، والتي تعد واحدة من أفظع المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث أقدم الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948على اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتشريده خارج دياره، وهدم معالم مجتمعه السياسية والاقتصادية والحضارية.
إنّ ذكرى النكبة التي تحل في الخامس عشر من مايو من كل عام، تقف شاهدًا على فظاعة الاحتلال حيث إنه واكب عمليات التهجير الجماعي، عشرات المجازر وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم القرى وتدمير المدن . وقد سبق النكبة، أعمال إجرامية ارتكبتها العصابات الصهيونية التي عملت قتلاً وفتكًا بحق أبناء الشعب الفلسطيني .
إن إحياء ذكرى النكبة السادسة والستين، تذكير متجدد للعالم بالظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني، ومناسبة للتأكيد على أنّ هذا الشعب والعرب جميعًا وكل الضمائر الحيّة في العالم لم تنس هذه المأساة التي دفع ثمنها الشعب الفلسطيني من دمه واستقراره.. والذكرى بمثابة ناقوس يدق في عالم النسيان ليذكر الجميع بأن العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم، ولا تنال منه التعميات الإسرائيلية، ومحاولات الاحتلال فرض الأمر الواقع..
إنّ إحياء هذه الذكرى، ينبغي أن يكون بحجم الحدث الذي سبب ألمًا تاريخيًا للشعب الفلسطيني، كما إن إحياء الذكرى يعد ترسيخًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وحفاظًا على هويته في وجه الاحتلال وجرائمه المستمرة، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله وكفاحه، ولن يرضخ للاحتلال، أو يركع لسياساته القمعية التي تتصاعد يومًا بعد آخر بحق هذا الشعب الأبي ويبعث الشعب الفلسطيني بإحيائه ذكرى النكبة رسالة للعالم، تؤكد على تمسكه بكافة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق العودة.