نزوى - سعيد الهنائي
رعتْ معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، أمس، حفل افتتاح مبنى المقر الجديد لجمعية النور للمكفوفين لفرع الجمعية في محافظة الداخلية، وتم الاحتفال في نيابة بركة الموز بولاية نزوى. وحضر الاحتفال عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة المستشارين والوكلاء، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وسعادة الشيخ والي نزوى، وجمع من المدعوين والأهالي وأعضاء الجمعية.
وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى سعود بن سالم بن شيخان العزري رئيس جمعية النور للمكفوفين، كلمة؛ قال فيها: "إنه لشرف عظيم أن نحن نحتفل بهذا اليوم الأغر الذي كنا ننتظره بفارغ من الصبر، هذا اليوم الذي كنا نحلم فيه ونتطلع إليه، إنه يوم افتتاح مبنى جمعية النور للمكفوفين بمحافظة الداخلية". وأضاف بأن افتتاح هذا المبنى لم يأتِ من فراغ، وإنما بعد تضافر الجهود المخلصة والمساعي الخيرة من قبل أعضاء الجمعية والداعمين لهذا المبنى من الشركات والأفراد وأصحاب الخير والأيادي البيضاء.
وأوضح أن جمعية النور للمكفوفين -منذ إنشائها- سعت سعيا حثيثا إلى أداء رسالتها وتقديم أفضل خدمة للمكفوفين ورعايتهم وتأهيلهم وتدريبهم والوقوف إلى جانبهم، حتى يصبحوا قادرين على ممارسة حياتهم اليومية، أسوة بأقرانهم من أفراد المجتمع، لذلك نناشد القطاعين الحكومي والخاص بتقديم المزيد من الدعم لهذه الجمعية. وأشار إلى أن افتتاح هذا المبنى سيشكل نقلة نوعية في مسيرة العمل التطوعي النبيل الذي دعانا إليه ديننا الإسلامي الحنيف ورغَّبا فيه، وحثنا عليه ابن عمان البار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
وأضاف: إن الأمة لا يعلو شأنها، ولا ترتفع كلمتها، ولا يُبنى مجدها، إلا من خلال وجود أفراد متعلمين قادرين على بنائها والنهوض بها والسير بها قدما إلى أعلى درجات المجد والرقي وتصبح الأمة قويه البنيان شامخة الأركان، ومن هذا المنطلق فإن افتتاح هذا المبنى سوف يساهم إسهاما كبيرا في دفع عجلة التقدم والتطور والرقي؛ من خلال ما يقدمه من تدريب مهني وعلمي وتقني مدروس لكافة منتسبي هذه الجمعية وجعلهم قادرين على تحقيق الشراكة المطلوبة وبذل المزيد من الجهد والعطاء خدمة لهذا الوطن المعطاء ورفعة شأنه.
وبعدها، قدَّم أطفال "بيت نمو الأطفال" ببركة الموز، وطلاب مدرستي موسى بن علي وبركة الموز للتعليم الأساسي أوبريت بعنوان "إرادة بلا حدود"، ثم قصيدة شعرية قدمها محمود بن ناصر الصقري. وبعدها، تم تقديم عرض مرئي عن مسيرة وانجازات الجمعية. ثم قامت معالي الدكتورة راعية الحفل بتكريم عدد من الأفراد والمؤسسات المساهم والداعمة لأنشطة وبرامج الجمعية، كما قامت معالي راعية الحفل بتسليم أجهزة برايل للمجيدين والمتفوقين.
وقالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم: "نهنئ الجمعية على افتتاح الفرع بمحافظة الداخلية، ونوجه كل الشكر والتقدير لكافة العاملين في الجمعية على الخدمات التي قدموها وسيقدموها من خلال هذا المبنى". وأكدت أن هذا المبنى سيعزز إمكانيات الجمعية في تقديم الخدمات التعليمية والتدريبية والترفيهية لذوي الإعاقة البصرية، ولكافة أفراد المجتمع، وفي الوقت ذاته أتوقع أن يفتح المجال لمن يرغب من المواطنين القيام بالعمل التطوعي، كما أن الوزارة ستشجع كافة العاملين والطلاب للمشاركة في هذا العمل، كما أن هناك مناهج قائمة لهذه الشريحة في معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، فضلا عن أن الوزارة بدأت تتوسع في برنامج الدمج، ونتوقع أن هذه الفئة تحديدا ستحظى باهتمام خلال السنوات المقبلة.
ويضم المبنى الجديد مجموعة من المرافق الحيوية التي تتناسب وخصوصية ذوي الإعاقة؛ حيث تجاوزت تكلفة الإنشاء أكثر من ثلاث مائة الف ريال عماني بدعم سخي من شركات ومؤسسات القطاع الخاص والأهالي اصحاب القلوب والأيادي الخيرة في صورة أعطت دلالة على حجم الجهود التي تبذل من مختلف القطاعات في إطار المسؤولية المجتمعية التي ينتهجها القطاع الخاص في دعمه لمختلف الشرائح المجتمعية.
ويضم المبنى قاعات للتدريب والتأهيل وقاعة لمختلف المناسبات تتسع لنحو 300 شخص ملحقا بها مسرح وصالات رياضية وملاعب خاصة بهذه الفئة ومرافق للاقامة والترفيه، الأمر الذي يشكل علامة فارقة في حياة المكفوفين في المحافظة، كما أن المبنى الجديد يشكل نقطة انطلاقة جديدة لممارسة الأنشطة النوعية والانطلاق بالعمل التطوعي نحو آفاق جديدة.