عمان (الأردن) - رياض السيابي
انطلقت صباح أمس السبت في العاصمة الأردنية عمّان، أعمال المؤتمر الوزاري العربي" الأولويات الاجتماعية للمنطقة العربية لأهداف التنمية المستدامة"، والذي تشارك فيه السلطنة بوفد يترأسه معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية. وبدأ افتتاح المؤتمر - والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية بالتعاون مع جامعة الدول العربية " الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب " - بكلمة لمعالي ريم ممدوح أبو حسان وزيرة التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية ورئيسة الدورة الـ 33 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، أوضحت فيها أن ترأس الأردن لأعمال هذه الدورة لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب قد تمخض عنه الكثير من القرارات الداعمة لمسيرة العمل الاجتماعي المشترك أبرزها: تقديم دعم مالي من الصندوق العربي للعمل الاجتماعي للدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، وإعداد استراتيجية عربية للحد من الفقر في ضوء الأهداف التنموية العالمية الجديدة لمرحلة ما بعد عام 2015م، وترتيب الأولويات التنموية الاجتماعية العربية وفقاً لأجندة التنمية المستدامة المتوافق عليها دوليًا. وأشارت معاليها إلى أن التقارير العلمية بشأن مدى تحقيق دول العالم للأهداف الإنمائية للألفية تؤكد أن بعض هذه الأهداف بعد قياسها في ضوء مؤشرات أدائها الفعلية والمستهدفة لم تتحقق على أرض الواقع، مما استلزم قيام الأمم المتحدة في عام 2012م بعقد مؤتمر حول التنمية المستدامة في البرازيل، وقد شاركت فيه غالبية دول العالم، والتي توصلت إلى ضرورة وضع خارطة طريق تنموية جديدة للعالم تأخذ بعين الاعتبار ما لم يتحقق من الأهداف الإنمائية للألفية وغيرها من الأولويات الأخرى التي يفرضها نهجا حقوق الإنسان والإدارة الرشيدة، وتدفع بها الأحداث الدولية والإقليمية التي منها الحروب والصراعات المسلحة وتداعياتها المختلفة كتداعي اللاجئين الباحثين عن أمنهم الإنساني والذي شهده الأردن عبره تاريخه السياسي الحديث والمعاصر أربع مرات كانت المرة الأولى في 1948 التي شهدت موجة اللجوء الفلسطيني، بينما كانت المرة الثانية في عام 1976 التي شهدت موجة اللجو اللبناني ، في حين كانت المرة الثالثة في عام 2003م وما تلاه من أعوام أخرى استمرت حتى عام 2011 وشهدت موجة اللجوء العراقي ، إلى جانب المرة الرابعة في 2011 وما جاء بعده من أعوام والتي شهدت موجة اللجوء السوري.
وختمت معالي وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية كلمتها قائلة : ولكي نسهم كدول عربية في تشكيل التوجهات التنموية العالمية الجديدة التي تراعي خصوصية وأوليات دولنا على اختلاف تصنيفاتها الاقتصادية علينا أن نتوافق في هذا المؤتمر على الأولويات التنموية الاجتماعية وترجمتها على شكل أهداف ذكية ينبثق منها غايات ممكن تحقيقها وقابلة للقياس الاجرائي وتتقاطع في شكلها ومضمونها مع مثيلاتها المجمع عليها في الأقاليم الأخرى من العالم وتتقاطع أيضا مع مخرجات مؤتمر " ريو20 ".
عقب ذلك ألقيت كلمة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي أسيا ، ألقاها معالي الدكتور عبد الله الدردري كبير الاقتصاديين في الإسكوا ، أوضح فيها أن هذا المؤتمر يشكل خطوة اساسية على طريق الاستعداد للقمة التنموية في تونس عام 2015م، وكذلك سلسلة اجتماعات الأمم المتحدة التي تسعى لاتخاذ قرار حول أهداف التنمية المستدامة وأهداف التنمية ما بعد 2015م ، ومؤكدا أن جميعها قضايا تتعاون جامعة الدول العربية والأسكو لتقديم موقف عربي واضح وشامل منها قائم على تحليل عميق لتحديات التنمية العربية وآفاق وأمال التنمية العربية في المستقبل ضمن سياق تكاملي يربط بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تصب في هدف كرامة الإنسان العربي وتمكينه من وسائل التنمية وامكاناتها .
كما ألقيت كلمة جامعة الدول العربية من قبل سعادة فائقة سعيد الصالح الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة ، وأكدت فيها على ما تشهده عدد من الدول العربية من صراعات مما أثر على مكتسباتها التنموية ، بل أمتد هذا الأثر إلى باقي دول المنطقة ، مشيرة إلى أن ما تشهده فلسطين من اعتداءات وانتهاكات يومية أصبح يشكل عائقا وحائط سد لاستكمال مسيراتها التنموية.
بعد ذلك بدأت جلسة العمل الأولى للمؤتمر، وتحدث فيها معالي الدكتور عبد الله الدردري كبير الاقتصاديين في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا حول نتائج المنتدى العربي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، وذكر خلال حديثه أن المنطقة العربية تواجه جملة من التحديات المترابطة منها: تدني جودة التعليم، وندرة المياه، والفقر والجوع والتفاوت في التنمية، وأيضا فجوة في التمويل والتكنولوجيا، وانعدام الأمن الغذائي، كما تطرق إلى أهداف وغايات تحقق التنمية المستدامة منها: ضمان الحصول على الطاقة المستدامة للجميع، وضمان حياة صحية، وتعزيز الشراكات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين والأعمال الكامل لحقوق المرأة، وأيضا تأمين مجتمعات يسودها السلم ومؤسسات فعّالة، وتعزيز المدن والمستوطنات البشرية المستدامة والدامجة وضمان السكن اللائق، وتوفير التعليم الجيد والتعلم مدى الحياة للجميع، وضمان الحصول على المياه والصرف الصحي للجميع وتعزيز الاستخدام الأمثل المستدام والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، إلى جانب القضاء على انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة .
وفي جلسة العمل الثانية التي ترأسها معالي الدكتور كمال الشرافي وزير الشؤون الاجتماعية بفلسطين ،تحدث الدكتور خالد أبو إسماعيل عن " الحد من الفقر كأساس لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية " قائلا : لا يزال الفقر يشكل قضية ملحة في سياسة التنمية والتخطيط في معظم البلدان العربية ، وتشير التوقعات الوطنية بأن حالة الفقر قد ارتفعت من 22.7% في عام 1990م إلى 23.4% في عام 2011م .
وبعد ذلك قدم الدكتور رمضان السنوسي الوزير المفوض بمنظمة العمل العربية ورقة عمل حول " التشغيل والعمل اللائق وخاصة تشغيل الشباب في إطار أجندة التنمية ما بعد عام 2015 "
ويواصل المؤتمر اليوم الأحد أعماله ، وذلك بعقد جلسة العمل الرابعة والتي تتضمن الحديث عن البعد السكاني لأجندة التنمية العربية بعد عام 2015م، وأيضا التطرق لآليات التنمية المستدامة في المنطقة العربية من حيث الإطار الاستراتيجي للتنمية المستدامة في المنطقة العربية وخارطة الطريق نحو الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، ومؤشرات التنمية المستدامة ذات الأولوية العربية وفي جلسة العمل الختامية سيتم إقرار توصيات المؤتمر.