النزوح.. العنوان الأبرز للمأساة السورية

[جريدة الرؤية]

في كل يوم جديد، يُطالعنا تقرير يعكس فداحة المعاناة، وكارثية الأوضاع التي يرزح تحت وطأتها الشعب السوري جرَّاء الصراع الدموي الدائر منذ ثلاث سنوات.. وأحدث هذه التقارير ما صدر أمس عن مجلس اللاجئين النرويجي حول النزوح الداخلي في العالم. ويُوضح التقرير أن 6.5 مليون شخص في سوريا شردوا من منازلهم على مدى ثلاث سنوات من القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة؛ لتحتل المكانة الأولى عالميًّا في معدل النزوح. وأفاد التقرير بأن سوريا تختص بحوالي 43 في المئة -أي: 3.5 مليون شخص- من كل النازحين الجدد داخليا على مستوى العالم في العام 2013. وفي المتوسط، توجد عائلة واحدة تنزح عن منزلها كل دقيقة، وهذه الأرقام تعكس واقعا مخيفا، معيشيا وأمنيا.
ويأتي ذلك -وللأسف الشديد- في وقت تتفاقم فيه الأزمة، ولا تبدو في الأفق أية بادرة انفراج لها، بل وتتزايد وتيرة تراجع الحلول السلمية بعد فشل مؤتمري جنيف، واستقالة مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي؛ مما ينسف أية بارقة أمل للحل السلمي في المدى القريب. خاصة وأن تنحي الإبراهيمي الذي يدخل حيز التنفيذ نهاية الشهر الجاري، يأتي في أعقاب جولتين من المفاوضات بين حكومة بشار الأسد والمعارضة، وقد فشلت كلاهما في الخروج من الطريق المسدود.
والراجح أنْ يواجه من يخلف الإبراهيمي في هذه المهمة المصير ذاته من الفشل؛ في ظل عدم استعداد الفرقاء في الساحة السورية لتقديم أية تنازلات، يُمكن أن تدفع الوضع صوب السلام والمصالحة.
والشاهد.. أنَّ الأوضاع في سوريا باتت تتعقد يومًا بعد آخر، وتنأى عن إمكانية الحلول السلمية في ظل التصعيد العسكري والسياسي الذي يقوم به الفرقاء السوريون، وسيظل الوضع على ما هو عليه ما لم يقتنعوا بأن حل الأزمة يكمن في الحوار وليس عبر فوهة البندقية.