النظام يقلل من انتشار المخلفات العشوائية والحشرات
النظام يعتمد على فصل المخلفات لتسهيل إعادة التدوير
خطة لتحويل النفايات إلى مورد اقتصادي عبر شركات متخصصة
مسقط- إبراهيم الحسني
أعلنت إدارة الشؤون الصحية ببلدية مسقط أنّ كمية النفايات الناتجة عن نظام النقل المباشر المجمعة من المنازل في الأحياء السكنية بولايتي السيب وبوشر، اللتين تمّ تطبيق النظام فيهما، بلغت حوالي 15.60 طنا يوميا، بإجمالي 474 طنا في الشهر تقريبا.
وأوضحت الإدارة أن عدد الحاويات الموزعة على هذه الأحياء بلغ 1905 حاويات، وسيتم التوسع في تطبيق النظام ليغطي عدة مناطق أخرى بمحافظة مسقط خلال الفترة القريبة المقبلة، كما ستنفذ البلدية قريبا مشروع الحاويات الجديدة تحت الأرض، وذلك في المناطق التجارية مثل روي والقرم وعدد من المواقع القريبة من الشواطئ. وأشارت إدارة الشؤون الصحية إلى نجاح نظام النقل المباشر للنفايات الذي تمّ تدشينه مطلع العام الماضي بالتعاون مع المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب والمديرية العامة لبلدية مسقط ببوشر تحت شعار مسقط نظيفة "بنا جميعا.. لنا جميعا"، والقائم على نقل النفايات من المنازل بطريقة مباشرة إلى مركبات تجميع النفايات ومن ثمّ التخلص منها في المرادم المخصصة.
وتمّ اعتماد هذا النظام بعد أن حقق نجاحه على مناطق التجربة في كل من العذيبة (المرحلة السادسة) بولاية بوشر، ومنطقة الموالح الجنوبية (خلف مركز سيتي سنتر)، وأجزاء من أحياء المساكن الاجتماعية بمنطقة الخوض بولاية السيب. وقامت فرق العمل بسحب جميع حاويات النفايات الموزعة في الساحات والأماكن العامة في هذه المناطق بهدف تطبيق النظام والارتقاء بالمظهر العام، وتوفير حاويات للنفايات خاصة لكل منزل.
ويقوم النظام على تنفيذ عمليات النقل اليومي المباشر من أمام المنازل وتخصيص حاويات خاصة لكل منزل، كخطوة لتطوير أساليب جمع النفايات والحفاظ على الصحة العامة والمنظر الجمالي للمدينة. وتمّ توزيع عدد 1148 حاوية منزلية بولاية السيب و757 حاوية منزلية بولاية بوشر، وبلغت كميّة النفايات المنتجة بولاية السيب خلال اليوم 9.30 طن في اليوم بإجمالي 285 طنا خلال الشهر، كما بلغت كمية النفايات المنتجة بولاية بوشر خلال اليوم 6.30 طنا في اليوم، وإجمالي 189 طنا خلال الشهر. وتقوم الخطة المستقبلية لتطوير تطبيق هذا النظام، على فصل المخلفات من مصدرها ليتم فرز هذه المواد لإعادة استخدامها أو تدويرها، وذلك تطبيقًا لنظام إعادة الاستخدام (التدوير) وتحويل النفايات إلى مورد اقتصادي من خلال الشركات المتخصصة في هذا المجال.
نتائج ملموسة
ونتج عن هذا النظام انخفاض ملموس في كمية النفايات، وقد حقق البرنامج إزالة حاويات جمع النفايات من المناطق المستهدفة، وأدى ذلك إلى تقليل انتشار الحشرات والقوارض من المنطقة، والتقليل من انتشار الأمراض التي تسببها الحشرات والقوارض، والامتناع عن رمي المخلفات الاستهلاكية والصلبة في الساحات العامة وحول الحاويات جراء تخصيص مواقع خاصة لتجميعها ونقلها من المصدر ( المنزل).
وأوضحت المتابعة المباشرة من قبل المسؤولين لتطبيق البرنامج أنّ من أهم إيجابياته ونتائجه الحد من انتشار المخلفات الصلبة ومخلفات الأشجار، وانخفاض نسبة انتشار الحشرات والقوارض لعدم توفر بيئة لتكاثرها، و تحسين المظهر العام للمنطقة بخلوها من النفايات وانعدام الروائح الكريهة.
وظهر أنّ من أهم أسباب نجاح هذا النظام دور مكاتب التوعية والإرشاد بالمديريات لإيصال الرسالة إلى سكان المناطق، وتنظيم برنامج لزيارات المنازل في المناطق المستهدفة لتعريفهم بنظام النقل المباشر وتوعيتهم بأهميته وأهدافه ونتائجه المتوقعة، وتوزيع المنشورات المطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية وتعريف السكان حول أدوارهم وكيفية المساهمة في إنجاح هذا البرنامج وأهميته على البيئة المحيطة لما لهذه الخطوات من دور في استمراريته وتطويره للمراحل المحددة له والأفكار المستقبلية.
وتتميز الحاوية بأنّها مصنعة من مادة البلاستيك بسعة 120 لترًا مانعة للتسرّبات وبغطاء واقٍ يمنع انتشار الروائح الكريهة، وتوجد بها عجلات لتسهل عملية النقل، ومحددة باللون الأخضر.
برنامج النقل
تقوم سيّارات نقل النفايات بالمرور على الأحياء المطبق فيها البرنامج يوميا عند السابعة صباحا لنقل النفايات المنزلية من كل منزل على حدةّ، بالاتفاق مع ملاك هذه المنازل بإخراج الحاويات قبل السابعة صباحًا بغرض إفراغها من قبل الفريق المختص بنقل النفايات المنزلية مما يقلل مدّة بقاء النفايات في الحاويات، وهذا بدوره يقلل من انتشار الحشرات و الروائح التي كثيراً ما تكون مزعجة بالنسبة للأفراد. وتمر مركبات البلدية على المنازل وتفريغ الحاوية وإعادتها إلى وضعها أمام المنزل.
كما تمّ ترقيم الحاويات الموزّعة على المنازل بحيث يكون رقم المنزل هو رقم حاوية الجمع مع وجود رقم تسلسلي يبين عدد الحاويات التي تمّ توفيرها لكل منزل وذلك لتسهيل إجراءات نقل النفايات من هذه الحاويات بالإضافة إلى سهولة متابعة المنازل المتجاوبة وغير الملتزمة مع استمارة تسليم حاوية باللغتين (العربية والإنجليزية) يوضح بها العنوان بالكامل ورقم الهاتف والتوقيع بالاستلام وهي عبارة عن نسختين واحدة يتم تسليمها للمواطن والأخرى خاصة بسجلات البلدية لتتسنى معرفة المنازل التي تمّ تسليم الحاويات لها.
نقل المخلفات الصلبة
وحددت البلدية يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع لنقل النفايات الصلبة الأخرى والكبيرة الحجم مثل (بقايا الأجهزة والأثاث، وجذوع الأشجار وغيرها) وتأمل البلدية كذلك في هذا الصدد تعاون الجميع لإخراج النفايات الصلبة من المنازل قبل يوم واحد من الموعد المحدد ووضعها في المواقع المخصصة في الحي بطريقة منظمة، لتتولى مركبات البلدية نقلها في صباح اليوم التالي، وبذلك ترتقي نظافة الحي طيلة أيام الأسبوع.
وحول هذه التجربة أشاد عدد من المستفيدين بنجاعة النظام، وأشاد سامي بن راشد الطوقي أحد السكان المستفيدين من التجربة بهذا النظام، معبرًا عن ارتياحه لتخصيص حاوية لكل منزل، لما لها من نتائج إيجابية تنعكس على الأحياء السكنية وتحافظ على البيئة المحيطة من الملوّثات والروائح. ووافقه الرأي محمد بن عبدالله الندابي، وأكّد نجاح هذه الخطوة، شاكرًا المعنيين ببلدية مسقط على جهودهم المبذولة بالبيئة الحضرية للمدينة والاهتمام بقطاع الشؤون الصحية ومجالات نقل النفايات. وقال إنّ هذا النظام أوجد سهولة في التعامل مع المخلفات مباشرة وبصورة سريعة وبدون معاناة مقترحًا زيادة أعداد الحاويات أو توفيرها بحجم أكبر.
فيما أوضحت طاهرة بنت سليمان البلوشية أنّ هذه التجربة مفيدة للبيئة المحيطة؛ حيث تحد من انتشار الروائح الكريهة التي تخلفها نقاط تجميع النفايات العامة المعمول بها وتحافظ على منظر الواجهات في المناطق السكنيّة من الملوّثات البصريّة وتبقي على جمال المظهر العام، وكذلك تريح أصحاب المنازل من العناء والجهد المبذول جراء نقل النفايات إلى أماكن بعيدة وفي ظروف مختلفة. وبينت أن هذا النظام يعمل على توفير الجهد وتذليل المعاناة وسهل على المستفيدين من حيث ترك الحاوية أمام المنزل. وتقترح طاهرة البلوشية بتعميم هذا النظام على المخططات الأخرى الجديدة في المعبيلة والعامرات، مطالبة الجهات المعنية بالاهتمام كذلك بمد الخدمات الضرورية من طرق وإنارة لهذه المخططات.
وأثنى خالد الهلالي (أحد المقيمين بمسقط) على هذه التجربة التي أكد نجاحها، وأنها تعمل على تقليل الكثير من مشاكل البيئة والتلوث في المدينة.