مسقط - الرؤية
أعلنت مجموعة المدينة وجمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة عن مشروع تطوير المقر الجديد المتميز للجمعية، والذي سيقدم خدمات شاملة لهذه الفئة من الأطفال، وسيقام في منطقة غلا بجانب مطار مسقط الدولي على الأرض التي تمّ منحها مسبقاً للجمعية من لدن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله و رعاه- حيث سيكون المركز الجديد بمثابة المقر الرئيسي للجمعية ويشكل إضافة نوعية للجهود الكبيرة التي بذلها القائمون على هذه الجمعية طوال السنوات الماضية.
وقال المهندس عبد الرحمن برهام، الرئيس التنفيذي لشركة المدينة العقارية التي تعد جزءاً من مجموعة المدينة: نؤمن في مجموعة المدينة بالشراكة الكاملة بين الأعمال التجارية والمجتمع، والتي يعرفها البعض بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، ولكننا نملك رؤية خاصة في تحمل هذه المسؤولية، اليوم نفخر في شركة المدينة أننا شركاء في تطوير أحد أهم المرافق المجتمعية في سلطنة عمان، هذا المركز الجديد الذي نخطط ليكون الأفضل على مستوى المنطقة، سيقدم خدماته لفئة عزيزة على قلوبنا، فئة شاء القدر أن يجعلهم مختلفين لحكمة من عنده جل جلاله، وشاء أن يكرمنا نحن الذين أنعم علينا بتمام الصحة، بأن نتولى مسؤولية مساعدتهم.
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة التصميم والإشراف وإدارة التطوير للمشروع ما بين 200 – 250 ألف ريال عماني تقدمها المدينة كمساهمة في المشروع، بينما ستتجاوز تكلفة التنفيذ مع التجهيزات الشاملة مبلغ ثلاثة ملايين ريال عماني، وقد تكرم أحد مساهمي مجموعة المدينة بالتبرع بمبلغ مليون ريال لدعم المشروع، بينما تولت المجموعة تقديم الضمانات المصرفية لحصول المركز على تمويل بقيمة 1.5 مليون ريال من البنوك المحلية.
وأضاف برهام : "إن مشاركتنا في هذا المشروع الكبير لن تكون سوى البداية بإذن الله، حيث إننا نخطط لحث المزيد من الشركات الخاصة العاملة في السلطنة على المساهمة في هذا المشروع وغيره من المشاريع التي تصب في خدمة المجتمع، إنّ المركز الجديد مشروع وطني بامتياز والشراكة فيه مفتوحة أمام الجميع، سواء بالتبرعات المالية أو العينية أو الخدمية، فالكل مدعو لمد يد العون لهذه الفئة التي تحتاج منا كل عون ورعاية وإننا لنرجو أن تفعل هذه المشاركة لما فيه مصلحة الوطن و المواطن.
وقالت نجاة البوسعيدية، رئيس مجلس إدارة جمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة: "لطالما حلمنا في جمعية التدخل المبكر بهذا اليوم الذي يكون لنا فيه مركز متطور يمكننا من تقديم خدمات ذات جودة عالية لهذه الفئة من الأطفال، لقد شكلت السنوات الماضية تحدياً كبيراً للقائمين على الجمعية، سواء للاستمرار في تقديم خدماتنا لأعداد أكبر من الأطفال المحتاجين لها، أو تأمين الموارد المالية لمواجهة حجم الطلب على خدمات الرعاية الكاملة لهؤلاء الأطفال، يحدوني الأمل شخصياً وفريق العمل في الجمعية أن يرى المركز الجديد النور بأسرع وقت ممكن لكي يتحول حلمنا إلى حقيقة".
وأضافت : " أتمنى أن تكون هذه الخطوة هي البداية وأن نصل إلى الوقت الذي يمكننا فيه أن نقدم خدماتنا لفئات عمرية أكبر مما نستطيع اليوم، حالياً تقدم الجمعية خدماتها إلى الفئة من حديثي الولادة و حتى 6 سنوات، ويمكن الاستمرار حتى سن التاسعة، و لكننا لا نستطيع متابعة تقديم الخدمة بعد هذه السن، الأمر الذي يتسبب بالقلق لأهالي الأطفال، مع المركز الجديد سنكون قادرين على التوسع في هذا الإطار، و بمشاركة القطاع الخاص، نستطيع الوصول إلى مرحلة نقدم فيها خدماتنا إلى كافة الفئات العمرية من ذوي الإعاقة."
وتبلغ مساحة الأرض المخصصة وفقاً للتوجيهات السامية لإقامة المركز الجديد قرابة 15000 متر مربع، وقد وضعت المدينة العقارية المخططات الأولية للمشروع الجديد الذي سيشغل قرابة 60% من المساحة الكلية، إلى جانب مخططات أولية لمشروع استثماري سيقام على المساحة المتبقية بحيث يعود ريعه للمركز لتأمين المصاريف التشغيلية الأساسية وتكاليف رعاية الأطفال والعاملين في المركز الجديد.
وتقدم جمعية التدخل المبكر خدماتها حالياً لـ 84 طفلا من ذوي الإعاقة داخل مقرها الحالي في العذيبة، إلى جانب 54 طفلا يتم تقديم الخدمات إليهم في منازلهم، الكلفة التشغيلية الحالية للمركز تصل إلى 3000 ريال عماني سنوياً لكل طفل، وعندما ينتهي العمل في المركز الجديد والمتوقعة مع نهاية العام 2016، ستصبح الجمعية قادرة على تقديم خدماتها لـ 300 طفل داخل المركز، بالإضافة إلى 200 طفل يحتاجون إلى عناية خاصة في منازلهم، كما يتوقع أن ترتفع التكلفة التشغيلية لهذا العمل لتتجاوز 4000 ريال سنوياً لكل طفل لتأمين خدمات ذات جودة عالية وتتوافق مع أعلى المعايير الدولية. ويؤكد القائمون على المشروع في مجموعة المدينة وجمعية التدخل المبكر أنّ المركز الجديد سيكون أيقونة بيئية وتصميمية بكل ما للكلمة من معنى، حيث روعي في تصميمه الفريد الجوانب البيئية إلى حد كبير ليعكس رؤية المطورين في التصميم.
واختتمت البوسعيدية حديثها بالقول: "أتمنى أن يشكل هذا الحدث بداية جديدة للأطفال ذوي الإعاقة في سلطنة عمان، وأتوجه بالشكر العميق للقائمين على مجموعة المدينة العقارية الذين ساهموا في تحويل الحلم إلى واقع، كما أشجع كافة مؤسسات القطاع الخاص على أن يحذوا حذوهم في مشاركة المجتمع همومه وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكله، فالتنمية في النهاية هي مشروع مشترك لجميع المواطنين وليست مسؤولية جهة بعينها وإنما معاً نستطيع أن نحدث الفارق".