طرابلس – الوكالات -
قال القائم بأعمال وزير الداخلية الليبي صالح مازق إن وزارته تقف مع "الشعب الليبي" وليس مع اللواء المنشق خليفة حفتر.
ووصف مازق الذي تحدث عبر قناة النبأ التلفزيونية المحلية بياناً للوزارة نقلته في وقت سابق وكالة الأنباء الرسمية عن أن الوزارة انضمت إلى حفتر بأنّه بيان خاطئ.
وكانت الوكالة قد نقلت بياناً أمس، أكدت فيه أن الوزارة قررت دعم حملة عسكرية للواء السابق خليفة حفتر ضد المسلحين الإسلاميين، كما وأفادت رسالة بالفيديو نقلتها محطة تلفزيون محلية أن قائد الدفاع الجوي الليبي انضم إلى الحملة أيضاً.
ومن جانبها، اقترحت السلطات الليبية إجراء انتخابات عامة في يونيو في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لحل أزمة بشأن البرلمان تشمل كتائب قوية لمقاتلين سابقين بالمعارضة.
ويأتي المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في صلب الأزمة بعد أن هاجم مسلحون موالون للواء المنشق خليفة حفتر البرلمان بمدافع مضادة للطائرات الأحد الماضي وطالبوا بتعليق أعماله.
وكان البرلمان المنقسم بين إسلاميين وقوى مناهضة للإسلاميين قال في فبراير إنه سيجري انتخابات مبكرة نتيجة الضغوط التي فرضها الانتقال الفوضوي لليبيا إلى الديمقراطية منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي. واقتراح إجراء الانتخابات في 25 من يونيو هو محاولة فيما يبدو لتخفيف حدة التوتر بعد هجوم الأحد ولتجنب رد الفعل المحتمل من ميليشيات إسلامية منافسة.
وقال عبد الحكيم الشعاب عضو اللجنة الانتخابية إن اللجنة لم تعلن رسميا حتى الآن إجراء انتخابات مجلس النواب في 25 من يونيو لكنه مجرد أحد الاقتراحات الخاصة بإجراء الانتخابات.
وفي واحد من أسوأ الاشتباكات في طرابلس منذ 2011 قصف مسلحون مبنى المؤتمر الوطني العام يوم الأحد في هجوم أعلنت المسؤولية عنه القوات الموالية لحفتر الذي بدأ حملة لتطهير البلاد من المتشددين الإسلاميين. ونقلت الولايات المتحدة بصورة مؤقتة نحو 250 من أفراد مشاة البحرية وعددا من طائراتها إلى صقلية من إسبانيا كاجراء احتياطي بسبب المخاوف من الاضطرابات في ليبيا سعيا لتعزيز قدرة الولايات المتحدة على إجلاء مواطنيها من هناك. وقال المتحدث باسم البنتاجون الأميرال جون كيربي " نراقب الوضع باهتمام شديد. لا شك أنه يزعزع الاستقرار." وأضاف قوله إن مشاة البحرية "مستعدون للذهاب إذا طلب منهم ذلك." وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أول أمس إنها لا تؤيد أو تقبل أو تساعد في الأفعال التي قامت بها قوات موالية للواء الليبي المنشق خليفة حفتر.
وعلى الأرض، قال شهود عيان إنّ انفجارات ومعارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات سمعت بالقرب من معسكرين للجيش في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة أمس، بعد يومين من اقتحام مسلحين البرلمان في أسوأ عنف تشهده البلاد منذ شهور.
وقال سكان إن عدة انفجارات مدوية وقعت بالقرب من ثكنة اليرموك في حي صلاح الدين لكن لم يتضح السبب. ويبدو أن اطلاق النار والانفجارات خمدت فيما بعد.
ووقعت معارك ضارية بالقرب من معسكر للجيش في ضاحية تاجورا الشرقية. وقال أحد سكان تاجورا " نسمع انفجارات مدوية وطلقات نارية بالقرب من المعسكر لكننا لا نعرف من يطلق النار."
وكانت طرابلس أصبحت أهدأ في اليومين الماضيين بعد أن اقتحم رجال ميليشيا البرلمان واشتبكوا لساعات مع جماعات مسلحة أخرى على طريق المطار الأحد الماضي. وقتل شخصان حسبما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.