إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأحوال المدنية لم يعجبها الستايل!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأحوال المدنية لم يعجبها الستايل!!!

    بعدأن انتهى طابور الانتظار، نظر “الشرطيّ الموظف” إلى بطاقتي الشخصية المنتهية الصلاحية، ابتسم لي وقال: كل شي تمام بس فيه مشكلة وحده، ستايلك ما ينفع تصوّر فيه البطاقة” ومع هول الدهشة والصدمة التي ارتسمت بملامحي حين اعتقدته يمزح لا أكثر أكمل : إما تجينا بلحيه كامله ولا تشيلها كامله.
    الزمن الذي يقف في المرء على مفاهيم كالحريات الفردية، والبحث العلمي، والطاقة النووية، وفي الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم في احتلال المراتب الأولى في الاقتصاد والسياسة والعلم والإعلام، وفي الوقت الذي أصبح فيه العالم ليس قرية، بل بيتا واحدا، لا يفصل الناس عن بعضهم غير جدرانه، وفي الوقت الذي انتفض في العالم العربيّ على مؤسساته الرسمية لأجل المساواة والحرية والعدل والحق، سلطنة عمان، الدولة ذات الــ41 عاما، الدولة الحديثة، تتحكم في صوّر مواطنيها في بطاقاتهم الشخصية!!!!!!!!!!!!
    في صيف 2010، لم يكن “ستايل” الذقن مشكلة في جواز السفر حينما انتهت صلاحيته هو الآخر وجددته، لكنه مشكلة في البطاقة الشخصية، بـــــقـــــرار من؟؟؟؟؟؟
    المشكلة التي وقفت معها ليست “الستايل” بحدّ ذاته، بقدر ما توقفت مع عدد من الأشياء التي سأسرد تفاصيلها تِباعا الآن، لأبيّن مدى تناقض الدولة مع نفسها، ومدى تعاملها مع المواطن بدرجات، ومدى فاعلية الــ “واو” في كل خطوة يخطوها.
    ولكن قبل السرد، أوّجه هذه الأسئلة إلى جلالته باني “النهضة” كما تصفه وسائل إعلامنا ومناهج تعليمنا، وصحفنا، هل هو من وّجه لمؤسساته الأمنيه إلى منع العمانيّ من الظهور في بطاقته الشخصية “بستايل” لحيته أو ذقنه الذي يريد، أم هي توصيات المؤسسة الدينية إلى ضرورة الالتزام بمظهر إسلاميّ –وهذا لا أعتقده أبدا-، أم هي الخصوصية العمانية تفرض علينا إما أن نضع الذقن كما هو كاملا، أو نتخلص منه كاملا؟؟؟
    المشكلة هذه، جعلتني أدقق النظر في عدد من القضايا المشابهه وهي:
    - الاسم، فالأسماء التي لم تعتادها البيئة العمانية محرّمٌ على العمانيّ استخدامها، ولأجل أن يستحق المواطن الأسم لا بد له من الدخول على المسؤول الفلاني والشيخ الفلاني، ولا بد من أن يأتي بمصدر اللغة العربية الذي يثبت أن الاسم عربيّا بامتياز، في حين، وفي نفس الوقت، تجد الذين يحملون في آخر اسمهم الثلاثيّ “آل سعيد” أو ما شابهها، أو كل من هو قريب منهم أو كل من هو على علاقة بمسؤول أو شخصية على صلة بهم، تجد من الأسماء لديه ما تتعجب له، وتستغربه، منها ما ليس له بالعربية صله، وغير ذلك، فما الفرق؟؟؟ ولماذا ما أُحلّ لهم حُرّم علينا؟؟؟؟
    - الزواج، هي القضية نفسها، فالمواطن العماني الذي تسوّل له نفسه في الزواج من غير عمانية أو خليجية، تجده يقطع الدروب والمسافات من محكمة لأخرى، ومن مزاج “شيخ” لآخر، لأجل الفوز بتصريح، ودفع غرامة، أما إذا كان يعمل في مؤسسة رسمية، خسر وظيفته دون مقدمات، لأنه خان وطنه وبلده وخصوصية العمانيّ، وأدخل على العماني “نوع دمٍ” هجين ترفضه نوعية الدم العمانيّ الأصيلة وتستهجنه. ولكن، تتفاجأ أحيانا بنساء في مجتمعنا لسن من أصول عمانية ولسن عمانيات، وبعضهن لا علاقة لهنّ حتى بالعربية، ويحملن ربما “جوازا عمانيا” في حالات خاصة جدا، فقط، لأنها زوجة رجل ينتهي اسمه الثلاثي بــ “آل سعيد” أو ماشبهه أو ماقاربه، أو لأنها زوجة رجل قريب جدا من الدولة والحاكم، فتم السماح له بما مُنع على غيره، وفاز من من الأمور “الحلال” ما حُرّم على غيره، وهنا لم تحضُر “الخصوصية” العمانية طبعا، لماذا؟؟ لأنهم هم وحدهم من يستطيعون أن ينقلوا جينات أصالة “الدم” العمانيّ للأعراق الأخرى!
    فما الفرق يا جلالتكم، بين المواطن فقير الحظّ في قبيلته التي لم تُخلدها دواوين دولتكم، وفقير الحظّ في قربه منكم، وفقير الحظّ أنه لم يأت من بيوت المال التي تتحكم في اقتصاد البلاد والعباد، ما الفرق جلالتكم، بين مواطن وآخر؟؟ هل هذه هي دولة الحريّات والمنجزات؟؟؟
    للتذكير، دولة المنجزات والحريّات الفردية، المسؤول فيها لا يُحاكم إذا أخطأ، كل ما تفعله الدولة له أن تُحرّكه من مقعده وتُريحه فترة من الزمن في بيته مع استمتاعه بكافة مميزات منصبه، وبعد فترة من الزمن يعود في أيّ منصب رسمي أو شرفيّ آخر.
    للتكير، دولة المنجزات، للآن حظها في التعليم فقير جدا، وجامعتها لم تنل فرصة التواجد حتى ضمن قائمة ال1000 جامعة عالميا.
    للتذكير، دولة المنجزات، لم تتمثل حياة المدينة أو الدولة العصريّة، إلا في مسقط فقط، ولكن حال تجاوزك للوحة توّدعك فيها محافظة مسقط، تدخل حياة أخرى شبيه لـــ 200 سنة غير هذا الزمن.
    للتذكير فقط،،، فقط للتذكير، دولة المنجزات، تتحكم في أفرادها، في شكلهم وصورهم، وتتحكم في أسمائهم، وتتحكم في درجة تعليمهم، والفساد فيها نخر مؤسساتها، والدولة علةى علم بهذا الفساد، وحينما تريد أن تُصلحه، تعاقب من يُنادي بالإصلاح… وتكافئ الفاسد بالتستر عليه!!
    للتذكير،، هذه مقالة عمانيّ عاديّ جدا، لم يتم استصدار بطاقة شخصية له، لأنّ “ستايل” الذقن لم يُعجب ذوق الأحوال المدنية، ويقولون أنه قانون يمشي على كلّ العمانيين،،،، ستايل بس..
    قدسوا الحرية..قدسوا الحرية..قدسوا الحرية، حتى لا يحكمكم طُغاة الأرض
يعمل...
X