قيل لهم أن أمر الدولة في سياستها من قبل ومن بعد، بيد رأس الدولة وحده، وأن المسئولين ما هم إلا كالدمى في الحقيقة، لا يملكون من الأمر قولا ولا فعلا، وأن الدولة مهما أخطأ مسئوليها، لا تمسهم ولا تسألهم، وجُلّ ما تفعله بهم تنحيتهم عن مناصبهم، وقيل لهم؛ أن الشعب لو اجتمع على أمر ما، لن تأخذ الدولة به حتى يوافق عليه رأس الدولة، فذهبوا جميعهم، في عدد لا يتجازوز الــ100 شاب وفتاة، وتجمعوا أمام قصر الشموخ، وهم في قلوبهم يقين، أنه لربما قد تم حجب حقيق ما عن القائد والأب وباني الدولة الحديثة، تجمعوا، ولم ينادوا بإسقاط مسئول ولا بشتم مسئول، كل الذي طالبوا به، هو وظيفة تؤمن لهم حياتهم، وتنشلهم من مستنقع التيه والضياع والتشرد والحاجة.
ولكن، ظهر فجأة شجعان لا تدري من أين أقبلوا، ومثلما فعلوا بالمعتصمين في مسقط وصلالة وصور وصحار في شهر مايو 2011، ومثلما فعلوا بالمعلم في واقعة الرستاق التي تحاول أجهزة أمن الدولة نزعها من أذهان الناس، فعلوا بمجموع بسيطة من الباحثين عن العمل… أو في الحقيقة :العاطلين عن العمل. ضرب من ضُرب، وأتت النساء اللواتي ظهرن في 18 نوفمبر في عرض عسكري، ليتشاركن مع إخوانهن، في ضرب أخواتهن وإخوانهن!!
وكأن الحال أشبه بواقعة التحرير الأخيرة في 19 نوفمبر، حينما فقد الكثير من المتظاهرين وقتها أعينهم، أصيب أحد هؤلاء الذين اعتصموا أمام “قصر الشموخ”، في إحدى عينيه ففقدها. لم يفقدها لأنه كان واقفا على الحدود ساهرا على حماية أمن البلاد والعباد، ولم يفقدها لأنه كان خاشعا باكيا من كثر الدعاء والصلاة، فقدها؛ لأن عصا الأمن امتدت فما فرّقت بين رأس وجسد.. فذهب مع العصا ما ذهب.
في حين أن الأمر، ما كان يحتاج إلى أكثر من “إنصات” إلى شباب غاضب، تم وعده، فصدّق الوعد، ذهبت الأيام، وتتالت الشهور، وكاد العام أن ينقضي، واحتفلت الدولة وشعبها بميلاد قائدها، وبعيدها الوطنيّ، وما كان من نصيب الشباب شيئا في وظائفهم، ولا من نصيب المواطن شيئا في أمور اقتصادهم ولا مجتمعهم، فبقي العاطل عن العمل في حلمه وفي غضبه، وبقي الموظّف في أمله وخيبته!!
هل كان يحتاج الأمر إلى كل هذا؟؟؟؟
من كان يعتقد، أن نرى مشهدا تكرر في أكثر من بلاد، وهو ضرب امرأة أو سحلها أمام العامة، امرأة لا تحمل سلاحا ولا حجرا ولا حتى قطع خشب، فقط صوتها وهي تنادي بصاحب الأمر، أن يأمر مسئوليه بضرورة تسريع الأوامر وعدم التلكؤ، فتجد الإجابة من ضربة عصا!
جلالتكم.. هذه الدولة ذات الـ41 عاما، حان دور ازدهارها، وتثمين منجزاتها، لأجل المضيّ قدما، لا من أجل التوقف معها والاكتفاء بها، ولا من أجل تقوّي شوكة الأمن وإطلاق يدهم، وهؤلاء الذين يطلبون العمل ويطالبون بالوظيفة، فهم لا يطلبون إلا العيش الكريم الذي وعدتهم به، وهم ومؤمنون بك وبدولتك وبعصرك، وعلى يقين أنهم إن أتوا أمام باب قصرك، فهم أمام أمرك وتحت بصرك وأنك تشملهم بجناح أمنك ورعايتك، لا أن تقمعهم رجالات الأمن ونساءه، فيخرجون منكسرين العزيمة ومنهزمين الأمل ومحبطين، يحملون دماءهم وآلامهم مكافأة على التجرؤ بالمطالبة.
ولكن، ظهر فجأة شجعان لا تدري من أين أقبلوا، ومثلما فعلوا بالمعتصمين في مسقط وصلالة وصور وصحار في شهر مايو 2011، ومثلما فعلوا بالمعلم في واقعة الرستاق التي تحاول أجهزة أمن الدولة نزعها من أذهان الناس، فعلوا بمجموع بسيطة من الباحثين عن العمل… أو في الحقيقة :العاطلين عن العمل. ضرب من ضُرب، وأتت النساء اللواتي ظهرن في 18 نوفمبر في عرض عسكري، ليتشاركن مع إخوانهن، في ضرب أخواتهن وإخوانهن!!
وكأن الحال أشبه بواقعة التحرير الأخيرة في 19 نوفمبر، حينما فقد الكثير من المتظاهرين وقتها أعينهم، أصيب أحد هؤلاء الذين اعتصموا أمام “قصر الشموخ”، في إحدى عينيه ففقدها. لم يفقدها لأنه كان واقفا على الحدود ساهرا على حماية أمن البلاد والعباد، ولم يفقدها لأنه كان خاشعا باكيا من كثر الدعاء والصلاة، فقدها؛ لأن عصا الأمن امتدت فما فرّقت بين رأس وجسد.. فذهب مع العصا ما ذهب.
في حين أن الأمر، ما كان يحتاج إلى أكثر من “إنصات” إلى شباب غاضب، تم وعده، فصدّق الوعد، ذهبت الأيام، وتتالت الشهور، وكاد العام أن ينقضي، واحتفلت الدولة وشعبها بميلاد قائدها، وبعيدها الوطنيّ، وما كان من نصيب الشباب شيئا في وظائفهم، ولا من نصيب المواطن شيئا في أمور اقتصادهم ولا مجتمعهم، فبقي العاطل عن العمل في حلمه وفي غضبه، وبقي الموظّف في أمله وخيبته!!
هل كان يحتاج الأمر إلى كل هذا؟؟؟؟
من كان يعتقد، أن نرى مشهدا تكرر في أكثر من بلاد، وهو ضرب امرأة أو سحلها أمام العامة، امرأة لا تحمل سلاحا ولا حجرا ولا حتى قطع خشب، فقط صوتها وهي تنادي بصاحب الأمر، أن يأمر مسئوليه بضرورة تسريع الأوامر وعدم التلكؤ، فتجد الإجابة من ضربة عصا!
جلالتكم.. هذه الدولة ذات الـ41 عاما، حان دور ازدهارها، وتثمين منجزاتها، لأجل المضيّ قدما، لا من أجل التوقف معها والاكتفاء بها، ولا من أجل تقوّي شوكة الأمن وإطلاق يدهم، وهؤلاء الذين يطلبون العمل ويطالبون بالوظيفة، فهم لا يطلبون إلا العيش الكريم الذي وعدتهم به، وهم ومؤمنون بك وبدولتك وبعصرك، وعلى يقين أنهم إن أتوا أمام باب قصرك، فهم أمام أمرك وتحت بصرك وأنك تشملهم بجناح أمنك ورعايتك، لا أن تقمعهم رجالات الأمن ونساءه، فيخرجون منكسرين العزيمة ومنهزمين الأمل ومحبطين، يحملون دماءهم وآلامهم مكافأة على التجرؤ بالمطالبة.