الفراشة مذهبها المسير إلى النور على الرغم من أنه يحرقها، والوطاويط معشوقة الظلام! هذا التوصيف ينطبق على البشر أيضا، فهناك وطاويط على مستوى الدول والأمم، إنهم المنتفعون من الوضع الفاسد في كل القطاعات، العسكرية والسياسية والإجتماعية والثقافية. ونقف عند الثقافية، فقد يجد السياسي الكثير من المسوغات ليكون حاجبا للحقيقة، ولكن المثقف لا عذر له، لأن أساس صنعته أن يكون ضمير الناس، فكيف يصلح الناس وضميرهم فاسد!
من هو المثقف؟ هذا سؤال يقودنا إلى جدل بيزنطي لا ينتهي، ولكن فهمي الشخصي على الأقل أن المثقف هو شخص مهتم بالشأن العام وباستطاعته تكوين رؤية خاصة وموقف مستند على قراءات وتأملات يعبر عنها بطريقة إبداعية. وليس الكتّاب لوحدهم مثقفون، فالأطباء والمهندسون والمحامون والاقتصاديون هم مثقفون متى كانت لهم قراءات ورؤية ووجهات نظر.
واقتضى المشهد العماني وجود تقسيمة بين المثقفين ليس على اعتبارات الكلاسيكية والحداثة بل بمدى التزلف والمواجهة حتى قبل الأحداث الأخيرة من الإعتصامات والتغييرات الإيجابية التي حصلت في السلطنة. فكان بين المثقفين منظرين للخطأ لكي ترضى عنهم المؤسسات الرسمية متمثلة بشخوص المسؤولين فيها، ومنهم يحصلون على دعوات عشاء وسفريات ودورات ومكافئات وعطايا. وفي الطرف الآخر مثقفين قالوا الحقيقة فكان مصيرهم التهميش والتجاوز. وبين هؤلاء وهؤلاء أغلبية صامتة منكبة على ذاتها، غارقة في وجوديتها.
ولكن أكثر ما يثير الحنق هي تلك الوطاويط الوطنية – التي تحسب نفسها وطنية- والتي تُوَقْوِقُ مع كل موجة، فحين كان المثقفون الحقيقيون ينتقدون ويفندون الواقع العماني كانت هذه الوطاويط تشكل جبهة تسفيه وتحقير للطيور الحرة، وكانوا يقسمون أغلظ الأيمان أنهم يحبون الوطن أكثر من الآخرين وأن ليس بالإمكان أبدع مما كان.
حين بدأت الإعتصامات وطفت على السطح كل المشاكل المأجلة وأدركت الحكومة أن التغيير ضروري على صعوبته، وفي يوم واحد تم تعيين 12 وزيرا جديدا في الحكومة العمانية، وظهرت للوجود هيئات ومؤسسات جديدة من شأنها الإنتماء إلى المواطن وقضاياه كالرقابة المالية والإدارية وحماية المستهلك. المشكلة أن تلك الوطاويط لم تخجل من نفسها وتعتذر، بل سلكت مسلكا آخر تقول فيه: التغيير حصل، ماذا تريدون أكثر؟ أنتم لا تحمدون الرب على النعمة! بل الأكثر من ذلك أن الوطاويط بدأت تستهدف المثقفين في الطرف الآخر الذين نزلوا إلى الجمهور وشرحوا وحللوا وكتبوا حتى نال بعضهم التحقيق والحجز. بدأت الوطاويط تبحث في قضايا المثقفين الشخصية: فلان يشرب الخمر، وفلان لديه خليلة، وفلان صرفت عليه الدولة! ولا أعرف ما دخل هذا بالعمل الوطني والاجتماعي؟ لماذا تناقشون من هم هؤلاء ولا تناقشون ماذا يقولون؟ هل لأن كلامهم أكثر إقناعا؟!
أحمد فؤاد نجم يسلم على الوطاويط ويقول: إنتوا دود الارض والافه المخيفه.. إنتوا ذره رمل فى عيون الخليفه.. إنتوا كرباج المظالم والمآسي.. إنتوا عله ف جسم بلدي.. إنتوا جيفه!!
http://7shr.blogspot.com/2011/05/blog-post.html
من هو المثقف؟ هذا سؤال يقودنا إلى جدل بيزنطي لا ينتهي، ولكن فهمي الشخصي على الأقل أن المثقف هو شخص مهتم بالشأن العام وباستطاعته تكوين رؤية خاصة وموقف مستند على قراءات وتأملات يعبر عنها بطريقة إبداعية. وليس الكتّاب لوحدهم مثقفون، فالأطباء والمهندسون والمحامون والاقتصاديون هم مثقفون متى كانت لهم قراءات ورؤية ووجهات نظر.
واقتضى المشهد العماني وجود تقسيمة بين المثقفين ليس على اعتبارات الكلاسيكية والحداثة بل بمدى التزلف والمواجهة حتى قبل الأحداث الأخيرة من الإعتصامات والتغييرات الإيجابية التي حصلت في السلطنة. فكان بين المثقفين منظرين للخطأ لكي ترضى عنهم المؤسسات الرسمية متمثلة بشخوص المسؤولين فيها، ومنهم يحصلون على دعوات عشاء وسفريات ودورات ومكافئات وعطايا. وفي الطرف الآخر مثقفين قالوا الحقيقة فكان مصيرهم التهميش والتجاوز. وبين هؤلاء وهؤلاء أغلبية صامتة منكبة على ذاتها، غارقة في وجوديتها.
ولكن أكثر ما يثير الحنق هي تلك الوطاويط الوطنية – التي تحسب نفسها وطنية- والتي تُوَقْوِقُ مع كل موجة، فحين كان المثقفون الحقيقيون ينتقدون ويفندون الواقع العماني كانت هذه الوطاويط تشكل جبهة تسفيه وتحقير للطيور الحرة، وكانوا يقسمون أغلظ الأيمان أنهم يحبون الوطن أكثر من الآخرين وأن ليس بالإمكان أبدع مما كان.
حين بدأت الإعتصامات وطفت على السطح كل المشاكل المأجلة وأدركت الحكومة أن التغيير ضروري على صعوبته، وفي يوم واحد تم تعيين 12 وزيرا جديدا في الحكومة العمانية، وظهرت للوجود هيئات ومؤسسات جديدة من شأنها الإنتماء إلى المواطن وقضاياه كالرقابة المالية والإدارية وحماية المستهلك. المشكلة أن تلك الوطاويط لم تخجل من نفسها وتعتذر، بل سلكت مسلكا آخر تقول فيه: التغيير حصل، ماذا تريدون أكثر؟ أنتم لا تحمدون الرب على النعمة! بل الأكثر من ذلك أن الوطاويط بدأت تستهدف المثقفين في الطرف الآخر الذين نزلوا إلى الجمهور وشرحوا وحللوا وكتبوا حتى نال بعضهم التحقيق والحجز. بدأت الوطاويط تبحث في قضايا المثقفين الشخصية: فلان يشرب الخمر، وفلان لديه خليلة، وفلان صرفت عليه الدولة! ولا أعرف ما دخل هذا بالعمل الوطني والاجتماعي؟ لماذا تناقشون من هم هؤلاء ولا تناقشون ماذا يقولون؟ هل لأن كلامهم أكثر إقناعا؟!
أحمد فؤاد نجم يسلم على الوطاويط ويقول: إنتوا دود الارض والافه المخيفه.. إنتوا ذره رمل فى عيون الخليفه.. إنتوا كرباج المظالم والمآسي.. إنتوا عله ف جسم بلدي.. إنتوا جيفه!!
http://7shr.blogspot.com/2011/05/blog-post.html