إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

راكبو الأمواج الوطنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • راكبو الأمواج الوطنية

    تعجبني مشاهدة ممارسي رياضة ركوب الأمواج، فالواحد منهم لا يتحدى الموجة ولا يقف أمامها، بل يعطيها ظهره ووجهه يم الشاطيء ممسكا بلوحه. وتبدأ الموجة صغيرة فيتبعها خلسة، وبحذر شديد يبدأ بزيادة سرعته مع الموجة، وحين تكبر الموجة أكثر فأكثر يضع لوحه ويقفز عليها ويبدأ بالصعود عليها وتراه يكبر كلما كبرت تلك الموجة. يعجبني راكبو الأمواج في الشواطيء ولكنني أكرههم في العمل السياسي والإعلامي. لأن ممارسي هذه الرياضة على المستوى الوطني هي أهم محاور الفساد واستمرار الطغيان والتنظير له. وقد كشفت الثورات العربية الأخيرة الكثير عورات هؤلاء، وعرتهم أمام الجماهير.

    وفي الثورة المصرية الكثير من العبر والمقارنات لأنها كانت تنقل على الهواء مباشرة. كانت القنوات المصرية الخاضعة لسلطة وزارة الإعلام والنظام المصري السابق تكذب على المواطن المصري والعربي، كانت تهاجم المعتصمين في ميدان التحرير وتتهمهم بالخيانة والعمالة لدول أجنبية. وكان مذيعي تلك القنوات والضيوف من أكاديمين وسياسيين وفنانين يمعنون في شتم أحرار مصر. وحين ظهر الحق وزهق الباطل اكتشفنا أن من في التحرير كانوا خيرة شباب مصر، وأنهم الوطنيون الحقيقيون، وأن أركان النظام القديم بإعلامه لم يكونوا إلا بؤر فساد وإفساد. العجيب أننا كنا نرى الموافق تتبدل بين عشية وضحاها، وتحجج الكثيرون بأنهم كانوا يؤدون عملهم، وتحجج البعض الآخر بأنه كان مضللا أو مرغما، ولكن لا عذر لهم.

    فالإعلام رسالة قبل كل شيء، وأمانة تتخطى حدود الراتب والوظيفة. لو فسد الإعلام سيفسد كل شيء، ولو صلح الإعلام فسيفضح كل سوء! الإعلامي الكبير حمدي قنديل اعتزلهم وما يدعون ردحا من الزمن، وثبت على موقفه لأنه يحترم نفسه وشرف مهنته. والإعلامي محمود سعد كان يعمل موظفا في التيلفزيون ولكن رفض أن يشترك في جريمة الكذب الحصري على التيلفزيون المصري. أما مقبلي الأيدي وماسحي أحذية السلطة، قفزوا من حبل الولاء إلى حبل النضال فجأة، وتحول المداحون إلى ثوار!! فأين المصداقية والمهنية؟ مع من استطاب الترف والأضواء؟ أو من رفع يديه عن الدنس؟!
    فرئيس قناة الفراعين بدل جلده بعد تنحي الرئيس أو قل عزل الرئيس، وأتى بكل بجاحه ليقول أنه كان ب "يشكّر في الرئيس" مع أنه كان يعلم بأنه رأس الغباء السياسي، واعتبر أن هذا من سبيل الذكاء الإجتماعي والإعلامي!! وغيره كثيرون من خرجوا يلعتذروا للثوار، ولكن بعد ماذا؟ لا عذر لهم اليوم. سقط أولائك المداحون سقطة مدوية لأن كلامهم مسجل، ومقالاتهم محفوظة. وما يشغلنا الآن هو انتظار سقوط بقية الفزاعات ودمى القش، ويومها لن يمنعنا أحد من الشماتة والتشفي! ملحق أنوار 18 ابريل 2011


    http://7shr.blogspot.com/2011/04/blog-post.html
    http://img162.imageshack.us/img162/6697/sing1uo2.jpg
يعمل...
X