إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أم الدنيا.. وأبوها كمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أم الدنيا.. وأبوها كمان

    حالة من الاحباط كانت تسود عالمنا العربي، إحساس بالضعف وقلة الحيلة أمام تقدم العالم ليس في مجال التكنلوجيا بل في مجال احترام الإنسان وإعطاءه أبسط حقوقه لأنه إنسان. وقد ظلمت نفسي ومن حولي بإحباطي الدائم وكنت أتسائل: لماذا يتفائل المتفائلون؟! فقد وصل الاستبداد في عالمنا العربي منتهاه، حتى أن أجهزة الأمن التي من المفترض أن تحمي المواطنين تحولت إلى أداة قمع تقهر الوطن وتسحق أحلامه. وكان لسان حالنا يقول: يا ليل الصب متى غده؟!!
    وعلى غير المتوقع، أتى غده. إن كل ذلك الظلم والقهر هو ما دفع البوعزيزي ليشعل شرارة التغيير في تونس، ولا أقول مصر من بعدها. أعتقد أن الثورة المصرية بدأت قبل الثورة التونسية ومعها وبعدها. فقبل تلك الشرارة التونسية استمات المصريون سياسةً وأدباً وفناً وسخريةً في هجاء الإستبداد، وتعرية القمع. كان النظام في مصر يشيع أن المصريين سيثورون بعد أن يثور أبو الهول. كذبت نبوئتهم!
    يا كاتب التاريخ خذ دفاترك وسجل، أنه في 25 يناير فاض النيل على آخره، وأن الأهرامات ترافقها المسلات غيرت مكانها زحفا إلى ميدان التحرير. سجل يا تاريخ درسا للحضارة الإنسانية بكل لغات العالم، ولا تنسى الهيلوغريفية لأنها من أقدمها. ثورة تجلت فيها الدروس والعبر، أولها: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير).
    ثورة هي الأولى من نوعها في كل شيء، بدءً من أعداد المشاركين فيها وانتهاءً بكوميدياها الساخرة حد البكاء. ثورة على الهواء مباشرة، تفضح الإعلام الرسمي، الذي كان بوقا غبيا. فبينما كان إعلام السلطة يظهر لك "الكوبري" والسيارات عليه "زي الفل"، كان شباب التحرير يحتالون تقنيا على التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطة من خلال تصوير مقاطع ورفعها على الشبكة العالمية، كانت تظهر مستوى القمع والطريقة الوحشية في التعامل مع المتظاهرين.
    قبل 50 عاما خرج الشيخ القرضاوي من مصر بعد أعوام من السجن والتعذيب والتنكيل. خرج طالبا للحرية ولقمة العيش. الجمعة الفائتة عاد ليخطب بثلاثة ملايين ثائر في ميدان التحرير من المسلمين والمسيحيين بلا تفرقة. عاد بطلا يحمل على الأكتاف ويقدم ليصلي بالجمع. في المقابل كان أحمد عز والمغربي وجرانه ضيوفا على سجن طره. مشهد تراجيدي لا يصدق!
    كذبت إحباطاتنا وصدقت شاعرية الفاجومي، شاعر تكدير الأمن العام، أحمد فؤاد نجم حين خاطب ابنته نوارة وهي طفلة على حجره فقال:أبوك آيوا ما كانش حاجه.. لكنه حاول يعيش لحاجه.. وجيل أبوك كان يعني حاجه.. وجيلك إنت حيبقى حاجه.. ومصر تبقى النهارده حاجه.. وبكرة حتما حتبقى حاجه!!

    أنوار - الوطن
    21 فبراير
    http://7shr.blogspot.com/2011/02/blog-post_21.html
    http://img162.imageshack.us/img162/6697/sing1uo2.jpg
يعمل...
X