السياحة " تَرشي "
اليوم سآخذكم في رحلة لإحدى الوجهات السياحية الرائعة بمحافظة شمال الباطنة ولكن قبل ذلك دعوني أوجه لكم سؤالا مهما ً .. هل تعرفون معنى كلمة " ترشي " باللهجة العمانية القحية الأصيلة ؟ " ترشي " من رشى يرشي فهو راشي ، وتعني أن يعطى الشيء إلى آخر بالمجان دون مقابل ودون وجه حق ، وليس المقصود فيها " الرشوة " المعروفة قانونا والمستشرية الآن في كثير من الجهات .
عموما ، لقد وعدتكم أن آخذكم في رحلة سياحية " مكوكية " اليوم إلى إحدى المنتجعات السياحية الرائعة التي صرفت عليها آلاف مؤلفة وخصصت لها قطعة أرض بمكان رائع على شاطيء البحر بل وخصصت مساحة من شاطيء البحر الذي يقع عليه لزراعة بعض أشجار النارجيل ووضع كراسي الاستجمام تحت اشعة الشمس ، ما أعجبني في هذا المنتجع هو موقعه الاستراتيجي حيث يقع في ولاية الخابورة تلك الولاية التي تفتقر هي وجيرانها من باقي الولايات إلى الخدمات السياحية كخدمات الفندقة ، رحلتنا اليوم ستكون إلى " منتجع الخابورة السياحي " ذا التصنيف " العشر " نجوم وفوقهم " قمر وشمس " كذلك .
كما ترون في الصورة أعلاه ، فقد كتب قطعة الرخام أنه" في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه تم وضع حجر الأساس لمنتجع الخابورة السياحي تحت رعاية سعادة محسن بن خميس البلوشي وكيل وزارة التجارة والصناعة للسياحة في يوم الثلاثاء الخامس من ربيع الأول 1421هـ الموافق 9 مايو 2000م " ، فهو صرح سياحي رائع عمره الافتراضي الآن هو اثني عشرة عاماً .
الرجاء من الجميع ركوب الحافلة الآن وربط حزام الأمان لنبدأ بالتجول حول ذلك الصرح السياحي منقطع النظير .
كما تشاهدون في الصورة السابقة ، المشروع قائم بشكل كامل تم بناؤه وتجهيزه بكل المرافق من مباني وحتى حمام السباحة جاهز لكن الغريب أنه الى اليوم لم يتم تشغيله أو الاستفادة منه ولو ليوم واحد !! وعند سؤالي لبعض أهالي تلك المنطقة عن سبب ذلك كانت اجابتهم " لا نعلم " ، لقد آلمني كثيراً أن أرى أموالاً عامة تهدر هنا وهناك ، فكما تشاهدون في الصور ، المباني تتآكل ، السور ينهار ، والمكان تملأه الحشائش الضارة والكثير من الأشجار التي لا يدل نموها فيه إلا عن الاهمال وعدم الاهتمام فيه بل وعدم زيارة أياً كان له منذ سنين طوال !! زرت المكان شخصياً ووقفت على الموقع وفعلا شعرت بألم وحسرة في جوفي وأنا أشاهد مثل تلك المناظر !! تلك المناظر التي جعلت الافكار " تتقلب " في رأسي يمنة ويسره ، أين هي الجهات المختصة عن مشروع كهذا وأين هي وزارة السياحة وهل علمت أصلا تلك الوزارة بوجود مثل هذا الموقع !! أين كانت وزارة التجارة آنذاك وهي الجهة التي كانت مسؤولة في وقته عن القطاع السياحي ؟؟ لما لم تتابع مراحل الإنشاء والتشغيل ؟؟!! إذا كان هذا المشروع به بعض الاشكالات القانونية أو الفنية لما لا يرفع الموضوع الى الجهات المختصة لتجد حل فيه إما بالعمل على استغلال المشروع وإعادة تأهيله ومن ثم تشغيله أو بسحب الأرض وإعادة استغلالها في مشروعات وطنية أخرى إذا كانت قد منحت وقتها كحق انتفاع لاقامة هذا المشروع ؟؟!!
تساؤلات كثيرة تجول في " رأسي " لم أجد لها أجابة إلى اليوم عل أحدكم يستطيع الإجابة على تلك التساؤلات ويريحني من صداع التفكير .
أترككم تكملون الرحلة السياحية ، اتمنى لكم قضاء اسعد الأوقات مع الصور التالية :
http://saoodoman.blogspot.com/2012/04/blog-post_10.html