ليس ياسر حارب وحده فقط صاحب كتاب بيكاسو وستاربكس تأثر بمقهى ستاربكس والثقافة التي نشرها لمرتاديه في كل بلد يحط فيها سواء كان من خلال الرسومات التي تملئ الجدران أو القهوة التي أستطاعت أن تخلق أمزجة مختلفة بذوق رفيع او حتى طريقة أختيار القهوة واستلامها ووضع السكر بها ، بل جميع مرتادي هذا المقهى أستطاعوا أن يرضخوا لتلك الثقافة ويتأقلموا معها إحتراماً لرائحة القهوة والمزاج الأصيل .
ويبدو أن تلك الرائحة والثقافة نفسها أثرت في ذلك الرسام الأوربي الذي دخل للمقهى وهو متوتراً فطلب قهوته المثلجة واتجه إلى حجز مقعده تاركاً كراسة الرسم على الطاولة ومعلقاً حقيبته الصغيرة والثقيلة على طرف كرسي وأخذ يمشي يميناً ويساراً وهو يحرك رجله كعسكري متمرس إلى أن نادت البائعة قائلة: (موكا فرابتشينوا)، فأتجه ليستلمها وعاد لطاولته وتذكر بأن عليه أن يحضر (القشة) والمناديل ، فرجع لمقعده وجلس وانتبه بأن هناك إمرأة تجلس على الكرسي المقابل مغطية الشعر ولكنها تستمتع بثقافة المقهى حيث بإمكانك أن تشعر بأنك في عالمك الخاص وتتصرف كيفما تشاء دون أن يضايقك أحد فهي تمسك مرة بكتابها ومرة تتصفح الإي باد ومرة ترتشف القهوة بتلذذ برازيلي ، لم يمر ذلك المشهد أمام الرسام مرور الكرام لأنها المرأة الوحيدة المغطاة الرأس بين مجموعة من النساء اللواتي ينتشرن في المقهى الساترات حتى منتصف الساق أو أقل ، كاشفات الشعر ، وكأن هذا المشهد أتاه من السماء فما كان منه إلا بعد أن إرتشف قليلاً من القهوة أن يخرج قلمه ويفتح صفحة جديدة في كراسته وبدأ الدخول إلى عالمه، فغاب بعينه عن من حوله وسلط تركيزه على تلك المرأة التي كانت تضع غطاءً أحمر اللون ، وبدأ بتنفيذ رسمته فلم تعجبه البداية الأولى ، فقلب الصفحة وكذلك الثانية فقلب الصفحة وبين ذلك التركيز وتقليب الصفحات ألتفتت المرأة إليه فإذا بها تشعر بأن القلم يتحرك ليرسم ملامحها ولكنه مجرد شك مبدئي إلا أن تركيزه عليها جعل شكها يزداد وبعد مرور ساعة تقريباً وبينما الرسام نسى نفسه وبدأ تمعنه واضحاً للجميع وكأنها هي من طلبت منه أن يرسمها فكان يحرك رأسه في إتجاه رأسي بينها وبين الكراسة ، وبكل حسن نية كانت المرأة سعيدة بأنها ستحظى برسمة لها فقامت لترى تفاصيل اللوحة دون أن يشعر هو ، فجاءت من خلف مقعده لترى بأنه رسم وجهها بكل دقة ولكنه رسم الغطاء كالحَجَرة التي ضغطت على رأسها ومجموعة من الأفكار تريد أن تخرج من رأسها ولكن تلك الحجارة كان تقف حاجزاً فترجع مرة أخرى ورسم كوب القهوة بأنه برميل من النفط تستمتع في احتساءه والدولارات تتجمع في بطنها دون فائدة مرجوة والسلاسل تكبل قدميها.
يبدو أن ذلك الرسام يعتقد أن الحجاب حاجز فكري للمرأة المسلمة أو العربية على السواء وأنه يؤثر على طريقة تفكيرها وتعاطيها مع الحياة وبأن المرأة مجرد جسد عليها تغطيته لأنه هو هدفها في هذه الحياة وبأن الثروات التي تملكها الدول العربية هي للمرأة كالطعام الذي تأكله متى تشاء وتهضمه دون أن تعرف فائدة تلك الثروات وكيف يمكن أن تُستغل بالطريقة الصحيحة لمستقبل أفضل ، إذن هذا الرسام حاله كحال الكثيرين الذين يعتقدون بهذا الإعتقاد عن المرأة المسلمة والذين لم يطلعوا على الثقافة والعقيدة الإسلامية وإن أطلعوا عليها فهموها بمفهوم ضيق ، هذا الحادثة التي حللت عقلية هذا الرسام في هذه الرسمة كانت فرصة جيدة للحوار وتغير ما يمكن تغييره من نظرة عن المسلمة والإسلام بشكل عام والعادات والتقاليد العربية وكان ذلك الحوار كفيلاً بأن يخرج الرسام برسمة أخرى ، فعادت المرأة إلى مقعدها ولم يبرح الرسام من مكانه إلا وبدأ يرسم مرة وتعمدت المرأة بأن تترك له المجال لترى مدى تأثيرها وتقبله لما دار بينهما من حوار وتوضيح بعض المفاهيم المغلوطة.
وبالفعل كانت رسمته الثانية تختلف كلياً عن مضمون الرسمة الأولى فرسم الوجه مبتسماً وكوب القهوة الستاربكسية المليء بالرغوة يزين أصابعها وهي ممسكة بالإي باد تتصفح وتستقي منه المعلومات التي تتساقط على رأسها بحرية والحجاب مليء بالورود والزخارف الجميلة بإعتباره جزءً من عملية الزينة النسائية وليس حاجزاً كما هي الرسمة الأولى.
إذا كان هناك من يقيمنا ظاهرياً فنحن بحاجة إلى الحديث أكثر حتى يتم تقييمنا بشكل صحيح ، وقد لا تكون الطرق دائماً متاحة للحديث مع الآخر إذن لنعزز من نقل ثقافتنا ليس كمؤثرين فقط بل للتوضيح وشرح ما يجهله ذلك الآخرعنا ، فلنزرع بداخلنا روح السفير المؤمن بثقافة وتقاليد أمته لينقلها بكل فخر ويعتز بها ، فشكراً لستاربكس على هذه الفرصة.
ويبدو أن تلك الرائحة والثقافة نفسها أثرت في ذلك الرسام الأوربي الذي دخل للمقهى وهو متوتراً فطلب قهوته المثلجة واتجه إلى حجز مقعده تاركاً كراسة الرسم على الطاولة ومعلقاً حقيبته الصغيرة والثقيلة على طرف كرسي وأخذ يمشي يميناً ويساراً وهو يحرك رجله كعسكري متمرس إلى أن نادت البائعة قائلة: (موكا فرابتشينوا)، فأتجه ليستلمها وعاد لطاولته وتذكر بأن عليه أن يحضر (القشة) والمناديل ، فرجع لمقعده وجلس وانتبه بأن هناك إمرأة تجلس على الكرسي المقابل مغطية الشعر ولكنها تستمتع بثقافة المقهى حيث بإمكانك أن تشعر بأنك في عالمك الخاص وتتصرف كيفما تشاء دون أن يضايقك أحد فهي تمسك مرة بكتابها ومرة تتصفح الإي باد ومرة ترتشف القهوة بتلذذ برازيلي ، لم يمر ذلك المشهد أمام الرسام مرور الكرام لأنها المرأة الوحيدة المغطاة الرأس بين مجموعة من النساء اللواتي ينتشرن في المقهى الساترات حتى منتصف الساق أو أقل ، كاشفات الشعر ، وكأن هذا المشهد أتاه من السماء فما كان منه إلا بعد أن إرتشف قليلاً من القهوة أن يخرج قلمه ويفتح صفحة جديدة في كراسته وبدأ الدخول إلى عالمه، فغاب بعينه عن من حوله وسلط تركيزه على تلك المرأة التي كانت تضع غطاءً أحمر اللون ، وبدأ بتنفيذ رسمته فلم تعجبه البداية الأولى ، فقلب الصفحة وكذلك الثانية فقلب الصفحة وبين ذلك التركيز وتقليب الصفحات ألتفتت المرأة إليه فإذا بها تشعر بأن القلم يتحرك ليرسم ملامحها ولكنه مجرد شك مبدئي إلا أن تركيزه عليها جعل شكها يزداد وبعد مرور ساعة تقريباً وبينما الرسام نسى نفسه وبدأ تمعنه واضحاً للجميع وكأنها هي من طلبت منه أن يرسمها فكان يحرك رأسه في إتجاه رأسي بينها وبين الكراسة ، وبكل حسن نية كانت المرأة سعيدة بأنها ستحظى برسمة لها فقامت لترى تفاصيل اللوحة دون أن يشعر هو ، فجاءت من خلف مقعده لترى بأنه رسم وجهها بكل دقة ولكنه رسم الغطاء كالحَجَرة التي ضغطت على رأسها ومجموعة من الأفكار تريد أن تخرج من رأسها ولكن تلك الحجارة كان تقف حاجزاً فترجع مرة أخرى ورسم كوب القهوة بأنه برميل من النفط تستمتع في احتساءه والدولارات تتجمع في بطنها دون فائدة مرجوة والسلاسل تكبل قدميها.
يبدو أن ذلك الرسام يعتقد أن الحجاب حاجز فكري للمرأة المسلمة أو العربية على السواء وأنه يؤثر على طريقة تفكيرها وتعاطيها مع الحياة وبأن المرأة مجرد جسد عليها تغطيته لأنه هو هدفها في هذه الحياة وبأن الثروات التي تملكها الدول العربية هي للمرأة كالطعام الذي تأكله متى تشاء وتهضمه دون أن تعرف فائدة تلك الثروات وكيف يمكن أن تُستغل بالطريقة الصحيحة لمستقبل أفضل ، إذن هذا الرسام حاله كحال الكثيرين الذين يعتقدون بهذا الإعتقاد عن المرأة المسلمة والذين لم يطلعوا على الثقافة والعقيدة الإسلامية وإن أطلعوا عليها فهموها بمفهوم ضيق ، هذا الحادثة التي حللت عقلية هذا الرسام في هذه الرسمة كانت فرصة جيدة للحوار وتغير ما يمكن تغييره من نظرة عن المسلمة والإسلام بشكل عام والعادات والتقاليد العربية وكان ذلك الحوار كفيلاً بأن يخرج الرسام برسمة أخرى ، فعادت المرأة إلى مقعدها ولم يبرح الرسام من مكانه إلا وبدأ يرسم مرة وتعمدت المرأة بأن تترك له المجال لترى مدى تأثيرها وتقبله لما دار بينهما من حوار وتوضيح بعض المفاهيم المغلوطة.
وبالفعل كانت رسمته الثانية تختلف كلياً عن مضمون الرسمة الأولى فرسم الوجه مبتسماً وكوب القهوة الستاربكسية المليء بالرغوة يزين أصابعها وهي ممسكة بالإي باد تتصفح وتستقي منه المعلومات التي تتساقط على رأسها بحرية والحجاب مليء بالورود والزخارف الجميلة بإعتباره جزءً من عملية الزينة النسائية وليس حاجزاً كما هي الرسمة الأولى.
إذا كان هناك من يقيمنا ظاهرياً فنحن بحاجة إلى الحديث أكثر حتى يتم تقييمنا بشكل صحيح ، وقد لا تكون الطرق دائماً متاحة للحديث مع الآخر إذن لنعزز من نقل ثقافتنا ليس كمؤثرين فقط بل للتوضيح وشرح ما يجهله ذلك الآخرعنا ، فلنزرع بداخلنا روح السفير المؤمن بثقافة وتقاليد أمته لينقلها بكل فخر ويعتز بها ، فشكراً لستاربكس على هذه الفرصة.