في السنوات الماضية قبل شهر مارس 2011م كنت أذهب إلى عملي كل صباح باكرا عن زملائي، وكان هذا السؤال يتكرر في نفسي: لماذا التبكير في العمل؟ ولماذا الجدية؟ ولماذا لا أكون مثل غيري؟ ولماذا لا يسمع صوتنا ولا يُقدر جهدنا ونستصغر من رؤسائنا والكثير من؟؟؟؟؟، ولكن بعد هذا التاريخ تغيرت لدي مفاهيم كثيرة خاصة بعد التغييرات والمراسيم والتوجيهات التي قام بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، وأيقنت بأن هناك عملا مستمرا مضنيا يجب أن يقوم به كل فرد في أرضنا الطيبة، وأن الأمل في التغيير والتطوير ما زال هدفا قائما.
ولكن ما زلت أستغرب من استمرار بعض المثقفين أو ممن يدعون أو يتوقعون أنهم من المثقفين النخبة، أستغرب منهم السلبية المسيطرة عليهم، حيث ما زالوا يعلقون شماعة إخفاقاتهم لحادثة معينة على الحكومة. ففي السابق كنت أستسلم لآرائهم العقيمة، أما من الآن وصاعدا فقد أصبحت أناقشهم وأحاورهم ويظل سؤالي الأول وهو المحزن بالنسبة لهم: ماذا عملتم أنتم لعُمان؟
وهذه الأسطر البسيطة تدور حول هذا الموضوع والسؤال موجها لجميعنا، إن كنا فعلا صادقين ومخلصين في حب عُمان، فلنسأل أنفسنا ماذا عملنا لعُمان دون مقابل مادي؟ وكم من الساعات خصصناها لهذا البلد العظيم؟
إذا كان الجواب سيكون مجرد ثرثرة وبث الروح السلبية وبث الإحباط بين شبابنا وشابتنا ونشر الأقاويل والبلبلة من هنا وهناك، فأجزم بأن هذا الحب ليس الحب المبتغى، أن عُمان تحتاج لنا ولجهودنا جميعا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن العربي والشرق الأوسط.
عُماننا تحتاج في المرحلة الحالية والمستقبلية إلى عمل جماعي وطني يجمع شتات الأمة لا أفعال غير مسؤولة تفرقها، وجهود مخلصة تعمل على صلابتها وقوتها وتسعى لتطورها، وإلى دماء شابة تعطي وتقنع لا أن تستسلم عند أول إخفاق، والمحافظة على المكتسبات التي جنيناها في السابق تتطلب منا أفرادا وجماعات بأن نعمل ساعات إضافية نسميها "ساعات لعُمان".
لنحسب معا عدد الساعات التي نستنزفها في مشاهدة مباريات الدوري الأسباني والإنجليزي والإيطالي ومتابعة المسلسلات التركية والعربية والخليجية وتضييع الأوقات في المراكز التجارية والتسكع في الشوارع، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة غير الهادفة منها، ماذا لو حُول عُشر هذا الوقت إلى خدمة عُمان وأهلها بشتى الطرق المتاحة كتخصيص جزء من أوقاتنا اليسيرة للتطوع في إحدى مؤسسات المجتمع المدني كلا حسب اهتمامه أو خدمة أهله ومجتمعه وقضاء حاجاتهم؟ أو المشاركة في مجالس المثقفين الهادفة لتنمية مداركنا؟ .. هذه أمثلة من كثير، ألا تتفقون معي بأن عُماننا ستكون أفضل وأجمل؟
إن خدمة الوطن لا تتطلب بالضرورة أن تكون موظفا حكوميا أو عاملا في القطاع الخاص فقط. إن مفهوم خدمة الوطن يعني أن لا نضرها ونضر مصالحها وقذف رموزها الوطنية، فإذا كان هناك قصور معين فالقصور وارد، ويمكن معالجته بطرق قانونية ومن خلال الأجهزة المعنية، سواء كانت رقابية أو برلمانية، وطرح الموضوع بشكل راقٍ مقبول وبنضج وعقلانية وموضوعية دون إثارة للبلبلة وتشنيج العواطف.
وأود أن أختم كلامي بثلاث نقاط: الأولى ما قاله لي أحد أصدقائي الألمان والمتابع لأحداث الشرق الأوسط عندما قال: "بأن عُمان تعتبر أكثر الدول العربية استفادة من الربيع العربي إذا ما تم تفعيل توجيهات ومراسيم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ورعاه"، وثانيا بأن علاقة عُمان وأبنائها كعلاقة الحب والعشق بين الأم والأبناء ونادرا ما تسود بينهما الخلافات وسوء الفهم، وإن ظهر بينهما سوء الفهم فسرعان ما يتم حله فيما بين الأسرة الواحدة بكل هدوء ورقي. وآخر النقاط أهنئكم بشهر الخير والبركات وكل عام وعُمان والجميع بخير.
خلفان بن سيف الطوقي
ولكن ما زلت أستغرب من استمرار بعض المثقفين أو ممن يدعون أو يتوقعون أنهم من المثقفين النخبة، أستغرب منهم السلبية المسيطرة عليهم، حيث ما زالوا يعلقون شماعة إخفاقاتهم لحادثة معينة على الحكومة. ففي السابق كنت أستسلم لآرائهم العقيمة، أما من الآن وصاعدا فقد أصبحت أناقشهم وأحاورهم ويظل سؤالي الأول وهو المحزن بالنسبة لهم: ماذا عملتم أنتم لعُمان؟
وهذه الأسطر البسيطة تدور حول هذا الموضوع والسؤال موجها لجميعنا، إن كنا فعلا صادقين ومخلصين في حب عُمان، فلنسأل أنفسنا ماذا عملنا لعُمان دون مقابل مادي؟ وكم من الساعات خصصناها لهذا البلد العظيم؟
إذا كان الجواب سيكون مجرد ثرثرة وبث الروح السلبية وبث الإحباط بين شبابنا وشابتنا ونشر الأقاويل والبلبلة من هنا وهناك، فأجزم بأن هذا الحب ليس الحب المبتغى، أن عُمان تحتاج لنا ولجهودنا جميعا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن العربي والشرق الأوسط.
عُماننا تحتاج في المرحلة الحالية والمستقبلية إلى عمل جماعي وطني يجمع شتات الأمة لا أفعال غير مسؤولة تفرقها، وجهود مخلصة تعمل على صلابتها وقوتها وتسعى لتطورها، وإلى دماء شابة تعطي وتقنع لا أن تستسلم عند أول إخفاق، والمحافظة على المكتسبات التي جنيناها في السابق تتطلب منا أفرادا وجماعات بأن نعمل ساعات إضافية نسميها "ساعات لعُمان".
لنحسب معا عدد الساعات التي نستنزفها في مشاهدة مباريات الدوري الأسباني والإنجليزي والإيطالي ومتابعة المسلسلات التركية والعربية والخليجية وتضييع الأوقات في المراكز التجارية والتسكع في الشوارع، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة غير الهادفة منها، ماذا لو حُول عُشر هذا الوقت إلى خدمة عُمان وأهلها بشتى الطرق المتاحة كتخصيص جزء من أوقاتنا اليسيرة للتطوع في إحدى مؤسسات المجتمع المدني كلا حسب اهتمامه أو خدمة أهله ومجتمعه وقضاء حاجاتهم؟ أو المشاركة في مجالس المثقفين الهادفة لتنمية مداركنا؟ .. هذه أمثلة من كثير، ألا تتفقون معي بأن عُماننا ستكون أفضل وأجمل؟
إن خدمة الوطن لا تتطلب بالضرورة أن تكون موظفا حكوميا أو عاملا في القطاع الخاص فقط. إن مفهوم خدمة الوطن يعني أن لا نضرها ونضر مصالحها وقذف رموزها الوطنية، فإذا كان هناك قصور معين فالقصور وارد، ويمكن معالجته بطرق قانونية ومن خلال الأجهزة المعنية، سواء كانت رقابية أو برلمانية، وطرح الموضوع بشكل راقٍ مقبول وبنضج وعقلانية وموضوعية دون إثارة للبلبلة وتشنيج العواطف.
وأود أن أختم كلامي بثلاث نقاط: الأولى ما قاله لي أحد أصدقائي الألمان والمتابع لأحداث الشرق الأوسط عندما قال: "بأن عُمان تعتبر أكثر الدول العربية استفادة من الربيع العربي إذا ما تم تفعيل توجيهات ومراسيم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ورعاه"، وثانيا بأن علاقة عُمان وأبنائها كعلاقة الحب والعشق بين الأم والأبناء ونادرا ما تسود بينهما الخلافات وسوء الفهم، وإن ظهر بينهما سوء الفهم فسرعان ما يتم حله فيما بين الأسرة الواحدة بكل هدوء ورقي. وآخر النقاط أهنئكم بشهر الخير والبركات وكل عام وعُمان والجميع بخير.
خلفان بن سيف الطوقي