غالبا ما تعطي الوسوم للوهلة الاولى انطباعا عن محتوى يرتبط باسمها وحين تقرأ التغريدات التي تتضمنها هذه الوسوم تجد أن
هناك خلاصة لتجارب في مجالاتها ,لكن تتفاجأ أحياناً حين تكتشف أن أغلب التغريدات ساخرة ولا تحتوي على حقائق أو معلومات تمت لموضوع الوسم بصلة.
لقد اصبحت الفكرة السائدة أن الوسوم العربية يغلب عليها الجانب الترفيهي والسخرية اللذيذة الماتعة أو تصفية الحسابات وتؤدي أحيانا إلى احدث أزمات سياسية ,وقد تؤدي أحياناً إلى حجب صحيفة أو منع أحدهم من نشر مقالاته أو منعه من دخول دولة ما,ناهيك عن ما يسببه التعامل الاعلامي من قبل البعض مع التغريدات دون تدقيق معللين أن آنيتها وسرعة خط الزمن في تويتر لا يترك وقتا حتى يستوثق من صحتها ويضعها في سياقها الحقيقي ويصنع منها صورة متكاملة ,رغم ذلك لا يجب ان نغض الطرف عن وجود طرح جدي وهادف وعميق في الوسوم/الهاشتاقات,حتى في وسومنا/هاشتاقانا العمانية نجد رائد الوسوم/الهاشتاقات الاستاذ أحمد المعيني وهو محاضر و مترجم و مدوّن وباحث في دراسات الترجمة –كما يعرف نفسه في السيرة التويترية /الـbio- نجده مواظبا بين فترة وأخرى على صياغة وسوم/هاشتاقات فكرية أذكر منها: #آخر_كتاب_أعجبني/وصلني_هدية/ سرقته/ أهديته/أبهرني .. إلخ , #رواية_فيلم, #خطأ_شائع,# أطروحة_عمانية , #صور_مكتبتك وغيرها.
والوسم/الهاشتاق بقدرته الاختزالية الكبيرة ليس وليد اليوم بل سبق العهد التويتري بقرون!
فحين ترتبط قصة أو حادثة بشخص أو قضية وتلازمه فأنها تلاك على ألسنة الناس وتتلقفها الألسنة وتنتشر, تذكرت وأنا بين ثنيات تويتر والسيل الجارف للوسوم/الهاشتاقات تذكرت حكاية شعبية يقال أن أحداثها جرت على أرض الشام جسدها قبل عدة سنوات الممثل السوري ياسر العظمة في احدى حلقات مسلسل مرايا وهي حكاية “الرجل الذي سقط سرواله”! , وباختصار فالحكاية بدأت حين كان شيخ القرية يخطب الجمعة وكان من عادة أهل القرية أن يكون لباسهم عبارة عن سراويل وقمصان وعمامات ملونة فإذا حلّت مناسبة دينية أو اجتماعية أو ذهبوا إلى مجالس كبرائهم لبسوا على تلك الملابس سروالا وقمصانا سوداء اللون بلا أكمام.
وذات جمعة وفي أثناء الخطبة وحين كانت الأبصار تتجه إلى الخطيب وهو يلقي مواعظه انحلت عقدة السروال الأسود فسقط !..فسارع الخطيب إلى رفعه وعقده وأكمل خطبته.
بعد أن خرج المصلين من المسجد تلقف بعض الحضور ما حدث وفسرها كل واحد على وجه فمنهم فظهرت عدة تفسيرات ,وليكت الحكاية ومضغت وانتشرت فقرر الشيخ مغادرة القرية والبحث عن قرية أخرى واستقر به الحال في قرية حتى هرم فأشتاق إلى قريته الأولى وحين عاد انصدم حين قرأ على مدخل قريته: مرحبا بكم في سقط سرواله..وتحوّل كل معلم في القرية بهذا الاسم :الحانوت,المقهى,الدكان..وحين أراد أن يستريح وجد شابا فسأله عن مغزى الاسم فحكى له الحادثة بتفاصيلها,فاستشاط الشيخ غاضبا وقال: وهل رأيت تلك الحادثة حتى تصفها بهذه الدقة؟! , فأجابه الولد: لا يا سيدي فلم أكن قد ولدت بعد ,فأنا من مواليد عام خمسه سقط سرواله!!
فهذا الشيخ تعرض للهشتقة في زمانه بسبب تلك الحادثة بل وتحول الهاشتاق إلى اسم وعلامة بارزة تسمت به كل معالم قريته بدءً من مدخلها مرورا ببقية معالمها ,بل تعدى المعالم والأمكنة والمرافق إلى درجة أنه أصبح تقويما يعتمد عليه بدأ منذ تلك الحادثة!,و ربما نحت أحدهم على قبره :هذا قبر الذي سقط سرواله!!!
أخيرا أرى أنه أي وسم/هاشتاق يحمل الجدية أو السخرية قد نجد فيه كمية تفاصيل مسترجعة أو ذات رؤية يجب أن تستغل فنيا وأدبيا ونفسيا , وفي أي وسم/هاشتاق قد نجد موسوعة تستحق الدراسة والمناقشة و ينبغي توثيقها ونقلها من فضاء تويتر إلى عوالم الصحافة والشبكات الاجتماعية الأخرى بل إلى القنوات والندوات والمجالس الثقافية والادبية وفي قاعات الدراسة.
http://moosa84.blogspot.com/2012/11/blog-post.html