تشاؤل..
بقلم_ محمد بن سيف الرحبي
حينما سألت رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء عن كل هذا العدد الذاهب للمشاركة في فعاليات الأيام الثقافية العمانية في القاهرة (يا دكتور) أجابني بما جعلني أحترم هذا المثابر أكثر، قال د. محمد العريمي: "دع الشباب يكتشفوا ويتعلموا ويكونوا إلى جوار من سبقهم في التجربة، ولا شيء كالسفر يقرّب البشر".
في المجموعة من رأى القاهرة عشرات المرات، كانوا الأساتذة الذين لوجودهم حضور معنوي كبير، استاذنا الشيخ، هلال العامري، والشاعر سيف الرحبي بما له من صيت أدبي ومكانة يحسده عليها كثيرون، وما أكثر هذه البضاعة لدينا.
وفي المجموعة من يكتشف القاهرة للمرة الأولى يتلقى الدرس الأول في فعالية ثقافية خارجية، ودور الجمعية أن تفتح النوافذ أمام هذا الجيل، عبر مؤسسة مجتمع مدني لا تخضع لاختيارات المسؤول الحكومي، بها مجلس إدارة من مثقفين تم انتخابهم من قبل مثقفين، وعندما حملوا رسالة "المحبة والسلام" إلى مصر (وتونس قبلها) لم يروجوا لجمعيتهم، بل لعمان وثقافة عمان، لأنهم جميعا أبناؤها.
ربما هو أكبر وفد ثقافي عماني يسافر، كان حملهم الكلمة والإبداع الفني، مسرحا وتشكيلا وتصويرا، وجدوا السند الحكومي الذي حفزهم على مواصلة الحلم، وأن تكون قاهرة المعز، عاصمة الثقافة العربية الثابتة (رغم أنف المتغيرات والتحولات) مبتهجة بضوء القصيدة القادمة من عمان، معها الحكايات وفنون من الإبداع.
تجوّلوا في القاهرة وفي أزقتها وحاراتها، زاروا الأهرامات (والأهرام.. الجريدة) والأوبرا ومشوا على كوبري قصر النيل، خان الخليلي وأمكنة أخرى سمعوا بها كثيرا وقرأوها أكثر، وبدا هدف العريمي واضحا من هذا التوسع العددي في قائمة المشاركين.
وإذا كان الشكر لا يكون لواجب فكيف به يكون لغير الواجب، هم تحملوا ثقل هذا الواجب مقدمين أكثر منه..
فشكرا سعادة السفير خليفة الحارثي.. كان حضورك رائعا، لمسة الأخ الكبير الذي احتفى بأخوته وأبنائه..
وشكرا د. سعيد العيسائي، الملحق الثقافي، طيبتك وأخلاقك فاقا جهدك الذي لم تبخل به علينا وأنت تتحرك في كل صغيرة وكبيرة معنا.
وشكرا للعزيز سالم الحبسي.. الملحق الإعلامي، كنت سندا وحاضرا، وشكرا (مضاعفا) للصديق سالم الحميدي، إذ كنت معنا راقيا وأنت تبهجنا من على شرفة السلكين الدبلوماسي والقصصي، لم تنس الحكاية تكتبها وأنت تدخل دهاليز العمل متنقلا من سفارة عمانية إلى أخرى، عواصم وعواصم تمنحك أكثر بهجة الحكاية.
وشكرا للدكتور محمد العريمي، الهادئ الذي كان يدير وفدا ثقافيا كبيرا بدون أن نسمع نبرة صوت عالية، مستفزة أو متعالية، ومعه مجموعة من إدارة الجمعية قدموا أكثر مما بوسعهم لتكون الفعالية على خير ما تكون، لم يختاروا الأسماء المقربة منهم، إنما فتحوا قلوبهم للجميع، لأولئك الذين تفاعلوا وتواصلوا مع الجمعية، والساحة الثقافية، بوجود إعلاميين كان لهم الحضور الرائع وهم ينقلون صورة الحدث بتفان.