منذ ما يقارب من ستين عاما ثمة مقولة قالها الفيزيائي البرت اينشتاين تتعلق بالتفاعل البشري ومجاراته لتكنولوجيا المعلومات والاتصال حيث قال: " إنني أخشى اليوم الذي تحلّ فيه التكنولوجيا محل التفاعل البشري، عندئذ سيجني العالم جيلا من الحمقى. وها هو اليوم يتحقق جزء كبير مما يخشاه اينشتاين منذ عشرات السنين، وهو ما أروم طرحه عبر عمود اليوم لبداية سطر والذي أرى أنه ليس بمعجز على أحد، فهو أمر يستحق وقفة منا جميعا كمجتمع يحترم القيم ويقدر المبادئ. فلربما طرح الموضوع مرارا وتكرارا وبزوايا متنوعة ومتعددة، ولذا يكون عرضه في هذا المقام من باب التذكير حين قال الله تعالى : فذكر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين .
يتعلّق الحديث بأوضاع شبابنا وهم في مقتبل أعمارهم أي مرحلة الإنتاج وجني الثمرات التي يجب أن تؤتي أكلها يانعا خدمة لهذا الوطن وخدمة لمجتمعاتهم. نعم أقول ذلك والألم بات أسى يعتصر كل من يخشى على أبناء هذا الوطن الغالي، فرغم حداثة أعمار هؤلاء الفتية الذين أتصور أنهم يدركون عاقبة تلك الأخطاء التي يمارسونها دون خوف أو وجل من ناب أو ظفر، إنهم شباب يافعين أطالوا مدة مراهقتهم. يسهرون الليالي على إيقاعات برامج الانترنت "الواتسب" والحبل متروك على غاربهم. إنّ ما يقلقني حيال هذا الموضوع هو أنّ هذه العادة تمارس لا في المدن فحسب وإنّما في قرى ترجى منها قيم ومبادئ تأصلت في أجيال.
فراغ سلوكي يرافق فتية بعض القرى حين يعتبرون تلك الخدمات مرتعا سلبيا ينهلون منه كل غث وسمين يتسامرون ويتناجون لمراسلات فارغة ليس بها ما ينمي المدارك بل ما يفسد أخلاقهم وما يجعلهم متأخرين فعليا عن الحضارات بالبحث عن شهوات فارغة تزول بثوان وتنتهي بصاحبها إما إلى قضبان السجن أو بفضيحة نكراء تبقى بصمة عار في تلك القرية القابعة خلف القيم والمتسترة بالمبادئ، فنهشتها المدنية وأكلت لحومها حين فارق فتيانها المبادئ .
من المخطئ فينا ومن البريء حين حلت التقنية وجالوا فتية وصالوا بحثا عن أرخص سلعها وأشنع ما امتلك سوقها من الخام والرام، حين أتيحت لهم فرص قراءة أسقم النصوص ومشاهدة أسوء المشاهد والتعرف على بشر لا ينتمون إلى طبقة البشر حين أدخلوا علينا سلوكيات وتصرفات ليست منا وليس ذلك فحسب بل ذلك الأب الستيني الذي ينام قرير العين في فراشه، وتلك الأم الخمسينية التي تنام بنفس هانئة وهي لا تعي مطلقا دورها الحقيقي حين فقدت التربية وأهملتها ففقد الوطن أعز ما يملك من قوة بشرية وعقلية فبات الفتى شغله الشاغل البحث عن أسوء الأمور فضاع مستقبله وفقد بريقه وتاه وسط المجتمع وفشل فشلا ذريعا، تلك أمثلة بسيطة نزيح عنها الستار ليستيقظ النائم ويبصر على واقع مأساوي سمي التطور والتمدن التقني الذي تبعه عيالنا، وتهافتت عليه فلذات أكبادنا، دون رقيب أو حسيب، حين دفع المقصّرون فيه ضريبة تطيح بأجيال على اعتبار أننا نسلم بضرورة الأخذ بكل جديد ونحن في الأصل لا نهيّئ تلك النفوس لكيفية التعامل معها بل يذوب فيها المراهقون وتنصهر معهم بقايا القيم التي ربما يمتلكون جزءا يسيرا، سَهُل اجتذاره من منبته واستئصاله من لبّه.
من خلال هذه الصفحات أوجه ندائي إلى الآباء في البيوت وإلى الأمهات والإخوان العاقلين وكذا الأخوات العاقلات وكذا واجه ندائي إلى المعلمين في مدارسهم وكل من له صلة رحم وعلاقة بالتربية في أي مكان أن يرشد ويوجه وينصح ويتابع فهؤلاء الفتية أمانة في أعناقنا وتربتهم وتهذيبهم مسؤولية جماعية حين تنزل علينا التقنية مرغمين لها لا بد أن نسلحهم بالثقافة العلمية، لنذرهم يخطفون عاليها ويقطفون لذيذها ويذرون سافلها وحقيرها. فثمة برامج تربوية أخلاقية موجهة للفتية ومرشدة لهم فعلى الآباء متابعتها وتنمية بصائر الأبناء في الية استخدام التقنية ولا نقول هنا بمنعهم من التقنية بل بالأخذ بأيديهم فليست العبرة بالتقدم التقني وما يتزين به الناس من حلي مصداقا لقول الشاعر: ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والأدب.
يتعلّق الحديث بأوضاع شبابنا وهم في مقتبل أعمارهم أي مرحلة الإنتاج وجني الثمرات التي يجب أن تؤتي أكلها يانعا خدمة لهذا الوطن وخدمة لمجتمعاتهم. نعم أقول ذلك والألم بات أسى يعتصر كل من يخشى على أبناء هذا الوطن الغالي، فرغم حداثة أعمار هؤلاء الفتية الذين أتصور أنهم يدركون عاقبة تلك الأخطاء التي يمارسونها دون خوف أو وجل من ناب أو ظفر، إنهم شباب يافعين أطالوا مدة مراهقتهم. يسهرون الليالي على إيقاعات برامج الانترنت "الواتسب" والحبل متروك على غاربهم. إنّ ما يقلقني حيال هذا الموضوع هو أنّ هذه العادة تمارس لا في المدن فحسب وإنّما في قرى ترجى منها قيم ومبادئ تأصلت في أجيال.
فراغ سلوكي يرافق فتية بعض القرى حين يعتبرون تلك الخدمات مرتعا سلبيا ينهلون منه كل غث وسمين يتسامرون ويتناجون لمراسلات فارغة ليس بها ما ينمي المدارك بل ما يفسد أخلاقهم وما يجعلهم متأخرين فعليا عن الحضارات بالبحث عن شهوات فارغة تزول بثوان وتنتهي بصاحبها إما إلى قضبان السجن أو بفضيحة نكراء تبقى بصمة عار في تلك القرية القابعة خلف القيم والمتسترة بالمبادئ، فنهشتها المدنية وأكلت لحومها حين فارق فتيانها المبادئ .
من المخطئ فينا ومن البريء حين حلت التقنية وجالوا فتية وصالوا بحثا عن أرخص سلعها وأشنع ما امتلك سوقها من الخام والرام، حين أتيحت لهم فرص قراءة أسقم النصوص ومشاهدة أسوء المشاهد والتعرف على بشر لا ينتمون إلى طبقة البشر حين أدخلوا علينا سلوكيات وتصرفات ليست منا وليس ذلك فحسب بل ذلك الأب الستيني الذي ينام قرير العين في فراشه، وتلك الأم الخمسينية التي تنام بنفس هانئة وهي لا تعي مطلقا دورها الحقيقي حين فقدت التربية وأهملتها ففقد الوطن أعز ما يملك من قوة بشرية وعقلية فبات الفتى شغله الشاغل البحث عن أسوء الأمور فضاع مستقبله وفقد بريقه وتاه وسط المجتمع وفشل فشلا ذريعا، تلك أمثلة بسيطة نزيح عنها الستار ليستيقظ النائم ويبصر على واقع مأساوي سمي التطور والتمدن التقني الذي تبعه عيالنا، وتهافتت عليه فلذات أكبادنا، دون رقيب أو حسيب، حين دفع المقصّرون فيه ضريبة تطيح بأجيال على اعتبار أننا نسلم بضرورة الأخذ بكل جديد ونحن في الأصل لا نهيّئ تلك النفوس لكيفية التعامل معها بل يذوب فيها المراهقون وتنصهر معهم بقايا القيم التي ربما يمتلكون جزءا يسيرا، سَهُل اجتذاره من منبته واستئصاله من لبّه.
من خلال هذه الصفحات أوجه ندائي إلى الآباء في البيوت وإلى الأمهات والإخوان العاقلين وكذا الأخوات العاقلات وكذا واجه ندائي إلى المعلمين في مدارسهم وكل من له صلة رحم وعلاقة بالتربية في أي مكان أن يرشد ويوجه وينصح ويتابع فهؤلاء الفتية أمانة في أعناقنا وتربتهم وتهذيبهم مسؤولية جماعية حين تنزل علينا التقنية مرغمين لها لا بد أن نسلحهم بالثقافة العلمية، لنذرهم يخطفون عاليها ويقطفون لذيذها ويذرون سافلها وحقيرها. فثمة برامج تربوية أخلاقية موجهة للفتية ومرشدة لهم فعلى الآباء متابعتها وتنمية بصائر الأبناء في الية استخدام التقنية ولا نقول هنا بمنعهم من التقنية بل بالأخذ بأيديهم فليست العبرة بالتقدم التقني وما يتزين به الناس من حلي مصداقا لقول الشاعر: ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والأدب.