يعاني أكثر من مليار نسمة من ارتفاع ضغط الدم على ظهر كوكب الأرض، وبحسب منظمة الصحة العالمية، يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى وفاة ما لا يقل عن 8 ملايين شخص سنويا.
ووفقا لما نشره موقع “Insider” الأميركي، فإن هناك نوعين من ارتفاع ضغط الدم هما الأساسي والثانوي، ولكل منهما أسباب مختلفة.
يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تكون قوة الدم ضد جدران الشرايين مرتفعة جدًا، وربما تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية أو السكتة الدماغية، والتي ربما يترتب عليها الإصابة بإعاقة.
من جانبه، يقول بروفيسور سانجيف باتيل، وهو طبيب قلب في معهد ميموريال كير للقلب والأوعية الدموية في مركز أورانج كوست الطبي، إن ارتفاع ضغط الدم الأساسي يميل إلى التطور مع التقدم في السن وليس هناك سبب محدد. ومن ناحية أخرى، فإن ارتفاع ضغط الدم الثانوي يحدث نتيجة لعدة عوامل أخرى، مثل أورام الغدة الكظرية أو مشاكل في الكلى، مثل حالة تضيق الشريان الكلوي، والتي تؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الكليتين.
كما يتابع “نظرًا لأن ارتفاع ضغط الدم الثانوي هو نتيجة لسبب أساسي، فإنه يمكن علاجه عن طريق معالجة المرض المسبب له، في حين أن ارتفاع ضغط الدم الأساسي لا يوجد لديه علاج، ولكن يمكن السيطرة عليه من خلال تغيير نمط الحياة أو الدواء”.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
هذا ويوضح بروفيسور باتيل أن هناك عوامل مرتبطة بنمط الحياة غالبا ما تسبب ارتفاع ضغط الدم الأساسي، مثل:
• التدخين: ربما يتسبب التدخين في زيادة ضغط الدم مؤقتًا وتلف الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
• عدم ممارسة الرياضة: إن النشاط البدني المنتظم يقوي القلب، ويساعد على ضخ الدم بشكل أكثر فعالية. ويمكن أن يسهم النشاط البدني الأقل في ارتفاع معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الشرايين وزيادة ضغط الدم.
• البدانة: يفرض الوزن الزائد ضغطا على نظام الدورة الدموية، وكشفت الأبحاث العلمية أن البدانة يمكن أن تصيب بارتفاع ضغط الدم.
• ملح الطعام: يؤدي تناول الكثير من الصوديوم بشكل خاص لارتفاع ضغط الدم، لأن الملح يؤدي إلى احتفاظ الجسم بالسوائل، مما قد يزيد من ضغط الدم. وتوصي جمعية القلب الأميركية بتناول ما لا يزيد عن 2300 ملليغرام من الصوديوم يوميًا.
• ضغط عصبي: يمكن أن يتسبب الإجهاد في ارتفاع ضغط الدم مؤقتًا.
الأعراض
ولكن كيف يمكن أن يعرف الشخص إذا كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم، يقول باتيل إن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب الصداع وعدم وضوح الرؤية وضيق التنفس، لكن ربما لا يواجه الشخص العديد من هذه الأعراض مجتمعة أو بدرجة ملحوظة ما لم تكن الحالة شديدة للغاية. ولكن يكون البعض عرضة لمخاطر ارتفاع ضغط الدم إذا ظهرت بعض هذه الأعراض، كما أنه من المرجح، على سبيل المثال، أن يعاني كبار السن، خاصةً من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، من ارتفاع في ضغط الدم لأن الأوعية الدموية تفقد تدريجيا مرونتها مع التقدم في العمر.
عوامل جسدية ووراثية:
• تاريخ العائلة: إذا كان هناك أحد الأقارب يعاني من ارتفاع ضغط الدم قبل سن الستين، فإن الشخص أكثر عرضة للإصابة به مرتين. ويقول بروفيسور باتيل إن هذا لا يعني بالضرورة أن الشخص لابد أن يصاب بارتفاع ضغط الدم، إنما هو مؤشر على زيادة احتمالات الإصابة به، خاصة إذا اقترن الأمر بعوامل خطر أخرى مثل قلة النشاط البدني والنظام الغذائي السيئ.
•النوع: يوجد بين الرجال، الذين تقل أعمارهم عن 65 سنة، مستويات أعلى باستمرار من ارتفاع ضغط الدم بالمقارنة مع النساء من نفس الفئة العمرية.
ووفقا لنتائج عدة دراسات علمية، ثبت أيضًا أنه حتى في العشرينات من العمر، كان 27% من الرجال يعانون من ارتفاع ضغط الدم، في حين لم تزد النسبة بين النساء عن 12% فقط.
إلى ذلك، تعتبر الفحوص المنتظمة لضغط الدم بمعرفة الطبيب أو في المنزل أمرًا بالغ الأهمية لتحديد ارتفاع ضغط الدم. ويجب على من يعتقدون أنهم معرضون لخطر ارتفاع ضغط الدم، أن يبادروا باستشارة طبيب والمباشرة في الحصول على العلاج على الفور.
كيفية الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
في المقابل، يوضح التقرير العالمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية أنه من الممكن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومعالجته من خلال اتباع تعديلات أنماط الحياة في المراحل المبكرة، كما يلي:
• تناول طعاماً صحياً
• تقليل كمية الملح في الطعام
• الإقلال من تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة
• التخلص من البدانة
• النشاط البدني
• تجنب تدخين التبغ
• القياس المنتظم لضغط الدم
هذا ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أنه من الممكن معالجة ارتفاع ضغط الدم والتحكم فيه من خلال:
• ضبط ضغط الدم: إذ يمكن تخفيض ضغط الدم من خلال تعديل أنماط الحياة والالتزام بتعاطي الأدوية بشكل منتظم.
• الوقاية من السكري ومعالجته: يعاني 60% من مرضى السكري من ارتفاع ضغط الدم، ويمكن تخفيض خطر السكري بتناول نظام غذائي صحي والمحافظة على وزن صحي وممارسة النشاط البدني والرياضة.
• الحد من الضغط النفسي ومعالجته: ينبغي تجنب الحزن والتوتر والاكتئاب من خلال ممارسة الرياضة واليوغا وغيرها من طرق الاسترخاء.
المصدر: العربية.نت – جمال نازي
#عاشق_عمان