ألقيتها في فعالية (تأبين فقيد الوطن والعالم جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور رحمه الله وطيب ثراه) بمشاركة متحدثين وشعراء من مختلف ولايات محافظة الداخلية، والتي نظمتها مكتبة نزوى العامة يوم السبت ١٥فبراير ٢٠٢٠م
قال المذيعُ.. وقد ألقى بأعماقي
جمرا.. يذوب مَدادا فوقَ أحداقي
أطرقتُ كي أفهمَ المعنى، فما صمَدَت
نفسي لما انثالَ في سِردابِ إطراقي
فتَّشتُ بين حُروفِ الضَّادِ عن جُملٍ
تُلملِمُ الدمعَ في حبرٍ و أوراق
وتمسكُ القلبَ قي تأبينِ مَنْ عهِدَت
لمَدحِه تنحني بالشعرِ أعذاقي
قالت دموعي: ذَرِ الأحزانَ مُشرعةً
إن الحروفَ لحُزني مثلُ أطواق
(ما بين غَمضةِ عينٍ وانتباهتِها)
تنتابُني بين سُلوانٍ وإحراق
أطرقتُ… ليتَ مع الإطراقِ تسليةً
بل زادَ جرحٌ له غورٌ بأعماقي
رفعت رأسيَ.. ما يمَّمتُ في جهةٍ
إلا و(قابوسُ) يعلو كلَّ خفَّاق
هُنا الحروفُ أعادَت نبضَها ألقا
كالروحِ تبعثُ سَعدا بعد إزهاق
مواسمُ الخَصْبِ في كفَّيه ما انقطعَت
خمسينَ حولا.. فطابَ الزَّرعُ والسَّاقي
كأنه اختارَ أعواما ، فباركَها
ربُّ العبادِ.. جرَت في خيرِ أنساق
وقال: حيثُ عمانُ المجدِ قبلتُنا
وكُلُّنا للعُلا نَمشي على سَاق
قالت حُروفي: له الأشعارُ شاهدةٌ
ففي (الوِسامِ) شذا حُبٍ وميثاق*
وما زهَت جنَّةُ الأشعارِ في قلمٍ
الا بسقيٍ وتَعميرٍ وإرهاق
وقد تداعَت قوافي العُرْبِ سارحةً
بين الرُّبى مثلُ جمعِ الريمِ سبَّاق
أراكَ فيها مثالا.. هبَّ شاعرُها
لتستنيرَ القوافي حينَ إبراق
كأنهم يغرفون الحبَّ من لُجَجٍ
كفَّاكَ شاطئُها من دونِ إغراق
وانْ تغلَّقَ مَعنى في حديثِهُم
فاسمُ قابوس فتحٌ دونَ إغلاق
تزاحمَ الغيثُ حيَّا بين أظهُرِنا
وزادَ فيك ازدحامٌ مثلَ أسواق
كأنه سوقُ شِعرٍ للجهاتِ، فقد
فاضوا دُموعا على مِيزابِ أحداق
وبالدُّعاء توالى خَتمُ قافيةٍ
برَحمةٍ… يومَ لفِّ الساقِ بالساق
وجئتُ منها أبثُّ الحرفَ في أملٍ
بـ(هيثمَ) العزِّ.. في ساعاتِ إشراق
عِمامةُ المجدِ، سيفُ الحقِ، خنجرُه
بهَيبةٍ قد تسَامتْ بين ٱفاق
وقال: مني لقابوسَ الوفاءُ، وفي
حُكمي سأمضي على عَهدٍ وميثاق
ميثاقُ حبِ عمانِ المجدِ من أزلٍ
بالمخلصينَ … وفاءٌ صادقٌ راقِ
وسطَ الضُّلوعِ عمانُ الحبِّ عامرةً
ما بين مَدحا وضلكوتٍ ورُستاق
فاحفظْ إلهي بلادي وارعَ هيثمَها
وجُدْ بأمنٍ وإيمانٍ وأرزاق
أحمد بن هلال بن محمد العبري
- الوسام: كتاب (الوسام الأدبي في اليوبيل الذهبي) ، وهو مجموع قصائد وطنية لشعراء من داخل عمان وخارجها بمناسبة دخول النهضه العمانية عامها الخمسين.. وقد تشرفت بعضوية فريق جمع الكتاب ومراجعته. وكنت في ليلة الوفاة أراجع مسودته قبل الأخيرة..
#عاشق_عمان